CRI Online

تونس أمام «طريق حريري» لبلوغ شراكة متقدمة مع الصين

cri       (GMT+08:00) 2014-06-05 15:08:17

بقلم مراد علالة

تستضيف العاصمة الصينية بكين الاسبوع القادم الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى التعاون الصيني العربي بحضور وزراء خارجية الصين والدول العربية اضافة الى الأمين العام لجامعة الدول العربية.

ويكتسي هذا الاجتماع أهمية بالغة لسببين وجيهين على الاقل أولهما تزامنه مع الذكرى العاشرة لاقامة منتدى التعاون الصيني العربي في عام 2004 وثانيهما انعقاده في ظرف دقيق يتسم بوجود تحديات مشتركة تستوجب اعادة صياغة العلائق بين الجانبين الصيني والعربي والتأسيس لشراكة متضامنة وندية تعود بالمنفعة على الشعوب المعرضة اليوم الى أكثر من تهديد ولا نغالي اذا قلنا أن افظعها هو الارهاب الذي ضرب بقوة مؤخرا في القصرين بتونس وبنغازي في ليبيا وسيناء المصرية وبغداد العراق وأورومتشي في الصين!.

وطبيعي أن نتطلع الى هذا الموعد التاريخي سواء من منظور عربي عام أو تونسي خاص. فمثلما ننوه بالتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصينيين والعرب ونفاخر بكون حجم التبادل بيننا تجاوز العام المنقضي 230 مليار دولار أي أنه تضاعف أكثر من 6 مرات على ما كان عليه عام 2004 (36،7 مليار)، ومثلما نطمئن لمواقف الصين الايجابية من القضايا العربية العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية ومحن ليبيا وسوريا والعراق، نسجل باهتمام كبير الافق الرحب لشراكة أكبر لم تعد تحتمل التأجيل بين تونس والصين خصوصا في هذه المرحلة الانتقالية الدقيقة وفي ضوء ما عبرت عنه السلطات الصينية من تمنيات بالنجاح للشعب التونسي في مواجهة كافة التحديات على حد قول نائب وزير خارجية الصين الذي أكد أيضا خلال زيارته الاخيرة إلى بلادنا ان دعم بلاده لمسيرة تونس وشعبها على درب التقدم والتنمية دائم وفي كل المجالات المستقبلية.

هذا وبقطع النظر عن الدبلوماسية الصامتة أو الهادئة التي تنتهجها بكين تجاهنا وتجاه غيرنا والحق يقال، ثمة فرصة أو بالاحرى استحقاق تاريخي بمقدور تونس الاستفادة منه اذا أحسنت تلقف اللحظة الراهنة ووسعت دائرة شراكاتها وتخلصت من اكراهات العواصم التقليدية ـ الغربية في مجملها ـ وكذلك المؤسسات الدولية المالية التي لم تكن يوما في خدمة الشعوب.

ويكفي في هذا الاطار الرجوع الى ما صرح به الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي من أن «الصين دولة تحظى بثقة عميقة من جانب الدول العربية وان منتدى التعاون بين الصين والدول العربية يحظى بتقدير الدول العربية وهو تقريبا أنجح منتدى تقوم جامعة العرب بتأسيسه».

رصيد الثقة الذي تحدث عنه العربي لا يحتاج لاثبات في تونس حيث يكفي فقط التذكير بان بلادنا وجهة سياحية صينية مهمة وان فرقا طبية صينية تواظب على زيارتنا وان التعاون الاقتصادي في مجالي الصناعة والخدمات قائم يشهد عليه قنال مجردة والمركب الثقافي والشبابي بالمنزه السادس علاوة على مشروع المستشفى الجامعي بصفاقس الذي ستفوق تكلفة انجازه 120 مليون ينار بموجب العقد الموقع في افريل الماضي بين البلدين دون ان ننسى ايضا الهبة الصينية في ديسمبر 2013 لفائدة جيشنا الوطني والتي قدرت بـ8 ملايين دينار خصصت للتدريب ولشراء بعض التجهيزات الضرورية في مكافحة الارهاب.

ولا يفوتنا ايضا التذكير باننا نحيي هذا العام ذكرى مرور نصف قرن على اقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية والجمهورية التونسية المستقلة وكان ذلك في 10 جانفي 1964.

كما استضافت بلادنا قبل عامين القمة الصينية العربية. خمسة عقود اذن من العلاقات التي لم تعرف الهزات رغم المناخ الدولي المتقلب ورغم الحواجز والعوائق التي يبدو ان بكين عرفت اقوم المسالك لتجاوزها من خلال مبادرة بناء «حزام الطريق الحريري الاقتصادي» و«طريق الحرير البحري في القرن الـ21».

والمبادرة الصينية ليست سوى محاكاة لما كان عليه الحال قبل آلاف السنين عندما تأسست الشراكة بين الحضارة الصينية والحضارة العربية والحضارات القديمة في مجالات التجارة البحرية بالخصوص حينها لم تكن بعض الدول النافذة في عالمنا اليوم موجودة على وجه الكون!

مصدر: الصحافة اليوم

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي