CRI Online

الأسطول الروسي يجري تدريبات في المياه الإقليمية السورية

cri       (GMT+08:00) 2011-12-08 17:19:32

انطلقت مجموعة من السفن التابعة لأسطول الشمال الروسي في ال6 من الشهر الجاري للإبحار في المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط حيث ستقوم بزيارة عدة موانئ بسورية وغيرها من الدول. وعلى الرغم من أن الجانب العسكري الروسي قد أكد سابقاً أن خطة الإبحار تم تحديدها في وقت سابق ولا علاقة لها بالأوضاع الحالية في سورية، إلا أن المجتمع الدولي ما زال يولي اهتماماً خاصاً بهذا التحرك.

وأعلن قائد الأسطول الشمالي الروسي سيرجي بوبوف أن هذه الرحلة البحرية التي تستهدف ضمان الوجود العسكري الروسي في الأقاليم البحرية المهمة على نطاق العالم وحماية أمن الملاحة للسفن الروسية والأنشطة الاقتصادية البحرية الوطنية، وستستغرق الرحلة البحرية بضعة أشهر حين تقوم خلالها السفن الروسية بزيارات عمل لبعض الموانئ بالدول الأجنبية.

وفي الواقع وصلت السفن الحربية الروسية الثلاث التابعة لأسطول البحر الأسود وصلت إلى قاعدة طرطوس البحرية الروسية لدى سورية في ال21 من نوفمبر الماضي، وعلى الرغم من أن وصولها كان لمجرد الحصول على إمدادات الوقود والغذاء، غير أن المجتمع الدولي يعتبرها لتقديم دعم للحكومة السورية. وفي ذلك الوقت، ترددت تقارير إخبارية بأن حاملة الطائرات "الأميرال كوزنيتسوف" ستتوجه مع السفن الحربية الأخرى إلى البحر الأبيض المتوسط في ديسمبر الجاري من أجل إجراء التدريبات العسكرية.

وعلى الرغم من أن الحكومة الروسية أكدت مراراً أن هذا التحرك يهدف فقط للحصول على إمدادات الوقود والغذاء وليس لمهام أخرى. إلا أن وسائل الإعلام الدولية ترى أن موقف الحكومة الروسية إزاء الأزمة السورية مراوغ، واختيار الأسطول الروسي فترة حساسة لزيارة الموانئ السورية أمر مثير للاهتمام، مشيرة إلى أن روسيا بدأت التعامل مع المعارضة بسورية منذ شهر يونيو من هذا العام، وفي الوقت نفسه دعت مراراً المجتمع الدولي إلى ضبط النفس تجاه الأوضاع السورية. وفضلا عن ذلك، صوتت روسيا ضد قرار مجلس الأمن بشأن الأزمة السورية.

وأشارت وسائل الإعلام أيضاً إلى أن حاملة الطائرات"جورج بوش"الأمريكية وصلت إلى المياه الإقليمية السورية في الآونة الأخيرة، وإذا دخلت حاملة الطائرات الروسية إلى البحر الأبيض المتوسط، فستحدث ظاهرة نادرة وهي تواجد حاملات الطائرات الأمريكية والروسية في إقليم بحري واحد لأول مرة بعد انتهاء الحرب الباردة بين البلدين، وهذه الظاهرة أجبرت الناس على التفكير بأن الأزمة السورية قد تؤدي إلى أول مواجهة عسكرية بين القوات الأمريكية والروسية منذ السنوات العشرين الماضية، حيث يمكن أن تلعب القوات الأمريكية دور "التدخل" وبجانبها تلعب روسيا دور "الراعي".

وفي هذا السياق، أشار المحللون الروس إلى أن"المواجهة" بين حاملات الطائرات الروسية والأمريكية في البحر الأبيض المتوسط أمر غير مرجح، لأن إطلاق أي طرف النار ضد الآخر سيؤدي لإشعال حرب ودفع ثمن باهظ. وأن ذهاب الأسطول الروسي إلى البحر الأبيض المتوسط وزيارة مرفأ طرطوس هو مجرد رد على محاولة الدول الغربية للتدخل المسلح في الشؤون الداخلية السورية.

وبالإضافة إلى ذلك ، أشار بعض المحللين إلى أن روسيا تتخذ دائما موقفا غامضا في اللحظة المهمة التي قد تشكل مواجهة بينها وبين الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية خلال السنوات الأخيرة، وتغير سياستها الخارجية تغيرا كبيرا في آخر لحظة انطلاقا من مصالحها الوطنية. وهذا ما انعكس تماماً في قضايا إيران وليبيا. لذلك قد تتحول روسيا من موقفها تجاه قضية سورية في المستقبل إذا توصلت مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية إلى توافق مشترك أو في حالة اتخاذ الدول الغربية برئاسة الولايات المتحدة القرار حول التدخل العسكري في سورية.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي