CRI Online

الصراع الداخلي والتدخل الخارجي منبع الفوضى في سورية

cri       (GMT+08:00) 2012-02-21 20:42:12
صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي (17 فبراير) على مشروع القرار المتعلق بالقضية السورية والذي صاغته جامعة الدول العربية، بموافقة 137 صوتا ومعارضة 12 وامتناع 17، في حين تتدهور الأوضاع في سورية باستمرار واشتبك المسلحون المناهضون للحكومة مع القوات الحكومية في عدة مدن وتتوجه سورية إلى حافة الحرب الأهلية. إذن ما هو سبب الفوضى في سورية؟

أولا، تواجه سوريا صعوبات داخلية وخارجية عديدة منذ سنوات، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وتتعالى الدعوات للإصلاح والتغيير، وهو السبب الجذري لظهور الفوضى في الأوضاع السورية.

إن سوريا دولة إسلامية وثلثا سكانها من السنة ولكن عائلة الأسد التي تحكم سوريا لأكثر من 40 عاما تنتمي إلى الطائفة العلوية الشيعية. توفي حافظ الأسد في يونيو عام 2000 ، وانتخب ابنه بشار الأسد رئيسا. كان الرئيس الجديد حاول القيام ببعض الاصلاحات مثل اطلاق سراح السجناء السياسيين وتخفيف السيطرة على حرية الرأي ومكافحة الفساد وتحسين معيشة الشعب ولكنه وجد صعوبات كثيرة. وإلى جانب ذلك، واجه الاقتصاد السوري صعوبات كبيرة بسبب العقوبات الغربية منذ سنين، علما بأن سوريا خسرت أكثر من ملياري دولار أمريكي سنويا بسبب الحظر الأوروبي للنفط السوري.

ثانيا، يمثل التدخل الخارجي عاملا مهما يؤدي إلى التدهور المستمر للأوضاع في سورية. فمع سقوط الأنظمة السابقة في تونس ومصر وليبيا، تزداد الصراعات الطائفية والتناقضات القومية في منطقة الشرق الأوسط، حيث أصبحت السعودية وقطر وبعض الدول الأخرى التي ما زالت قلقة إزاء الهلال الشيعي الممتد من إيران وسوريا وحتى لبنان وفلسطين، أصبحت رائدة في الحملة ضد سورية، في حين أدارت تركيا التي كانت صديقا حميما لسوريا، أدارت ظهرها لها بعد أن فشلت جهود وساطتها في الأزمة السورية. وفي نفس الوقت تتدخل الدول الغربية في الأزمة السورية انطلاقا من مصالحها. فالولايات المتحدة على سبيل المثال، تهدف من خلال التدخل في سورية إلى زيادة عزل إيران. وأسهم التدخل الخارجي بدور كبير في تصعيد الصراع بين المعارضة والحكومة وتعقيد الأوضاع في سورية.

تؤدي جامعة الدول العربية دورا مهما لحل القضية السورية سياسيا، حيث دعت إلى الوقف الفوري للعنف والحماية الفعالة للمدنيين وتقديم مساعدات إنسانية لسوريا وتجنب التدخل الخارجي العسكري آملة في حل القضية السورية عبر الوسائل السياسية والسلمية في إطار المنظمة الإقليمية. ولكن الجامعة العربية، التي اعتبرت أن مطالبها وانذاراتها قوبلت بالرفض من الحكومة السورية، بدأت في فرض الحظر والعقوبات على سوريا، بل وقدمت القضية السورية إلى الأمم المتحدة لتدويلها.

نقول إن جذور الأزمة السورية كان متعمقا داخل البلاد لكن التدخل الخارجي يمثل عاملا مهما أدى إلى تدهور الأوضاع، قد أصبحت سوريا ميدان منافسة للأطراف المختلفة.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي