منح سنودن لجوءا مؤقتا يضع العلاقات الأمريكية - الروسية تحت وطأة الضغوط

منحت روسيا يوم الخميس (1 أغسطس) عميل الاستخبارات الأمريكي الهارب إدوارد سنودن لجوءا مؤقتا لمدة عام، وهو تحرك قد يؤدي إلى تدهور العلاقات الأمريكية - الروسية المتوترة بالفعل ويثير الشكوك حول إمكانية انعقاد قمة متوقعة بين رئيسي البلدين.

وعلى إثر حصول سنودن على وثيقة روسية لدخول أراضي البلاد الخميس، أعرب المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في مؤتمر صحفي عن خيبة أمل بلاده الشديدة إزاء إصرار الكريملن على هذا القرار رغم المطالبة الأمريكية "الواضحة والقانونية" بتسليم سنودن للولايات المتحدة ليواجه اتهامات موجهة ضده.

هذا وقد غادر سنودن الذي تقطعت به السبل في منطقة الترانزيت بمطار شريميتيفو بموسكو منذ وصوله إلى هناك يوم 23 يوليو، غادر الخميس إلى مكان آمن في روسيا بعدما منحته هيئة الهجرة الفيدرالية الروسية لجوءا مؤقتا لمدة عام.

وتسبب رفض موسكو الإذعان لمطلب واشنطن بتسليم سنودن في تفاقم علاقاتها مع الأخيرة والتي تدهورت بالفعل وسط الخلافات بشأن القضية السورية.

ورفض البيت الأبيض الحديث عن قمة مقررة بين رئيسي الدولتين باراك أوباما وفلاديمير بوتين في شهر سبتمبر خلال اجتماع مجموعة العشرين في مدينة سان بطرسبرج، وقال إن العلاقات الأمريكية - الروسية ترتكز على "الواقعية" وأن جهود أوباما "لإعادة تنضيد" العلاقات الثنائية خلال فترته الرئاسية الأولى تمخضت عن "نتائج إيجابية" للولايات المتحدة بما فيها تعاون روسيا بشأن أفغانستان وتوقيع معاهد جديدة بشأن الأسلحة الاستراتيجية.

وسعي يوري يوشاكوف، وهو من مستشاري الرئاسة الروسية، يوم الخميس إلى التقليل من تأثير ملف سنودن على العلاقات بين البلدين، حيث أكد لوكالات الأنباء الروسية أن الملف ليس بالأهمية التي تجعله يؤثر على العلاقات الروسية – الأمريكية، مضيفا أن موسكو لم تتلق "أية مؤشرات" فيما يتعلق بإلغاء زيارة أوباما لروسيا في سبتمبر.

ومن جانبه، تعهد الرئيس الروسي بوتين مرارا بأن موسكو لن تلحق الضرر بعلاقاتها مع واشنطن، كما أكد لمرات عدة أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة "أهم من أية فضيحة استخباراتية".

ومن جهتهم، رجح بعض الخبراء الروس على وجود تأثير سلبي لهذا الملف على العلاقات الروسية - الأمريكية، حيث توقعت فيرونيكا كراشنينيكوفا مديرة المعهد الروسي لدراسات السياسات الخارجية والمبادرات أن "الولايات المتحدة ستكثف ضغوطها على روسيا"؛ بينما صرح سيرجي كاراجانوف المحلل السياسي بكلية الاقتصاد بالجامعة الوطنية للبحوث بأن السلطات الروسية يجب أن تفكر فيما فعلته مع سنودن وكيفية الخروج من هذا الفخ، فيما يجب على سنودن الالتزام بوعده، ألا وهو عدم تسريب معلومات ضد مصلحة الولايات المتحدة.