CRI Online

ملف الكيماوي السوري يعود للواجهة ودمشق تعتبره مسرحية تمهد للتدخل

cri       (GMT+08:00) 2012-12-07 10:24:54

جددت دمشق يوم الخميس تأكيدها عدم استخدام السلاح الكيماوي الذي عاد مجددا للواجهة في النزاع الدائر حاليا في البلاد منذ أكثر من عشرين شهرا معتبرة أن الحديث الغربي عنه مسرحية تمهيدا للتدخل.

وتصاعدت في الآونة الأخيرة التحذيرات والمخاوف الغربية من استخدام السلطات السورية لهذا السلاح أو وصوله إلى أيدي جماعات المعارضة.

وعبرت واشنطن عن قلقها من احتمال استخدام سوريا للسلاح الكيماوي. إذ حذر الرئيس الامريكي باراك اوباما النظام السوري من مغبة استخدام هذا السلاح فيما اعتبرت وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون أن استخدام السلاح الكيماوي يعد تجاوزا للخطوط الحمر.

وأبدت دول غربية عدة بينها فرنسا وبريطانيا مخاوفها من استخدام هذا السلاح خصوصا في حديث المعارضة المسلحة السورية عن إحرازها تقدما واضحا في معظم المناطق وهو ما يعزز مخاوف الغرب من وصول هذا السلاح إلى هذه الجماعات أو اضطرار النظام إلى استخدامه لتحقيق النصر ضد معارضيه.

ومن جانبه قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد يوم الخميس إنه يخشى أن يكون تعبير الدول الغربية عن خوفها من احتمال استخدام دمشق أسلحة كيماوية هو تمهيد للتدخل في البلاد رغم إعلان بلاده المتكرر أنها لن تستخدم هذا السلاح.

وأضاف المقداد أن التقارير الإعلامية التي نقلت عن مسؤولي مخابرات أمريكيين وأوروبيين حول قيام سوريا بتجهيز أسلحة كيماوية واحتمال استخدامها هى مسرحية.

واستطرد المسؤول السوري أنه إذا فكرت القوى الاجنبية فعليا في العدوان فعليها أن تفكر في العواقب معربا عن اعتقاده بأن الثمن سيكون باهظا وأنه على هذه القوى أن تفهم أنها تعرض المنطقة كلها ومحيطها للخطر إذا إرتكبت هذه الحماقة.

واعتبر النائب البرلماني السوري شريف شحاده أن إثارة هذا الملف في الوقت الحالي لا يعدو كونه ضغطا سياسيا تمارسه دول الغرب مع بعض الدول الإقليمية بهدف تحقيق أجندات سياسية واستراتيجية عجزت عن تحقيقه خلال الأشهر الماضية قائلا إن الولايات المتحدة تدرك أن سوريا لا تمتلك مثل السلاح الكيماوي وإن كل هذا الضجيج الاعلامي حول السلاح الكيماوي السوري يصب في خانة تقوية الموقف الغربي في مقابل الموقف الروسي الداعم لسوريا.

وأكد شحاده أن الجيش السوري يسيطر ميدانيا على الارض وقد حقق تقدما عسكريا في مجال ملاحقة الارهابيين وبالتالي فهو لا يحتاج إلى استخدام السلاح الكيماوي إن وجد.

واتفق المحلل السياسي السوري عفيف دله مع شريف شحاده. اذا رأى أن ما يقال حول استخدام سوريا للسلاح الكيماوي هو مجرد تضخيم إعلامي الهدف منه تحقيق مكاسب سياسية على طاولة المفاوضات.

وقال دله الذي يدير مركزا للدراسات الاستراتيجية في دمشق إن بلاده لن تقدم على ارتكاب حماقة من هذا النوع وإن استخدام مثل هذا السلاح لا يحسم المعارك بالمفهوم العسكري بل ستكون نتائجه كارثية على المدنيين الأمر الذي ترفضه الحكومة السورية الحريصة على سلامة شعبها.

ومن جانبه أعرب الباحث السوري معين العماطوري عن اعتقاده أن الغرب يثير هذا الموضوع ليس خوفا من النظام السوري فهو يعلم أن النظام السوري لن يستخدمه وإنما خشية من وصول هذا السلاح الى جماعات متطرفة تقاتل على الأرض السورية.

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من خطورة استخدام الأسلحة الكيماوية لافتا إلى أن استخدام تلك الأسلحة سينتج عواقب وخيمة.

وإعتبرت هيئة التنسيق السورية المعارضة أن الحديث عن السلاح الكيميائي في سوريا لا يخرج عن نطاق الضغط السياسي قائلا إن الغرب يدرك أنه لا يمكن استخدام مثل هذا السلاح إن وجد ضد الشعب أو في المدن لأنه لا يمكن التحكم بنتائجه. كما أن النظام ليس مضطرا لاستخدام هذا السلاح والموضوع كله ذريعة لأجندات خارجية.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي