CRI Online

تعليق: ما هي المسؤولية الحقيقية تجاه الشعب السوري

cri       (GMT+08:00) 2012-02-06 19:45:43

قام مجلس الأمن يوم 4 فبراير الحالي بالتصويت على مشروع قرار حول سورية. وقد تمسكت الصين بمبدأ حل القضايا سلميا وعبر الحوار ومن خلال الوسائل السياسية، وبذلك إستعملت حق الفيتو إلى جانب روسيا.

الوضع في سورية آخذ في التردي، وعدد الضحايا المدنيين في إزدياد مستمر. لكن استعمال الفيتو ضد مشروع قرار مجلس الأمن لا يعني إطلاقا أن الصين ترغب في أن يستمر هذا الوضع الذي يدعو إلى القلق. بل أن استخدام الصين للفيتو ينبع من مسؤوليتها تجاه مصالح الشعب السوري. لأن الوضع السوري معقد، وقد يبدو أن دعم طرف وضرب طرف آخر يمكن أن يحل المشكلة، ولكن هذا في الحقيقة سيزرع بذور صراع جديدة.

تعد ليبيا شهادة حية على ذلك. حيث اعتمدت دول الحلف الأطلسي على قرار مجلس الأمن القاضي بإنشاء منطقة حظر جوي لتوفير المساعدة العسكرية لأحد طرفي القتال. لكن، هل حمى ذلك المدنيين؟ إن الصراعات الداخلية تجلب المزيد من الجرحى والقتلى في صفوف المدنيين، كما تعد الحروب الداخلية واسعة النطاق الأكثر دموية. وكل من لديه دراية ولو قليلة بالأمور العسكرية يدرك هذه الحقيقة. وفي ظل ذلك، يبقى التمسك بحل النزاعات الداخلية أنجع وسيلة لعدم استمرار العنف، كما يساعد على وضع أسس صلبة للاستقرار طويل المدى داخل الدولة، أما مواجهة العنف بالعنف فلن يخلق أبدا سلاما دائما.

الحلف العسكري الأقوى في العالم أرسل تهديدات، مفادها أن تغيير الحكم في دولة صغيرة عبر الحرب، ليس أمرا صعبا على الإطلاق. لكن المشكل أن هؤلاء الذي يأتون من الخارج يغادرون بعد أن ينهوا عملياتهم العسكرية، وحتى إن بقوا فترة ما، فلن تكون حماية المدنيين على رأس أولوياتهم. وحالتي العراق وأفغانستان تمثلان عينة على ذلك.

هناك من يرى في الوقت الحالي أن إجبار الحكومة السورية على التنحي هو احترام لتطلعات الشعب السوري. في حين أن الشعب السوري هو المخول الوحيد لاختيار الحكومة التي يرغب فيها. كما أن هناك أمر يجب ألا نهرب منه، وهو أن العداوة والانقسام تعد دائما مكبلات حقيقية بالنسبة للحاكم. ومهما تكن المجموعة التي ستكون عليها الحكومة، ستكون أمام واجب الحفاظ على استقرار البلاد وحماية أمن العباد. ولإنجاز هذه المهمة يعد التفاهم بين مختلف القوميات أمر ضروري. وإذا كنا سنعود في النهاية إلى التفاهم بين مختلف القوميات، فلماذا لا ننطلق منها؟ وهل ياترى أن العودة إلى الحديث عن التفاهم بين القوميات سيكون أسهل بعد أن تسيل الدماء؟

يجب أن نبذل 100% من الجهود حتى وإن كان هناك 1% فقط من الأمل. وعلى المجتمع الدولي أن يعطي فرصا أكثر للسلام. و هكذا فقط يمكننا تحمل مسؤوليتنا الحقيقية تجاه الشعب السوري.

يهدف "ميثاق الأمم المتحدة" إلى حماية السلام والأمن في العالم. وبإمكان الأمم المتحدة أن تضع حدا للاحتلال، لكن لا يمكنها أن تجبر دولة ما على تغيير سلطتها الحاكمة. وفي عام 2003 عندما حاولت الولايات المتحدة إقناع مجلس الأمن بالقيام باجتياح عسكري للعراق. علق الأمين العام للأمم المتحدة في ذلك الوقت كوفي عنان على هذا الأمر قائلا: "أنا أعلم أن هناك آراءً متباينة في الكونغرس حول معالجة قضية العراق، لكن هذا ليس ما يجب أن أهتم به. الأمم المتحدة لا يمكنها أن تغير رؤساء الدول. لأن هذا في منظمتنا يعد مخالفا للقانون."

دعم التوصل إلى حل سلمي للقضية السورية، ودعم السلام في منطقة الشرق الأوسط هما مبدئان تتمسك بهما الصين دائما. لأن هذا يتعلق مباشرة بالمصالح الجوهرية للشعب السوري، كما يجسد حس المسؤولية العالي للصين بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن تجاه السلام العالمي.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي