CRI Online

نص للمقابلة الصحفية المشتركة التي أجراها رئيس مجلس الدولة لي كتشيانغ مع وسائل الإعلام الإفريقية

cri       (GMT+08:00) 2014-05-04 10:22:13

لي: سأقوم بعد أيام بجولة رسمية تشمل إثيوبيا ومقر الاتحاد الإفريقي ونيجيريا وأنجولا وكينيا. ويسعدني هنا بالتواصل مع الأصدقاء من الصحافة حول هذه الجولة.

س: ما هو انطباعك لإفريقيا وأنت مسؤول كبير يتحلى برؤية دولية وسبق لك أن زرت دولاً كثيرة؟

ج: قمت بزيارة لمصر في عام 2009، غير أنني لم أشاهد الصورة الكاملة لقارة إفريقيا التي قالت بعض الكتب عنها إنها تشمل المناطق العربية شمالاً وما يسمى بـ"إفريقيا السوداء" جنوب صحراء، وهي قارة تعرف بشاسعتها وخصوبتها وجاذبيتها وتفتخر بالحضارة العريقة والباهرة، وتحتضن أكثر من 1500 قبيلة تستخدم أكثر من 2000 لغة، فتعتبر منبعاً للحضارة البشرية؛ ويتدفق فيها النيل الخالد ويوجد فيها جبل كليمنجارو الشامخ والوادي المتصدع الكبير المهيب، وتحدث على أراضيها هجرات معروفة للحيوانات في ماساي مارا. كما تعيش فيها شعوب بسيطة وودودة ومشايخ كرماء لهم موسيقيات جامحة ورقصات محمسة. فهي قارة محبوبة تشهد الصعود والنمو وتفعم بالحيوية والنضارة، وأتطلع إلى زيارتها منذ زمن طويل.

وتعمل الدول الإفريقية منذ مطلع هذا القرن على إحياء روح عموم إفريقيا وتتقدم في طريق التكامل الإفريقي بخطوات متسارعة، وتتصدر كالمجموعة الدول الأخرى من حيث معدل النمو الاقتصادي في العشر سنين والنيف الماضية، وحققت إنجازات مرموقة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتتمتع اليوم بالحيوية والنشاط الكبيرين في التنمية والنماء الأمر الذي يثير كل الإعجاب والتقدير من غيرها. ويمكن القول إن إفريقيا قد أصبحت قوة مهمة في عملية تعددية الأقطاب وسوقاً ناشئة مهمة تعزز الانتعاش والتكامل الاقتصاديين في العالم ومثالاً بارزاً على مستوى العالم يحتفظ بكنز التنوع الحضاري. فأسجل كل التقدير والإعجاب لما تجسده الشعوب الإفريقية من روح التماسك والوحدة، كما أنني على ثقة تامة بالمستقبل المشرق للتنمية في إفريقيا.

س: ما هو السر لصمود العلاقات الصينية الإفريقية وتطورها المستمر أمام تقلبات الأوضاع التي طرأت في الساحة الدولية منذ أكثر من نصف قرن؟

ج: إن العلاقات الصينية الإفريقية تضرب جذورها في أعماق التاريخ، وإن الصداقة الصينية الإفريقية ظلت صامدة أمام اختبارات الزمان، وتجسدت جراء العطاء والسخاء في السراء والضراء منذ الخمسينيات والستينيات في القرن الماضي حينما وقفت الصين والدول الإفريقية جنباً إلى جنب في ظل المعاناة المشتركة.

يقول المثل الصيني إن "الحصول على ألف نقود ذهبية سهل والعثور على صديق صعب". لن ينسى الشعب الصيني أن الإخوان الأفارقة هم الذين حملونا إلى أروقة الأمم المتحدة، كما نفتخر دائماً بجهودنا في بناء السكك الحديدية فيما بين زامبيا وتنزانيا بلا مقابل. ومن بين المساعدات الدولية التي قُدمت إلى المواطنين المنكوبين في محافظة ونتشوان بمقاطعة سيتشوان الصينية بعد تعرضها للزلزال المدمر في عام 2008، كان للمساعدات من إفريقيا معنى خاص، وفي الأمم المتحدة وغيرها من المحافل الدولية المتعددة الأطراف، إن الصين هي الدولة الأكثر عزماً على إيصال صوتها للدفاع عن الحقوق والمصالح المشروعة للدول الإفريقية والدول النامية الغفيرة. وإن الشعوب الإفريقية إخوان وأصدقاء وشركاء في قلوب الشعب الصيني نتعاون معهم بكل الصدق والإخلاص. وقد تجاوزت العلاقات الصينية الإفريقية بكثير القيود الجغرافية والتباين الثقافي والاختلافات المؤسسية، بل وتتميز بالصدق والتعاطف والوئام، وتعتبر نموذجاً ناجحاً لتعاون الجنوب- الجنوب.

إن التعاون الصيني الإفريقي لا يساهم فقط في فتح آفاق واسعة وتوفير قوة دافعة للتنمية في كل من جانبينا، بل وقدم مساهمات هامة في الارتقاء بمكانة الدول النامية كالمجموعة وتعزيز التقدم للبشرية جمعاء. وإن الصين تحرص على بذل جهود مشتركة مع الدول الإفريقية لمواصلة تعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة والتعاون في مجال السلم والأمن والارتقاء بمستوى التعاون المشترك والتواصل الإنساني والثقافي، بما يحقق تطوراً أكبر لعلاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية الإفريقية من النوع الجديد.

س: ما هي الأغراض لجولتك هذه في إفريقيا وهي الأولى من نوعها بعد توليك منصب رئيس مجلس الدولة الصيني، وما هي الرسالة التي تريد بعثها من خلالها للشعوب الإفريقية؟

ج: إن هذه الجولة ستكون المرة الأولى بالنسبة لي في أرض إفريقية بعد تولي منصب رئيس مجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية، كما ستكون فاتحة لزياراتي التالية في هذا العام. ويمكن توصيف هذه الجولة بأنها رحلة للتناقل والتعاون والتضامن، إذ أنني سأسير مرة أخرى على طريق الصداقة الذي فتحه الجيل السابق من القيادات الصينية والإفريقية وألمس بنفسي التضامن والتآزر والمشاعر العميقة فيما بين الشعب الصيني والشعوب الإفريقية، وأشاهد بعينيي الحيوية والنشاط في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة، وأصغي بأذنيي إلى تطلعات الشعوب الإفريقية للحياة الجميلة في المستقبل. كما أحرص على اتخاذ بعض الإجراءات الملموسة لتعزيز العلاقات الصينية الإفريقية وتدعيم التعاون في كافة المجالات، بما يخدم مصلحة شعوب الجانبين بشكل أفضل.

وسأزور مقر الاتحاد الإفريقي خلال هذه الجولة وألقي فيه كلمة حول الأفكار والرؤى في تطوير العلاقات والتعاون بين الصين وإفريقيا في المرحلة الجديدة، كما سأقوم بتبادل وجهات النظر بشكل معمق مع القيادات للدول الأربع التي سأزورها حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، بالإضافة إلى التواصل بشكل واسع مع الشخصيات من مختلف الأوساط في هذه الدول، وحضور مؤتمر قمة إفريقيا لمنتدى الاقتصاد العالمي وإلقاء فيها كلمة، وتبادل الآراء مع القيادات الإفريقية المشاركة في المؤتمر حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون الثنائي، كما سأزور الجاليات الصينية والعاملين في الشركات والمؤسسات الصينية المتواجدين هناك. وأتمنى أن تساهم هذه الجولة في تعزيز الصداقة التاريخية والتعاون المشترك بين الصين وإفريقيا، وتوطيد التضامن والتآزر وتدعيم التنمية المشتركة لنا، وبالتالي التأكيد مجدداً للشعوب الإفريقية البالغ عددها مليار نسمة على أن الشعب الصيني الذي يبلغ عدده مليار وثلاثمئة مليون نسمة دائماً وأبداً صديقها المخلص وشريكها الموثوق به، وأن الجانب الصيني حريص على العمل مع الجانب الإفريقي على مواصلة تناقل "عصا التتابع" للصداقة الصينية الإفريقية إلى الأجيال القادمة.

هناك مثل إفريقي يقول: من يمشي بمفرده يمشي سريعاً، ومن يمشي مع الآخرين يمشي بعيداً. إن الصداقة والمشاعر العميقة التي ظلت صامدة أمام اختبارات الزمان وما يبني عليها من التعاون الشامل المتميز بين الصين وإفريقيا يستحقان كل الحرص عليهما من شعوب جانبينا، وإن الصين تعتز بالصدق والإخلاص مع الشعوب الإفريقية وتحرص على تعزيز التضامن وإجراء التعاون المتبادل المنفعة لتدعيم التنمية المشتركة وتحقيق أحلامنا السامية للنهضة العظيمة لكل منا في يوم مبكر.

س: أين تكمن الفرصة لمستقبل التعاون الصيني الإفريقي الذي يقول الجميع إنه واعد؟ وما هي الإجراءات المحددة التي سيتخذها الجانب الصيني لتعزيز هذا التعاون في المستقبل؟

ج: تعتبر الصين أكبر دولة نامية في العالم، وتعد إفريقيا أكثر قارة كثافة من حيث عدد الدول النامية، وكلنا نواجه مهمة ملحة لتنمية الاقتصاد وتحقيق الحداثة. وبعد الدخول إلى القرن الجديد، نجحنا في التمسك بالفرصة التاريخية التي توفرت من خلال تطور العولمة وحرصنا على التضامن والتآزر والتعاون لتحقيق الكسب المشترك، الأمر الذي أدخل العلاقات الصينية الإفريقية إلى "مرحلة ذهبية" استفدنا منها كلنا استفادة كثيرة. وفي الوقت الراهن، تمر الصين بمرحلة حاسمة لتعزيز الإصلاح على نحو شامل والإسراع بتغيير نمط النمو الاقتصادي، بينما تطلق قارة إفريقيا مسيرة جديدة لتعزيز التنمية والنهضة من خلال الوحدة، مما يوفر فرصاً جديدة تمكن التعاون الصيني الإفريقي من التقدم بخطوات كبيرة. فسأعمل من خلال هذه الزيارة مع قيادات الدول الإفريقية ومؤسسات الاتحاد الإفريقي والممثلين الاقتصاديين من الصين والدول الإفريقية على استخلاص أوجه القوة والقصور بموقف صادق وعملي وفاعل وبحث المجالات الجديدة والسبل الجديدة للتعاون الصيني الإفريقي الشامل بشكل فعال بما يشكل "النسخة المطورة" للتعاون بين الجانبين.

سيعمل جانبانا على تعزيز التواصل والتعاون في مجال الحد من الفقر بما يعزز التنمية المشتركة. ما زال يعيش في الصين أكثر من مائة مليون نسمة تحت خط الفقر، بينما تواجه إفريقيا صعوبات وتحديات ليست بالقليلة لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، وإن كلا من الصين وإفريقيا يسعى إلى تنمية الاقتصاد وتحسين معيشة الشعب، الأمر الذي يجعل مجال الحد من الفقر نقطة بارزة للتعاون بين الجانبين. إن الصين على استعداد لتقاسم الخبرة والتجارب مع إفريقيا في مجالات الحد من الفقر والتنمية الزراعية، وترغب في تعزيز التعاون الزراعي وتقديم المساعدة لتدريب الفنيين والإداريين في مجال الزراعة في إفريقيا، سعياً إلى التنمية المستدامة وعيش أكرم من خلال مكافحة الفقر.

سيعمل جانبانا على تعزيز التعاون القطاعي والمالي، بما يعزز التنمية الصناعية وقطاع التصنيع في إفريقيا. قد دخلت إفريقيا إلى مسار النمو السريع، وتتطور الحداثة بشكل لا يقاوم. وتحرص الصين على توظيف مزاياها والمشاركة الفعالة في بناء البنية التحتية في إفريقيا لتعزيز الترابط والتواصل داخل القارة، وبالتالي تدعيم التعاون القطاعي من خلال بناء البنية التحتية وغيرها، ومساعدة إفريقيا في التركيز على تطوير الوحدات التصنيعية الكثيفة العمالة بما يعزز التوظيف والاستهلاك. كما سيعمل الجانب الصيني على إيجاد سبل تعاون مبتكرة للاستثمار والتمويل لمساعدة الجانب الإفريقي على تجاوز مأزق النقص في الأموال. كما سيتم التوقيع على اتفاقيات تعاون تشمل مجالات الطرق والسكك الحديدية والطيران والكهرباء وغيرها بين الجانبين خلال هذه الجولة.

سيعمل جانبانا على تعزيز التعاون في مجالات الموارد البشرية والبيولوجيا وحماية البيئة، بما يزيد من إمكانية القارة في تحقيق التنمية البعيدة المدى. إن الموارد البشرية هي أكثر الموارد إمكانية في إفريقيا. إن الصين على استعداد لتدريب مزيد من الأكفاء في مختلف المجالات للدول الإفريقية وتعزيز التأهيل المهني للشباب الأفارقة، بما يساعد إفريقيا على الاستفادة المستفيضة والمستمرة من ثمار هذا الكسب الديموغرافي. ونظراً لأن التواصل بين الشعوب يقوم على تفاهم العقليات، سيبادر الجانب الصيني بمجموعة من مشاريع التواصل والتعاون الإنساني والثقافي بما يعزز التبادل والتفاهم والصداقة بين شعوب الجانبين. كما نعتقد أن اللون الأخضر هو دائماً وأبداً اللون الأصلي لإفريقيا، فسيتعاون الجانب الصيني تعاوناً وثيقاً مع الجانب الإفريقي ويقدم دعماً مالياً لتعزيز حماية الموارد الحيوانية البرية في إفريقيا ومواجهة التحديات المترتبة على تغير المناخ، بما يحقق التطور المشترك والتكامل فيما بين "الصين الجميلة" و"إفريقيا الجميلة".

س: أشارت تقارير إخبارية في السنوات الأخيرة إلى عدم التوازن في التجارة الصينية الإفريقية وحالات عدم وصول أداء جودة المنتجات الصينية المصدرة إلى إفريقيا إلى المستوى المطلوب ومخالفات الشركات الصينية للقوانين واللوائح المحلية الخاصة بالعمل والعمال، فكيف النظر إلى هذه المشاكل الظاهرة في التعاون الصيني الإفريقي؟

ج: بدأت تظهر "آلام النمو" في التعاون بين شركات جانبينا مع التطور الشامل والسريع للعلاقات الصينية الإفريقية، وظهرت بعض المشاكل الجديدة التي تتطلب الحلول الملائمة من قبل الجانبين. إن الحكومة الصينية تولي ذلك اهتماماً بالغاً، ولا نلتف عليه ولا نتستر عليه، بل ونحرص على الجلوس مع الدول الإفريقية لحله عبر مشاورات جادة على أساس الاحترام المتبادل وبموقف عملي وفعال. وأؤد أن أؤكد مجدداً بهذه المناسبة على أن الجانب الصيني حريص على مواصلة التعاون مع إفريقيا على أساس مبادئ الصدق والمساواة والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك، ونطالب الشركات الصينية الالتزام الصارم بالقانون والأنظمة المعمول بها في المجتمع المحلي وتتحمل المسؤولية المطلوبة عن جودة مشاريع المقاولات الهندسية وجودة المنتجات وتتحمل المسؤولية المطلوبة تجاه المستهلكين وتتحمل المسؤولية المطلوبة عن المجتمع المحلي والبيئة المحلية. وفي الوقت نفسه، أدعو الدول الإفريقية ذات الصلة إلى تعزيز الرقابة على السوق والإجراءات الأمنية وحماية الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية وسلامة أفرادها في إفريقيا وفقاً للقانون.

وإذا ما ألقينا النظرة العامة إلى التعاون الصيني الإفريقي، فسنجد أن هذه المشاكل ليست إلا حالات منفردة لا تمثل التيار أو الاتجاه العام الذي يتمثل في التطور والتعمق المستمرين للتعاون بين الجانبين. إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين جانبينا في عام 2013 واحداً وعشرين مليار دولار وهو ما يشكل ألفي ضعف من ذي في عام 1960، كما تبقى الصين أكبر شريك تجاري لإفريقيا لخمس سنوات متتالية. وتجاوز عدد الشركات الصينية العاملة في إفريقيا 2500 شركة وفرت أكثر من مائة ألف فرصة عمل للمجتمعات المحلية. أما عدد السياح الصينيين في إفريقيا، فقد تجاوز مليوناً وأربعمائة ألف سائح في العام الماضي، الأمر الذي جاء بعائدات كبيرة للنقد الأجنبي للقارة. وبناء على التقرير الصادر عن صندوق النقد الدولي، إن نسبة المساهمة للتعاون الصيني الإفريقي في النمو الاقتصادي في إفريقيا قد تجاوزت 20%، وإن "العامل الصيني" أخذ يبرز في التنمية الإفريقية. فإن التعاون الصيني الإفريقي قد عاد بفوائد ملموسة على شعوب الجانبين، وله آفاق رحبة جداً.

س: كيف النظر إلى ما يسمى بـ"قيام الصين بممارسة الاستعمارية الجديدة في إفريقيا" كما تدعيها بعض وسائل الإعلام؟

ج: إن الصين والدول الإفريقية أخوان وشركاء يشتركون في السراء والضراء ويعملون على تحقيق التنمية المشتركة. ويلتزم الجانب الصيني دائماً بالمساواة والمنفعة المتبادلة والجهود العملية والفعالة والصدق والوفاء في التعاون مع إفريقيا دون وضع أي شروط سياسية لتقديم المساعدات لإفريقيا، هذا هو ما التزمنا به منذ العشرات سنين دون تغيير قيد الأنملة. إن التعاون الصيني الإفريقي قدم للتنمية في إفريقيا مساهمات فعالة تتركز على المجالات الاجتماعية والمعيشية، والهدف من ذلك هو تحسين البيئة الاستثمارية ومستوى معيشة الشعب في إفريقيا. وقد أصبحت عمليات الإنتاج والحياة للشعوب الإفريقية أكثر سهولة ويسراً جراء العدد الكبير من مشاريع البنية التحتية التي بنتها الصين في إفريقيا بلا مقابل بما فيها المدارس والمستشفيات والإستادات وأنظمة إمدادات المياه والكهرباء في المناطق الحضرية وغيرها. كما قمنا بتقليص وإعفاء الديون الصينية المستحقة على إفريقيا قيمتها عشرون مليار يوان الصيني حتى نهاية عام 2013، حرصاً منا على تخفيف العبء على التنمية في الدول الإفريقية. ومن أجل تعزيز قدرة الدول الإفريقية على تحقيق التنمية الذاتية، عمل الجانب الصيني على تدعيم التعاون الصيني الإفريقي في المجالات التصنيعية والمالية، والمساهمة في بناء نظام مستقل ومتكامل للتصنيع الحديث والزراعة الحديثة في الدول الإفريقية، وتوطيد أسس التعاون باستمرار. فإن التعاون الصيني الإفريقي يوفر الفرص لكلا الجانبين ويحقق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك.

لدى كل من الصين وكثير من الدول الإفريقية التجربة المريرة بالاعتداءات الخارجية ضدنا والحكم الاستعماري أو شبه الاستعماري علينا. وتنتهج الصين منذ آلاف سنين فكرة مفادها أنه "لا تفرض على الآخرين ما لا تريده أنت" باعتبار ذلك مضموناً مهماً في الحضارة الصينية. وإن ما يسمى بـ"قيام الصين بممارسة الاستعمارية الجديدة في إفريقيا" لا يتطابق مع المناهج الصينية التقليدية والحضارة الصينية من جهة، ومن جهة أخرى، لا يعكس حقيقة التعاون المشترك الصيني الإفريقي وما يحققه هذا التعاون من المنفعة المتبادلة والكسب المشترك. كما قال قادة أفارقة كثيرون أمام الجمهور إن إفريقيا عانت من الاستعمارية وتعرف ما معنى الاستعمارية فلن تضلل بذلك الادعاء. وأؤد أن أؤكد تأكيداً جدياً للأصدقاء الأفارقة على أن الصين لن تسلك طريق الاستعمار الذي سلكته بعض الدول الأخرى، ولن تسمح بتكرار الممارسات الاستعمارية في إفريقيا مثلما حدث عبر التاريخ. إن الصين حريصة على أن تكون دائماً وأبداً صديقاً موثوقاً به وشريكاً مخلصاً للشعوب الإفريقية وتقدم مساهمات فعالة لبناء الأوطان في إفريقيا.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي