CRI Online

الصين وروسيا تقدمان فرصة لحل القضية السورية

cri       (GMT+08:00) 2012-02-07 19:14:02

تثير الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية ميخائيل فرادكوف إلى دمشق اليوم الثلاثاء (7 فبراير) للقاء الرئيس السوري بشار الأسد وغيره من كبار المسؤولين السوريين اهتماما واسع النطاق في المجتمع الدولي. فقبل ثلاث أيام فقط، وقفت روسيا والصين جنبا إلى جنب لاستخدام حق النقض(الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، الذي يعتبر الثاني بعد ما استخدمت الدولتان حق الفيتو ضد المشروع الذي قدمته فرنسا وبريطانيا وبلدان الاتحاد الأوروبي الأخرى بشأن الأزمة السورية في مجلس الأمن الدولي في أكتوبر العام الماضي، مما أثار الرأي العام الدولي.

واستخدمت الصين بجانب روسيا لحق الفيتو ضد مشروع قرار عربي - أوروبي بشأن سوريا، بسبب معارضتها الشديدة لاستخدام القوة لحل القضية السورية وممارسة نهج "تغيير النظام" قسرا والتصرفات الأخرى التي تنتهك أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والأعراف الأساسية التي توجه العلاقات الدولية. كما ترى الصين أن مثل هذه التصرفات غير مقبولة.

المسألة السورية معقدة للغاية، ليس فقط لوجود عداء تاريخي مع بعض الدول والصراع الطائفي، بل هناك نقطة مهمة أخرى ترتكز في القضية النووية الإيرانية. وإن ترابط وتراكم هذه المشاكل، سوف يؤدي إلى تأثير بعضها على بعض. وفي ظل هذه التحديات، يأتي قرار الجامعة العربية الذي يثير الفضول، حيث لا تتفق الآراء على موقف واحد لمكافحة التدخل الخارجي، وتأمل السعودية وقطر وغيرهما من الدول أن تستفيد القوات المناهضة للحكومة السورية للإطاحة بحكم عائلة الأسد، وجعل النظام السوري في أيادي سنية، لمحاصرة الحكومة الإيرانية التي يسيطر عليها الشيعة. ومن جانب آخر، ترفض العراق ولبنان والجزائر وغيرها من الدول القرار، وتقف مصر وغيرها من الدول في نقطة الوسط.

ينبغي على المجتمع الدولي احترام جهود الوساطة التي تبذلها الأطراف ذات الصلة لحل المسألة السورية. فقد أعربت فرنسا ودول غربية أخرى قبل أن ترسل روسيا وفدا رفيع المستوى لزيارة سوريا عن قلقها البالغ حيال ما يحصل في سوريا وأنها لا يمكن انتظار تنفيذ البرنامج المفروض لحل الأزمة السورية، وقامت بمحاولات رامية للمرور عبر مجلس الأمن الدولي. وقد استخدمت الصين حق الفيتو للدفاع عن مقاصد ميثاق الأمم المتحدة والأعراف الأساسية للعلاقات الدولية، ومنع تحول مجلس الأمن لختم مطاطي في أيدي بعض الدول، وإيمانا منها بأن حل المسألة السورية ينبغي أن يكون سلميا وعبر الحوار ومن خلال الوسائل السياسية، كما أن استخدامها لحق الفيتو مسؤولية وغير محسوب على أي طرف من الأطراف السورية.

يعتبر استخدام الصين وروسيا حق الفيتو ضد مشروع قرار حول سوريا في مجلس الأمن، فرصة لا ينبغي تضييعها لحل القضية السورية سلميا في ظل الوضع المتدهور في سوريا. وينبغي على الأطراف السياسية المحلية المعنية البحث عن تسوية أفضل للوضع، وينبغي أيضا الاحترام والاستجابة لتطلعات الشعب بالتغيير. وقال الرئيس السوري بشار الأسد في الـ10 من يناير هذا العام، إن بلاده لن تغلق أي باب أمام مساعي جامعة الدول العربية، وسوريا تسعى إلى حكومة موسعة فيها مزيج من السياسيين والتقنيين وتمثل أطياف المجتمع كله. والمجتمع الدولي عليه فقط تهيئة الظروف المناسبة لتحقيق المصالح السياسية في سوريا، بتعزيز الحوار السياسي وحل الخلافات والحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، بدلا من صب الزيت على النار. والصين من جانبها، تود معالجة الأزمة السورية بشكل صحيح في إطار جامعة الدول العربية، وستستمر دائما في دعم الجامعة العربية لتسهيل التوصل لتسوية سياسية للأزمة السورية والحفاظ على الاستقرار في المنطقة.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي