CRI Online

وزير الخارجية الروسي يقوم بزيارة سوريا بهدف البحث عن حل سياسي للأزمة

cri       (GMT+08:00) 2012-02-08 14:02:51
وصل وزير الخارجية الروسي سرغي لافروف بصحبة مدير المخابرات الروسية ميخائيل فرادكوف أمس الثلاثاء ( 7 فبراير) إلى العاصمة السورية دمشق في زيارة حيث اجرى محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد. وأشار المحللون إلى أن هذه الزيارة تمثل جهودا حاسمة تبذلها روسيا لحل الأزمة السورية الحالية حلا سياسيا وأيضا عملا ضروريا تقوم به روسيا من أجل حماية مصالحها في منطقة الشرق الأوسط.هذا وفي ال4 من الشهر الحالي استخدمت روسيا والصين في مجلس الأمن الدولي حق الفيتو ضد مشروع القرار الخاص بحل الأزمة السورية والذي تقدمت به بعض الدول العربية والغربية. حيث ترى روسيا أن المشروع يطلب الحكومة السورية بسحب قواتها الأمنية من جميع المدن والأحياء السكنية إلى ثكناتها بينما أهمل وجود مصادر أعمال العنف الأخرى كما أهمل أيضا ضرورة وقف الأطراف المختلفة لأعمال العنف في آن واحد. وترى روسيا أيضا أن أى قرار يجب رفعه إلى مجلس الأمن الدولي للنظر فيه بعد التوصل إلى اتفاق عليه من الأطراف السورية المختلفة. كما تدعو روسيا إلى إجراء حوار بين الأطراف السورية المختلفة دون شروط مسبقة.وبعد إحباط مشروع القرار الخاص بالمشكلة السورية بدأت بعض دول الجامعة العربية والغربية البحث عن وسائل أخرى للضغط على حكومة بشار الأسد. حيث قررت الجامعة العربية عقد اجتماع وزراء الخارجية يوم الأحد المقبل للبحث عن وسائل جديدة لحل الأزمة. بشأن ذلك أكد الجانب الروسي تمسكه بالحل السياسي لحل الأزمة. وبعد المباحثات مع الرئيس السوري بشار الأسد ذكر وزير الخارجية الروسي لافروف أن بشار الأسد وعد بالعمل على إنهاء أعمال العنف معبرا عن رغبته في إجراء حوار مع الأطراف السياسية المختلفة. كما ذكر بشار الأسد أن سوريا ستعلن عما قريب جدولا زمنيا للاستفتاء العام لإصلاح الدستور.وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت أن زيارة لافروف هذه تهدف إلى إقرار الأوضاع الأمنية في سوريا وإقناع بشار الأسد بتنفيذ الإصلاح الديمقراطي. ويرى المحللون أن روسيا بعد نقض مشروع القرار في مجلس الأمن الدولي في حاجة ملحة إلى توثيق علاقاتها مع سوريا لحماية مصالحها الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط بشكل أفضل. وإن الهدف الأول لروسيا في الوقت الحالي هو تنسيق مصالح الأطراف المختلفة السورية عبر وسائل سياسية واسترجاع الاستقرار في سوريا. كما هو معلوم أن معظم الأسلحة والذخائر السورية هي من روسيا إضافة إلى تواجد قاعدتها العسكرية الوحيدة خارج البلاد في سوريا - الدولة الوحيدة باستثناء اتحاد الدول المستقلة. ومن هنا يمكن رؤية أهمية أمن سوريا واستقرارها بالنسبة لمصالح روسيا الاستراتيجية في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط. لذلك ترغب روسيا في قيام حكومة بشار الأسد بالإصلاح الديمقراطي لتحقيق استقرار الأوضاع في البلاد، هذا من جهة ومن جهة أخرى ترغب روسيا بإلحاح في كسر حالة الجمود المتمثلة في رفض المعارضة لتقديم تنازلات وذلك من أجل وقف أعمال العنف وإجراء حوار بين مختلف الأطراف. وترى بعض وسائل الإعلام أن زيارة لافروف هذه قد ترمي إلى جس مستقبل السلطة السورية لإجراء ترتيبات واستعدادات مبكرة لحماية المصالح الروسية الطويلة الأمد في منطقة الشرق الأوسط. وعلم أن لافروف سلم خلال المباحثات مع بشار الأسد إليه رسالة تتحدث عن إمكانية تنحي بشار الأسد عن منصبه في حالة عدم توقف أعمال العنف. وذكر أيضا أنه من المحتمل أن يتصل لافروف خلال الزيارة مع شخصيات معارضة للاستماع إلى آرائهم. حيث ذكرت المعارضة أن سوريا ستقبل روسيا وتضمن مصالحها المعنية إذا وعدت روسيا بضمان تنحية بشار الأسد من منصبه.ويتسآل المحللون هل تتمكن زيارة لافروف هذه من تخفيف حدة توتر الأوضاع الأمنية السورية ؟ الأمر الذي يحتاج إلى مزيد من المتابعة.
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي