مقالة خاصة: صوت الصين: إصلاح توزيع الدخل مهمة وشيكة في الصين

مع تراكم الثروة في الصين خلال التنمية الاقتصادية السريعة، من الأمور الحاسمة تضييق هوة الدخول المتسعة عبر اصلاح توزيع الدخول.

إن تضييق الفجوة بين الدخول وتحقيق التوازن بين الكفاءة والعدالة في التنمية، سيكون مهمة كبرى للحزب الشيوعي الصيني الحاكم، والذي سينتخب زعامة جديدة له هذا الشهر خلال مؤتمره الوطني.

وقد قرر مجلس الدولة، أو مجلس الوزراء، فى الشهر الماضي، وضع خطة توزيع كاملة للدخول بحلول نهاية العام، وعلق المراقبون آمالا عالية على المؤتمر الوطني ال18 للحزب، والذي من المقرر افتتاحه في 8 نوفمبر.

وبحسب مسؤولين قريبين من الإصلاح، ستركز الخطة على تحسين الأرباح بالنسبة لجماعات الدخل المحدود ووضع حد للأجور المرتفعة عن طريق كسر الاحتكار بفتح القطاعات الرسمية أمام مستثمري القطاع الخاص. كما ستنظم القطاعات عن طريق فرض نسب ضرائب أعلى على الشركات المملوكة للدولة.

تعمل الصين على إصلاح توزيع الدخول منذ عام 2004، ولكن لم يتم تحقيق توقعات المواطنين. وأصبحت القطاعات المحتكرة التي تديرها الدولة هدفا كبيرا لشكاوي المواطنين.

وأظهر تقرير رسمي أن بعض المديرين من الشركات المملوكة للدولة، زادت دخولهم آلاف المرات عن العمال المهاجرين العام الماضي، مما يشير الى توسع فجوة الدخول.

وبفضل ثلاثة عقود من التنمية الاقتصادية السريعة، شهدت دخول المواطنين الصينيين نموا هاما وتحسنت مستويات معيشتهم. ويشعر المواطنون ويتمتعون بالأرباح التي جلبتها التنمية الاقتصادية.

ومع ذلك، تصبح الفجوة بين الدخول أوسع على طول طريق التنمية،على نحو ما يشعر الجميع . وبحسب تقارير إعلامية، تصنف الصين في المرتبة الثانية عالميا من عدد كبار الأثرياء بها، بعد الولايات المتحدة.

ويرى العديد من الخبراء الاقتصاديين التوزيع غير العادل للدخول في الصين بمثابة عقبة كبيرة في تعميق الاصلاح الاقتصادي وتحويل نموذجها للنمو .

ولكن الأكثر أهمية من ذلك هو أن نشوء حالة استقطاب بين السكان لايتماشى مع الهدف الأصلي للإصلاح والانفتاح في الصين، وهو تحقيق الرخاء المشترك ويمثل تهديدا لأمن البلاد والتنمية المستدامة بها.

وقد أدى اتساع الفجوة بين الدخول الى زيادة شكاوي المواطنين واحيانا الى نزاعات اجتماعية، والى حد ما قوض شعبية الحكومة بين المواطنين.

لقد حلت الصين بنجاح مشكلات غذاء وكساء المواطنين ولكن مازال هناك طريق طويل يتعين أن تمضي فيه لبناء مجتمع موسر بطريق شاملة. وإن جعل المواطنين يتشاركون ثمار التنمية الاقتصادية سيكون خطوة حاسمة نحو هذا الهدف.