CRI Online

روسيا تتمسك بموقفها من الأزمة السورية

cri       (GMT+08:00) 2012-02-02 11:00:35
أكد المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتاري تشوركي أمس الأربعاء ( أول فبراير) أن روسيا تدعو إلى حل الأزمة السورية حلا سياسيا ولن تقدم تنازلات في ذلك عند بحث المشكلة السورية في مجلس الأمن الدولي. يرى المحللون أن السبب وراء تمسك روسيا بموقفها المتمثل في معارضة التدخل الغربي في الشؤون الداخلية السورية يعود إلى قلقها من توسع تأثيرات نتائج الحرب الليبية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا لأن ذلك سيهدد مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.

كما هو المعروف أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون انتقدت الإثنين الماضي بشدة الحكومة السورية داعية مجلس الأمن الدولي لإتخاذ إجراءات ضرورية عاجلة. وذكر أحد كبار المسؤولين في الحكومة الأمريكية أمس أن واشنطن تحاول إقناع روسيا بتغيير موقفها لدعم مشروع قرار جديد للأمم المتحدة حول تنحية الرئيس السوري بشار الأسد. أمام الضغط الأمريكي أوضح المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة تشوركي أن روسيا ستستخدم حق الفيتو إذا أجرى مجلس الأمن بالتصويت على مشروع قرار غير مقبول لديه لأن منطقة الشرق الأوسط ستتعرض لأزمات شديدة إذا تم إجازة هذا المشروع في مجلس الأمن الدولي. وأضاف تشوركي أنه ما زالت هناك احتمالات لحل الأزمة السورية حلا سياسيا وأن روسيا تدعو المعارضة السورية إلى إبداء رغبتها في الحوار مع الحكومة. كما أكد تشوركن أن روسيا لن تؤيد فرض حظر الأسلحة على سوريا مؤكدا ضرورة إدراج القرارات المعنية التي أعدتها بعثة المراقبين العرب إلى مشروع القرار الذي سيبحثه المجلس علما بأن المجلس قد عقد في ال31 من يناير الماضي اجتماعا حول المسألة السورية لبحث مشروع القرار الذي تقدمت به فرنسا وبريطانيا وألمانيا. وفي ذلك الحين أكد نائب وزير الخارجية الروسي الذي حضر الاجتماع أن روسيا لن تؤيد هذا المشروع إلا إذا كان يدعو مختلف الأطراف السورية إلى وقف أعمال العنف وإزالة بعض المضامين المتعلقة بفرض عقوبات على الحكومة السورية، وممارسة التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية. ومن المعروف أن روسيا ظلت تعمل على دفع الأطراف السورية المختلفة إلى الحوار في موسكو دون شرط مسبق. وحسبما ذكرت وزارة الخارجية الروسية يوم الإثنين الماضي أن الحكومة السورية قد وافقت على إجراء الحوار بينما عبرت المعارضة السورية عن رفضها للتوجه إلى موسكو للمشاركة في الحوار إلا في حالة استقالة الرئيس بشار الأسد.

وأمام موقف المعارضة السورية ذكر وزير الخارجية الروسي لافروف يوم الثلاثاء أن تغيير السلطة ليس من عمل روسيا بينما ذكر لافروف أن هذا لا يعني أن روسيا تؤيد حكومة بشار الأسد على أية حال.

وكانت بعض وسائل الإعلام الغربية قد انتقدت روسيا بأنها حليفة لسوريا ومتمادية في دعم الحكومة السورية. وبشأن ذلك أشار النائب الأول لمدير لجنة الشؤون الدولية بالدوما الروسية أن الهدف الروسي هو حل النزاعات السياسية في إطار القانون الدولي ليس لدعم بشار الأسد أو حماية المصالح الروسية في سوريا.

وذكرت بعض وسائل الإعلام الروسية أن التقارير حول فقدان بشار الأسد الدعم الروسي هى زعم مغرض من قبل بعض وسائل الإعلام الغربية. وجاء في تقرير أعده أحد مراكز البحوث الروسية أن عدد المعارضين في سوريا في الحقيقة لم يصل إلى 40%. وإذا تم إجازة مشروع القرار في مجلس الأمن الدولي والذي تقدمت به بعض الدول الغربية والعربية فإن النفوذ الخارجي سيتدخل في النزاعات الداخلية السورية، وفي ذلك الحين ستصبح الأوضاع الأمنية في سوريا أشد توترا واضطرابا وسيرتفع عدد القتلي والجرحى بالتأكيد تماما مثلما حدث في ليبيا.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي