CRI Online

تعليق: صحيفة الشعب اليومية: ليس للولايات المتحدة الحق بالحديث باسم الشعوب العربية

arabic.news.cn       (GMT+08:00) 2012-02-27 16:44:33
في ظل الأوضاع السورية التي تشهد تفاقما سريعا، ومع استمرار الصراعات الدموية بين القوات الحكومية والمعارضة، واعترف مؤتمر "أصدقاء سوريا" الذي عقد مؤخرا في تونس بشرعية المعارضة، واستعداد بعض القوى الأجنبية لتزويد المعارضة بالأسلحة، الأمر الذي يهدد سورية بالانزلاق إلى حرب أهلية شاملة تدريجيا.

فمن المؤسف أن الولايات المتحدة التي تتدخل في الشؤون الداخلية لسورية لم تأخذ كيفية إنهاء هذه الكارثة البشرية مأخذ الجد للحد من سقوط المزيد من الضحايا المدنيين في أسرع وقت ممكن. وفي الوقت الذي تتباهي فيه الولايات المتحدة بسياساتها الدبلوماسية التي تنادي بـ"الديمقراطية" و"الحرية"، تلقي بالائمة على روسيا والصين باستمرار، على ما ذكر تعليق نشرته صحيفة الشعب اليومية الصينية الرسمية في عددها الصادر اليوم الاثنين (27 فبراير).

وفي مؤتمر صحفي عقدت في أعقاب مؤتمر "أصدقاء سوريا"، أشارت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بأصابع الاتهام إلى روسيا والصين، قائلة إن روسيا والصين، من خلال الفيتو المزدوج ضد مشروع قرار بشأن القضية السورية في مجلس الأمن الدولي، تعارضان تطلعات الشعب السوري وترفضان الربيع العربي ويقظة العرب، معتبرة أن البلدين لا يسمحان للشعوب العربية بامتلاك حق اختيار قادتهم.

ويتسأل التعليق: ما هو أعلى ما يطمح إليه الشعب السوري؟ يعتقد كل شخص عاقل أن أعلى ما يطمح إليه الشعب السوري هو الوقف الفوري لكافة أعمال العنف ضد المدنيين الأبرياء واستعادة استقرار الوطن والنظام الاجتماعي السليم. وهذا ما تهدف إليه السياسة الصينية إزاء القضية السورية، إذ تدعو الصين إلى حل الأزمة السورية عبر الحوار، وتضطلع بدور وساطة فاعل في حل الأزمة دون أن تنحاز إلى أي طرف من طرفي الصراع، وتبذل ما في وسعها لمساعدة الشعب السوري في تحقيق طموحاته في أسرع وقت ممكن انطلاقا من موقفها المسئول تجاه الشعب السوري.

وقال التعليق إن الشعب الصيني يحترم التاريخ والثقافة العربية، ويحترم الطرق التنموية التي اختارتها الشعوب العربية، ويهتم بما يصب في صالح الشعوب العربية، ويحرص على الصداقة العميقة بينه وبين الشعوب العربية. فقد صمدت الصداقة الصينية العربية أمام اختبارات الزمن، لأنها تقوم على أساس واقعي متين، ولا يمكن لأحد أن يفسدها على الإطلاق.

وأشار التعليق إلى أن الولايات المتحدة تمثل دور "المدافع" عن الشعب العربي لأسباب معروفة. ولكن ما هي الدعامة الأخلاقية لهذا الكبرياء؟ فقد شنت حربا على العراق بدون أية مبررات حتى أن الشعب العراقي ما زال لا ينعم بالأمن والاستقرار حتى الآن.

وأضاف التعليق "إننا لا نعرف هل تجرؤ الولايات المتحدة على إجراء استفتاء عام في دولة عربية أو العالم العربي برمته لمعرفة صورتها الحقيقية لدى عامة الشعوب العربية؟ سيصدر التاريخ حكمه في نهاية المطاف ليوضح لنا ما إذا كان التدخل الأمريكي الصارخ سيعود بالخير أم بكارثة شديدة على الشعوب العربية".

وأكد التعليق أن لكل بلد الحق في تقرير مصيره بنفسه. وليس بإمكان أي بلد فرض إرادته الخاصة ليتحكم في مصائر الآخرين. ويرى بعض الناس أنه إذا لم تذعن أي دولة لأوامر الولايات المتحدة، فإنها لا تحترم بذلك مبادئ التقدم الاجتماعي البشري. وهذا منطق سخيف يقوم على الغطرسة ولكن ما ستكون تداعياته يا ترى؟

واختتم التعليق بعبارة تقول إنه من حسن الحظ أنه مازالت توجد في العالم دول كبرى تتمسك بإرادتها ومبادئها ولا تسعى وراء مصالحها الخاصة وتتعامل مع الآخرين بصدق. وإن التعددية القطبية في العالم تيار تاريخي ليس من شأن أحد تغيير مساره أبدا.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي