CRI Online

دعوات إلى الإصلاح من أجل مزيد من النجاح في الصين

arabic.news.cn       (GMT+08:00) 2012-10-30 11:03:37

مع ترقب الصين لسياسات الحكومة المستقبلية يوشك المؤتمر الوطني ال18 للحزب الشيوعي الصيني على الإنعقاد، وذلك ما يمكن من استعراض التقدم العظيم الذى حققته في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية خلال العقد الماضي.وذلك ما دعمته مبادرات الإصلاح التي واكبت العصر وستظل تدعمه.

وقد بدأت الصين تجربة الإصلاح في القطاع الزراعي عام 1978 وأصبحت بذلك أكثر ثقة بعد تعديل سياستها منذ عام 2002.

فعلى الصعيد الإقتصادى جعلت الصين الاقتصاد القائم على المعرفة أكثر وضوحا وتبنت نمط تنمية أكثر استدامة وصداقة للبيئة.

وتمر الصين بعملية تغيير استراتيجيتها الاقتصادية. حيث أطلقت حزمة تحفيز قيمتها 4 تريليون يوان عقب الأزمة المالية العالمية عام 2008، وانتقلت ببراعة من الاعتماد على التصدير إلى تنمية السوق المحلية على خلفية التراجع العالمي في الطلب على السلع الصينية.

وفيما يتعلق بالاستثمار الأجنبي قللت الصين لوائحها البيروقراطية وتدخلات الدولة التي عرقلت الاستثمار القادم من الخارج، وسمحت للبلاد بتحقيق مستوى من الانفتاح نادرا ما يوجد لدى الدول الكبيرة ذات الكثافة السكانية العالية. وأصبحت الصين الآن ثاني أكبر متلق للاستثمار الأجنبي المباشر في العالم مع منافسة المنتجات الأجنبية في كافة قطاعات الاقتصاد تقريبا.

على الصعيد الاجتماعي تبنت الصين سياسات أكثر مساواة وشعبية. فقد ألغت الضرائب الزراعية وقدمت الدعم للرعاية الصحية ووسعت شبكة التأمين الاجتماعي وجعلت التعليم الأساسي أكثر يسرا، وكل ذلك من اجراءات تهدف إلى تمكين الشعب من الاستفادة من الرخاء الاقتصادي.

على الصعيد الثقافي تسعى الصين إلى تدعيم قوتها الناشئة. ودعت إلى الابتكار وكبحت جماح التعدى على حقوق الملكية الفكرية. وخصصت كيانات ثقافية لزيادة قدرتها التنافسية فى السوق ورعت تنمية وسائل الإعلام الصينية ، وشجعت المنتجات الثقافية الصينية لتصبح عالمية.

وأعرب تشانغ ويه ويه الباحث البارز بمركز الدراسات الآسيوية في جنيف والأستاذ الزائر بجامعة فودان الصينية عن اعتقاده بأن الإصلاح في الصين الذي وصفه بأنه مطرد وتدريجي هو السمة الرئيسية للنموذج الصيني الذي يعزى إليه نجاح الصين معتبرا أن الإصلاح الذي تبنته الصين كان مختلفا عن الاتحاد السوفييتي الذي اختار "العلاج بالصدمات" ما أدى الى الإنهيار الإقتصادي.

ويقول شين مينغ الأستاذ بمدرسة الحزب التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني إن هناك قضية شائكة تكمن في الإصلاح الجاري حاليا بالصين وهو صعوبة الحد من سلطة الإصلاحيين أنفسهم مؤكدا أن بعض الأجهزة وأصحاب المصالح لجأوا إلى التشريع لتقنين أو تقوية مواقعهم غير المعقولة وهم يعملون عكس الإصلاح الذى يهدف إلى حرمهم من امتيازاتهم.

وقال وانغ شياو قوانغ الباحث بالأكاديمية الصينية لشؤون الحكم إنه من المؤكد أن كافة الإصلاحيين تقريبا سيواجهون تحدي التحالفات القوية لأصحاب المصالح أثناء المضى قدما بالإصلاحات والتي سيكون لها تأثير على مصالح هؤلاء الأفراد.

ويقول تشنغ يونغ نيان مدير معهد شرق آسيا بجامعة سنغافورة الوطنية إن التوافق هو المقدمة لنجاح الإصلاحات وخاصة في الصين الآن.

وستكون الزيادة من مشاركة المواطنين العاديين في الشؤون العامة والتي ستكمل دور الحكومة في وضع القرارات أحد العناصر الحاسمة للصين في بناء التوافق بين كافة الطبقات الاجتماعية وتحقيق نجاح الإصلاح في السنوات القادمة.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي