CRI Online

المصارعة بين روسيا والولايات المتحدة حول القضية السورية ستتصاعد شدتها

cri       (GMT+08:00) 2012-02-06 18:44:02

استخدمت السبت الماضي (4 فبراير) روسيا والصين الفيتو ضد مشروع القرار الخاص بسورية في اجتماع مجلس الأمن الدولي، مما أحبط استراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، كما أفشل التدابير الاستراتيجية الأمريكية ضد ايران.

يذكر أن الولايات المتحدة تقف وراء مشروع القرار الخاص بسورية الذي قدمه العرب والغرب إلى مجلس الأمن الدولي، لذلك، فإن هذه المصارعة الدبلوماسية في مجلس الأمن الدولي تعتبر مصارعة بين روسيا والولايات المتحدة. وخلال عملية التصويت، ودعمت 13 دولة من أعضاء المجلس الولايات المتحدة، بينما حصلت روسيا على دعم الصين فقط، غير أن روسيا استخدمت حق النقض، مما أحبط استراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

أولاً، قدمت روسيا اقتراح التعديل "المعقول" على مشروع القرار الخاص بسورية قبل التصويت، حيث أجبرت الولايات المتحدة على تقديم تنازل كبير حول مشروع القرار والمتمثل في موافقة الولايات المتحدة على حذف محتويات المشروع حول تنحى الرئيس بشار الأسد عن سلطته وفرض حظر الأسلحة على سورية. ثانياً، قدمت روسيا اقتراح معدلاً آخر في آخر دقيقة قبل التصويت، مطالبةً فيه بحنف نص يتعلق بضرورة انسحاب القوات الحكومية السورية من جميع المدن والبلدات إلى ثكناتها. وفي حين لم توافق الولايات المتحدة على هذا التعديل، فاستخدمت روسيا حق الفيتو خلال التصويت. وفي الحقيقة، إن اقتراح التعديل الذي تقدمت به روسيا إلى مجلس الأمن الدولي يعتبر فخاً لمنع تمرير مشروع القرار فقط.

ربما فازت روسيا في هذه المصارعة الدبلوماسية، غير أن الولايات المتحدة لم تتنازل.

أولاً، استخدام روسيا حق النقض في التصويت يعني تحمل روسيا مسؤولية حل القضية السورية، فلا تضمن إفشال الإطاحة بنظام بشار الأسد فحسب بل يجب أن تساعد سوريا على الانتهاء من الاضطرابات الداخلية وإعادة السلام إليها، إلا أن الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية ستفرض المزيد من الحصار الاقتصادي والعزلة الدبلوماسية على سورية لتدخل وتعرقل المساعى الهادفة لمساعدة الحكومة السورية.

ثانياً، حتي ولو هدأت الاضطرابات الداخلية في سورية، فإن الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية لن تتخلى عن هدفها في الإطاحة بنظام بشار الأسد.

ثالثاً، ستجرى الانتخابات الرئاسية الروسية المقبلة في العام الجاري، لابد أن تعمل الدول الغربية على تشجيع واستخدام قوى المعارضة الروسية بالإضافة إلى تشويه صورة روسيا وعزلها في القضية السورية، محاولة تعطيل الوضع السياسي في روسيا.

إذن لماذا تصر الولايات المتحدة على الإطاحة بنظام بشار الأسد؟

أولاً، بالنسبة للولايات المتحدة فإن أكبر عدو لها في الشرق الأوسط هي إيران، غير أن العلاقات بين إيران وسورية جيدة جداً، وتساعدان بعضها البعض، ونظام بشار الأسد ضعيف نسبياً، فالإطاحة بنظام بشار الأسد سهل نسبياً. وإذا توفقت الدول الغربية في الإطاحة بنظام بشار الأسد، فإيران ستكون في ورطة.

ثانياً، إن كل من سورية وإيران حليف لروسيا، مما يساعد روسيا على أداء دور مهم في الشرق الأوسط، وإذا تخلى بشار الأسد عن منصبه، فستفقد روسيا مصالحها الكثيرة في هذه المنطقة.

وبناء على النقطتين المذكورتين أعلاه، فنحن نفهم على نحو أفضل لماذا تسعى الولايات المتحدة إلى الإطاحة بنظام بشار الأسد، ولماذا استخدمت روسيا حق نقضها في مجلس الأمن الدولي لحماية الحكومة السورية.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي