CRI Online

تعليق: الدول الغربية تؤدى دوراً سلبياً في القضية السورية

cri       (GMT+08:00) 2012-02-09 18:58:31

دخل الصراع الدولي حول سورية إلى مرحلة جديدة بعد أن استخدمت روسيا والصين يوم السبت الماضي (4 فبراير) حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار بشأن سورية يحث الرئيس السوري بشار الأسد على التخلي عن السلطة. وقام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بزيارة إلى دمشق الثلاثاء الماضي للسعى إلى الوساطة، كما أعلنت الصين أنها تبحث إرسال مبعوث إلى سورية والدول المعنية، بينما استدعت الولايات المتحدة سفيرها لدى دمشق، وبعد ذلك، أعلنت بريطانيا وفرنسا وإيطاليا والدول العربية الخليجية استدعاء سفرائها من دمشق أيضا، كما هددت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات إضافية على سورية. من هنا أصبح الأمر جليا بين من يؤدى دوراً إيجابياً ومن يقوم بدور سلبي بشأن القضية السورية.

وتشهد سورية اضطرابات مستمرة منذ منتصف مارس عام 2011، ويتدهور الوضع في سورية باستمرار في ظل تدخل القوى المختلفة. ربما يمكن تقسيم تطورات الوضع في سورية إلى ثلاث مراحل: المرحلة الأولى من منتصف مارس حتى يوليو العام الماضي، حيث كان الوضع تحت السيطرة وكانت المظاهرات سلمية إضافة إلى تشتت المعارضة السورية بسبب الخلافات الكبيرة. أما المرحلة الثانية فهي الفترة ما بين يوليو وأكتوبر العام الماضي، حيث أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في يوليو الماضي أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته، وبعد ذلك، زادت الدول الغربية قوتها للتدخل في الشأن السوري وبدأت تسعى إلى الإحاطة بنظام بشار الأسد. وفي أغسطس، طالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما علنيا الرئيس السوري بالتخلي عن السلطة، وأصدر بعد ذلك كل من رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي بيانات مطالبين الرئيس الأسد بتسليم سلطته. تزامن مع ذلك تصاعد أعمال العنف في سورية وإعلان المعارضة تشكيل "المجلس الوطني الانتقالي" في تركيا بهدف الإحاطة بنظام بشار الأسد. أما المرحلة الثالثة، فهي من أكتوبر الماضي حتى يناير العام الجاري، حيث استخدمت الصين وروسيا في بداية أكتوبر الماضي حق النقض للمرة الأولى ضد مشروع قرار أوروبي حول تشديد العقوبات على سورية، وبعد ذلك، وافقت الحكومة السورية على إرسال بعثة المراقبين العرب إليها بفضل جهود جامعة الدول العربية المتواصلة، ووصلت بعثة المراقبين العرب إلى سورية في ديسمبر الماضي وبدأت عملها، مما مثل للناس أملاً في إيجاد حل سلمي للأزمة السورية. غير أنه مع سحب مراقبي الدول الخليجية من البعثة في أواخر يناير، تدهور الوضع السوري بسرعة وتصاعدت أعمال العنف في حين واصل الغرب تشديد العقوبات ضد النظام السوري، حتى استخدمت روسيا والصين حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي في ال4 من الشهر الجاري وبدأ صراع علني بين روسيا والصين من جهة والدول الغربية من جهة أخرى.

يتضح لنا من التحليل السابق، أن الوضع المضطرب في سورية يتدهور كلما يزيد الغرب من تدخله في الأزمة، على الرغم من أن الدول الغربية زعمت ضرورة وقف أعمال العنف وإراقة الدماء. يمكن القول إن الدول الغربية ظلت تؤدي دور "مثير المشاكل" و"المخرب" في تطورات الوضع السوري خلال سنة مضت تقريبا ولم تسهم تصرفات الدول الغربية بأي دور إيجابي في تقليل أعمال العنف ودفع عملية التسوية السياسية في سورية.

وفي الحقيقة، فإن استخدام الصين وروسيا حق النقض في مجلس الأمن الدولي لا يهدف إلى حماية نظام الرئيس السوري بشار الأسد أو دعمه، لأن مصير الأسد في يد الشعب السوري. إلا أن سياسة القوة والتدخل الغربية لم تضر بسلطة الأمم المتحدة وتنتهك قواعد العلاقات الدولية فحسب بل لا تساعد أيضا على وقف أعمال العنف في سورية وحل أزمتها وإنما تؤدي إلى تعقيد الوضع، الأمر الذي دفع الصين وروسيا إلى استخدام الفيتو. وإن ما قامت به الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية باستدعاء سفرائها لدى دمشق في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود الروسية، لهو دليل على أنهم لا يريدون أن تحقق الجهود الروسية نتائج إيجابية ولا توجه الوضع في سورية إلى الهدوء.

لذلك نقول إن الذي يؤدي دورا إيجابياً وبناء حقيقيا في القضية السورية هو روسيا والصين.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي