بريطانيا تكثف جهودها لتنفيذ التدخل العسكري في سورية

استعجالا لتنفيذ التدخل العسكري في سورية، قدمت بريطانيا مشروع قرار بشأن الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي، في حين زادت درجة تنسيقها مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول المعنية.

وأكد مكتب رئيس الوزراء البريطاني يوم الأربعاء (28 أغسطس) أن ديفيد كاميرون اتصل هاتفيا مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في وقت سابق، واتفقا على أن "جميع المعلومات المتوفرة تؤكد وقوع هجوم كيمياوي في سورية، وأنه لا دليلا على امتلاك المعارضة القدرة على شن مثل هذا الهجوم الكيمياوي"، ما يوجب على الحكومة السورية تحمل المسؤولية. بينما كشفت مصادر عن أن الدولتين تخططان حاليا لتنفيذ الضربة العسكرية المحدودة في غضون هذا الأسبوع.

كما ترأس كاميرون الأربعاء اجتماع الأمن القومي بحضور وزير الدفاع فيليب هاموند ورئيس أركان الدفاع نيكولاس هوتون وعدد من مسؤولي البرلمان والجيش والاستخبارات، لمناقشة خيارات الرد على استخدام الأسلحة الكيمياوية في سورية، بما في ذلك الضربة العسكرية، حيث وصف كاميرون عقب الاجتماع استخدام النظام السوري للأسلحة الكيمياوية ضد شعبه بأنه شيء "مقيت تماما" يتطلب تحركا من جانب المجتمع الدولي.

من جانبه، أكد وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ أن الدول المعنية ستناقش الملف السوري في إطار الأمم المتحدة خلال الأيام المقبلة، داعيا مجلس الأمن للنهوض بمسؤولياته، واعتبر أن ملف الأسلحة الكيمياوية في سورية هو الأول من نوعه خلال القرن الحالي، وأنه أمر غير مقبول يجب أن يعارضه المجتمع الدولي، مضيفا أن الدول المعنية تناقش الآن مشروع قرار بشأن الملف، بينما ستعمل بريطانيا على تبنيه.

وفي ظل اعتراض المجتمع المحلي والدولي، اضطرت إدارة كاميرون إلى تغيير موقفها نسبيا، حيث ترى بعض الأحزاب المعارضة أن يأتي التدخل العسكري على أساس تفويض مجلس الأمن وموافقة الأمم المتحدة، بينما اعترضت أحزاب أخرى على الضربة العسكرية التي تعتقد بأنها لا تتفق مع مصالح الدولة ولن تخدم تحسين الوضع. كما أوضح استطلاع لآراء الشعب مؤخرا أن نصف البريطانيين عارضوا شن العملية العسكرية في سورية.

والآن، مازالت بريطانيا تعمل على دفع تبني مشروع القرار الذي طرحته لمجلس الأمن، من أجل تخفيف حدة الضغوط المحلية والدولية. ومن ناحية أخرى، اعترفت إدارة كاميرون بأن القرار يصعب تبنيه، حيث أكد وزير الخارجية هيغ إمكانية شن بريطانيا وحلفاءها ضربات عسكرية بشكل أحادي وبدون موافقة مجلس الأمن.

ومن المتوقع أن يعقد كاميرون في وقت لاحق يوم الخميس (29 أغسطس) اجتماعا برلمانيا لمواصلة مناقشة الملفات المعنية، بينما يعقد مجلس الشيوخ في اليوم نفسه اجتماعا استثنائيا بدعوة من كاميرون لمناقشة سبل الرد اللازمة وإجراء التصويت على إمكانية تنفيذ العملية العسكرية في سورية.