CRI Online

الولايات المتحدة تغلق سفارتها في سورية وتواصل فرض ضغوطها على الحكومة السورية

cri       (GMT+08:00) 2012-02-07 16:33:35
أغلقت الولايات المتحدة أمس الاثنين (6 فبراير) سفارتها في سورية وقامت بسحب طاقمها بسبب تدهور الوضع في سورية مما جعل من المستحيل تواصل عملها بعدما رفضت الحكومة السورية ضمان تأمين السفارة الأمريكية. وفي الوقت نفسه، أصدر الرئيس الأمريكي باراك أباما أمراً بتجميد أصول الحكومة الإيرانية وجميع مؤسساتها المالية التي تشمل البنك المركزي الإيراني في الولايات المتحدة.

وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند أمس الاثنين أن الوضع الحالي في سورية أثار قلق حكومة الولايات المتحدة على أمن سفارتها في سورية. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بيانه إن إغلاق السفارة الأمريكية يهدف إلى مواصلة فرض الضغط على الحكومة السورية من أجل الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وأشارت وسائل الإعلام الأمريكية إلى أن إغلاق السفارة الأمريكية في سورية هو خطوة أكثر جدية اتخذتها الولايات المتحدة حتى الآن من أجل إيجاد حل للأزمة السورية.

من جانبه، وقع الرئيس الأمريكي أمس الاثنين على أمر إداري يخول وزارة المالية الأمريكية وغيرها من الوكالات الاتحادية المعنية عند الضرورة بوقف التعامل المالي مع ايران وتجميد أصولها بجميع بنوك الولايات المتحدة وفروعها في الخارج والتي تشمل عائدات النفط عبر البنك المركزي الإيراني، ويعتبر هذا العمل آخر الإجراءات التي اتخذتها حكومة أوباما لزيادة العقوبات المالية والنفطية ضد ايران خلال الفترة الأخيرة.

وأشار بعض الخبراء إلى أن الولايات المتحدة تأمل في مواصلة فرض ضغوطها على الحكومة السورية من أجل الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وإزالة القوى المناهضة للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط خاصة عن طريق ما يسمى ب"الثورة الديمقراطية". وبالنسبة للولايات المتحدة فإن أكبر عدو لها في الشرق الأوسط هي إيران وسورية بعد سقوط نظام معمر القذافي، غير أن العلاقات بين إيران وسورية جيدة ووثيقة جداً، وتساعدان بعضها البعض مما شكل كثيراً من المتاعب للولايات المتحدة. ويعتقد الرأي العام الأمريكي أن كلا من إيران وسورية قد وقعت في ورطة، لأن الحكومة السورية فقدت دعم جامعة الدول العربية، بينما تم تشكيل الولايات المتحدة تحالفاً لفرض" أشد" عقوبات على سورية وإيران، وفي حين تواجه إيران " إمكانية توجيه ضربة عسكرية " من الجانب الإسرائيلي إضافة إلى وصول ثلاث حاملات طائرات أمريكية إلى محيط مضيق هرمز. ولذلك يعتقد الكثير من الناس أن هذا الوقت هو أفضل فرصة لحل القضيتين الإيرانية والسورية. وفي الوقت ذاته، تأمل الولايات المتحدة في توطيد مكانتها القيادية في منطقة الشرق الأوسط من خلال حل الأزمة السورية والقضية الإيرانية.

إلا أنه من وجهة النظر الحالية، لا توجد إمكانية للولايات المتحدة لتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران لعدة أسباب: أولاً، ستجرى الانتخابات الرئاسية الأمريكية في العام الجاري، فلا يريد باراك أوباما شن حرب جديدة في منطقة الشرق الأوسط من أجل ضمان إعادة انتخابه. ثانياً، أعلنت الولايات المتحدة قبل أيام أنها ستخفض ميزانية الدفاع الوطني بسبب تأثيرات الأزمة المالية العالمية والحرب الأفغانية المتواصلة، فليس للولايات المتحدة قدرة كافية لتوجيه ضربة عسكرية جديدة ضد سورية أو إيران. ثالثاً، إن كلا من سورية وإيران لم تحتلان مواقع مهمة في منطقة الشرق الأوسط فحسب بل لديهما طوائف عديدة مختلفة، إذا لم تتعامل الولايات المتحدة مع هذه القضايا بشكل صحيح وجيد، فمن المحتمل أن يتسبب الأمر في صراع طائفي بين الشيعة والسنة في منطقة الشرق الأوسط، قد يؤدي إلى تدخل العراق والسعودية والأردن وغيرها من الدول العربية في هذه الشؤون المعقدة التي ستصبح كابوساً بالنسبة للولايات المتحدة وحليفتها في منطقة الشرق الأوسط إسرائيل، لذلك لا يريد البيت الأبيض أن يكون بادئاً في شن أي حرب. وقال الرئيس الأمريكي باراك أباما إن بلاده لا تزال تعمل على تسوية القضية النووية الإيرانية بالطرق الدبلوماسية. وفي الحقيقة، وحول القضية السورية، لم تتغير وظيفة السفير الأمريكي لدى دمشق على الرغم من إغلاق الولايات المتحدة سفارتها في سورية، فلا تزال توجد إمكانية لحل الأزمة السورية بالطرق الدبلوماسية.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي