CRI Online

تحقيق إخباري: "المدرسة الصينية" جسر للتواصل الحضاري والتكنولوجي بين مصر والصين

arabic.news.cn       (GMT+08:00) 2013-10-10 08:48:32

بقلم/ عماد الأزرق

اعتبر مسئولون محليون أن المدرسة التي اقامتها الصين بشبين الكوم بمحافظة المنوفية (80 كم) شمال القاهرة، جسرا مهما للتواصل الحضاري والتكنولوجي بين مصر والصين.

وأكدوا أن المدرسة تعد بحق نموذجا يمكن أن يحتذى به، في تطوير المدارس الحكومية، معربين عن أملهم في تواصل التعاون مع الصين لتطوير المنظومة التعليمية في مصر.

وتعتبر مدرسة "مصر الحرة التجريبية المتميزة للغات" والتي يطلق عليها "المدرسة الصينية" من ضمن مدرستين انشأتهما الحكومة الصينية هدية لمصر، والأخرى بمدينة 6 أكتوبر في محافظة الجيزة.

واقيمت المدرسة بضاحية كفر المصيلحة بمدينة شبين الكوم مسقط رأس الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك، حيث بدأ انشاء المدرسة عام 2009، وبدأت العمل بشكل جزئي عام 2010، قبل أن يتم العمل بها بشكل كامل هذا العام.

وأكد الدكتور أحمد شيرين فوزي محافظ المنوفية أن مدرسة "مصر الحرة التجريبية المتميزة لغات" بشبين الكوم أو المدرسة الصينية كما يطلق عليها والتي انشأتها الحكومة الصينية، هدية لمصر تمثل جسرا مهما للتواصل بين الشعبين المصري والصيني، يؤكد قوة ومتانة العلاقة بينهما.

وقال فوزي لوكالة أنباء (شينخوا) إن المدرسة تمثل اسهاما من جمهورية الصين لتطوير التعليم في مصر، وتقدم نموذجا يمكن الاحتذاء به في تطوير البنية الاساسية للتعليم بمصر.

وأضاف إن "المدرسة دون مبالغة تعد من أعظم المدارس الموجودة بمصر، ولايوجد منها سوى مدرستين الأولى بضاحية كفر المصيلحة بشبين الكوم، والثانية بمدينة 6 أكتوبر".

وطالب فوزي بأن يتم تعميم هذه التجربة على معظم المدارس الحكومية، وتابع "إن كان هذا من الصعب جدا، فليس أقل من أن يتم تعميمها على المدارس ذات المستويات القريبة منه، وأتمنى أن تكون المدارس المصرية شبيهة بهذه المدرسة".

وأوضح أن أهم ما يميز هذه المدرسة أنها تحتوي على عوامل النجاح لأي مؤسسة تعليمية من مبان جميلة وعلى مستوى راق، مدرسين على مستوى مهني وتربوي مرتفع للغاية، ووسائل تعليمية ذات تكنولوجيا عالية.

وأعرب محافظ المنوفية عن أمله في أن يتم الاستفادة من الخبرات والتجارب الصينية في تطوير المدارس المصرية، لتحقيق طفرة في التعليم، متطلعا إلى المزيد من التعاون مع الحكومة الصينية والاستفادة من الخبرات الصينية في مختلف المجالات، خاصة في مجال تطوير التعليم.

وتتصدر مدرسة مصر الحرة التجريبية المتميزة لغات بشبين الكوم، "المدرسة الصينية" لوحة تذكارية تتوسطها شعار عبارة عن دائرة داخلها يدان تتصفحان وبينهما زهرة مكتوب أعلاهم باللغة الانجليزية "مصر ــ الصين".

وكتب على اللوحة التذكارية أعلى الشعار باللغة الانجليزية "مصر للجميع ــ مدرسة مصر الحرة التجريبية".

كما كتب اسفل الشعار باللغتين الصينية والانجليزية " أنشأتها الحكومة الصينية في مارس 2009" .

واكد محمد الشريف مدير التربية والتعليم بمحافظة المنوفية أن "هناك ضغطا شديدا جدا من أولياء الأمور لادخال ابناؤهم للمدرسة الصينية، ما اضطرنا لفتح 7 فصول اضافية بالمدرسة لاستيعاب المزيد وتخفيف الضغط عليها".

وقال الشريف لوكالة أنباء (شينخوا) إن المدرسة تتميز بالمباني الرائعة والتكنولوجيا العالية والادارة الجيدة والحاسمة، مشيرا إلى أن المدرسين بها يتم اختيارهم بعناية فائقة، وهو ما يؤدي بالضرورة إلى نواتج تعليم مرتفعة للغاية بالمدرسة.

وأضاف إننا "نسعى لنقل هذه التجربة بالمدارس التجريبية والخاصة الأخرى، خاصة التي تحت الإنشاء منها، ونحن حريصون على دعوة الراغبين في إنشاء المدارس سواء تجريبية أو خاصة على الحضور للمدرسة والاطلاع على مافيها خاصة من لوجستيات وتجهيزات".

وتابع مدير التعليم بالمنوفية، "نتطلع للاستعانة بالخبرات الصينية في بناء المزيد من المدارس على نفس المستوى، وهناك 35 قطعة أرض يمكن بناء المدارس عليها، خاطبت المحافظة بصددها لعرض امكانية بناء هذه المدارس سواء بمساعدة الصين أو رجال الاعمال الراغبين في ذلك، وان كنت افضل الاستفادة من الخبرات والامكانيات الصينية".

وتعتمد المدرسة الصينية على استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم من خلال السبورة التفاعلية الناطقة والتي تمكن الطلاب بدون الحاجة إلى مدرسين للتعامل مع الموضوعات وحل التمارين المختلفة.

كما تعتمد المدرسة على استخدام الحاسبات الآلية سواء "اللاب توب" أو "الاي باد" بشكل واسع بعد أن تم تحويل كل المناهج الدراسية من الشكل الورقى إلى الالكتروني.

من جانبه، يؤكد صبري نبوي الحما مدير المدرسة الصينية، أن المدرسة تعد نموذجا مشرفا وطرازا فريدا من المدارس، وتابع "كل من يزور المدرسة لا يتصور أن يكون بالمنوفية مدرسة على هذا المستوى الذي لا يضاهيه مدرسة أخرى سوى مثيلتها التي أقامتها الصين أيضا بمدينة 6 أكتوبر، والحمد لله أنه أصبح لدينا مكان مشرف للمنوفية ولمصر كلها".

وقال الحما لوكالة أنباء (شينخوا) إن المدرسة أقيمت على مساحة 9 الاف متر منها 7500 متر مباني، و800 مساحة خالية عبارة عن أفنية وملاعب، و700 متر مساحات خضراء.

وأضاف إن المدرسة تحتوي اربعة مراحل تعليمية، رياض اطفال، ابتدائي، اعدادي، ثانوي، وتضم 28 فصلا تعليميا، و26 فصلا خدميا عبارة عن معامل للعلوم واللغات والحاسب الآلي والميديا والانشطة المختلفة، وغرف للمدرسين.

وأشار الحما إلى أن "الحكومة الصينية بعد انتهائها من بناء المدرسة وسلمتها للادارة، منحتنا سنة صيانة، ولكننا مازلنا على اتصال دائم بهم، وقاموا بزيارة المدرسة أكثر من مرة".

وأوضح أن الجانب الصيني عندما شاهدوا المدرسة بعد تشغيلها انبهروا بما تم اضافته اليها، فقرروا منح المدرسة مكافأة قدرها 76 ألف دولار في شكل معدات تكنولوجية، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا مع وزارة التعاون الدولي لتسليم هذه الأجهزة للمدرسة.

ولفت إلى هناك ترحيبا من الجانب الصيني لتدريس اللغة الصينية وكان هناك تواصل بين المدرسة والجانب الصيني على ذلك، ولكن بعد التطورات التي أعقبت الثورة توقفت هذه الاتصالات، معربا عن اعتقاده بأنه سيتم التواصل مجددا في الصدد.

وشدد الحما على أن "المدرسة الصينية، يمكنها بجدارة أن تكون جسرا للتواصل بين الحضارتين المصرية والصينية باعتبارهما الاقدم تاريخيا، ويمكنها أن تكون جسرا للتواصل نحو المستقبل من خلال نقل التكنولوجيا الحديثة وبرامج ووسائل التعليم المتطورة.

وتضم المدرسة الصينية عددا من المعامل عالية التقنية مثل معمل اللغات، ومعمل المالتي ميديا، ومعمل للحاسب الآلي الذي يتدرب فيه التلاميذ في المراحل الاولى على استخدام الكمبيوتر قبل اعتمادهم بشكل اساسي على الحاسبات الشخصية.

كما تضم المدرسة معملا للعلوم والتكنولوجيا، وشارك تلاميذ المدرسة بالعديد من الابتكارات والافكار والاختراعات في عدد من المسابقات المحلية والعربية.

ويقول الطالب الحسن خالد أحمد خالد بالصف الثاني الاعدادي، والذي انتقل للدراسة بالمدرسة من الصف الخامس، إن هناك فارقا كبيرا بين هذه المدرسة والمدارس الأخرى، فالطالب عندما يدخل المدرسة يشعر بارتياح كبير غير المدارس الاخرى.

وأكد خالد أن "الفصول والمدرسين والوسائل التعليمية والتكنولوجية والادارة كل شيئ بالمدرسة تمثل محفزات للطالب للدراسة والاجادة والتفوق".

وأوضح أن المدرسة تمتلك تقنيات أعلى بكثير من اي مدرسة أخرى من معامل علوم وتكنولوجيا ولغات ومالتي ميديا وغيرها، وأن الأمر لا يتوقف على النواحي الدراسية فحسب وانما يمارسون العديد من الرياضات مثل كرة القدم وكرة الطائرة وكرة السلة وتنس الطاولة، بالاضافة إلى الموسيقى والباليه والتمثيل للطالبات.

يشار إلى أن الطالب الحسن خالد أحمد خالد هو ممثل محافظة المنوفية في المجلس القومي للطفولة والأمومة، ومنتدى الطفل المصري على مستوى الجمهورية والوطن العربي.

وتضم المدرسة فرقا فنيه للباليه، والتمثيل، والموسيقى، كما تضم فرقا رياضية في كرة القدم والسلة والطائرة والجمباز.

وتحتوي المدرسة على مسرح يضم 500 مقعد، ومكتبة، ومسجد للصلاة، وقاعات لتدريب الفتيات على الأعمال المنزلية.

أما الطالب أحمد عبدالغني زايد بالصف الثاني الاعدادي فيؤكد أن المدرسة تتميز بالانضباط الشديد، والمعاملة الطيبة من الجميع، حيث يتعامل معنا المدرسون باعتبارنا ابناؤهم، وتسعى ادارة المدرسة للارتقاء بالتلاميذ والعملية التعليمية حتى نصبح الافضل.

وأوضح أن المعامل الموجودة بالمدرسة لاتوجد في اي مدرسة أخرى بالمحافظة سواء معمل اللغات أو معمل العلوم والتكنولوجيا، ونحن غالبا لا نحتاج إلى الكتاب المدرسي وكل استعمالنا داخل المدرسة عن طريق اجهزة الحاسب الشخصي أو السبورة التفاعلية.

وقال زايد الذي التحق بالمدرسة في الصف الخامس الابتدائي إنه يمارس في المدرسة هوايات القاء الشعر والصحافة والتمثيل، مشيرا إلى أنهم فريق التمثيل الذي ينتمي اليه حصل على أول الجمهورية في مسرحية "مناهج".

وتعقد المدرسة بشكل يومي لقاءات دورية مع مجموعات من أولياء امور التلاميذ للاتفاق على خطط وبرامج المتابعة المنزلية للتلاميذ، وتدريبهم على النطق السليم خاصة للغات الأجنبية، حتى لايحدث اختلاف في طريقة النطق بين المدرسة والمنزل.

يشار إلى أن التعليم في مصر يعاني من الكثافة العالية في الفصول والتي تصل في أحيان كثيرة إلى أكثر من 70 طالبا في الفصل، وضعف الامكانيات وسوء الادارة وعدم الانضباط، وتواضع مستوى المدرسين، ما أدى إلى انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي