عقدت السفارة التونسية لدى بكين مؤتمرا صحفيا لسلسلة من نشاطات التبادلات الثقافية للاحتفال بالذكرى السنوية ال50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وتونس اليوم الاثنين (21 يوليو) ب بحضور لي لي يان مساعد مدير مكتب الاتصالات الخارجية التابع لوزارة الثقافة الصينية وطارق عامري السفير التونسي لدى الصين.
يصادف عام 2014 الذكرى السنوية ال50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية الصينية التونسية، حيث ستقوم حكومتا البلدين بسلسلة من النشاطات الاحتفالية الثقافية في كلا الدولتين لدفع تطوير العلاقات الثقافية الثنائية الى الامام. ومن المقرر أن تطلق وزارة الثقافة الصينية فعاليات رحلة ثقافية على مسار طريق الحرير الصيني العربي تحت عنوان "أسبوع الثقافة الصينية" خلال الفترة ما بين ال8 وال14 أغسطس القادم بتونس، تضم حفلة للموسيقى السيمفونية من أداء دار الأوبرا الوطنية الصينية وعرض مقام شينجيانغ للغناء والرقص ومعرض صور فتوغرافية للذكرى السنوية ال50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وتونس. ومن اليوم 9 إلى اليوم 15 سبتمبر المقبل، من المقرر أن تطلق وزارة الثقافة الصينية وسفارة تونس لدى الصين بصورة مشتركة فعاليات "أسبوع ثقافة تونس"، التي تشمل معرضا شاملا للفنون التونسية وعرضا للموسيقى التونيسية التقليدية وعرضا للأفلام.
سيشارك 80 فنانا لأوركسترا دار الأوبرا الوطنية الصينية السيمفونية في مهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية بتونس ويقدمون عرضين خاصين بمدن تونسية أخرى، حيث يعرضون مختارات الأوبرات الكلاسيكية بما فيها "حفلة الزفاف لفيجارو" و"توراندوت" و"لا ترافياتا"، كما سيشارك 60 فنانا لفرقة مقام شينجيانغ للغناء والرقص في مهرجان قرطاج الدولي ال50 ويقدمون للجمهور التونسي عرض "مقام" لقومية الويغور بشينجيانغ والذي يعتبر من التراث الثقافي غير المادي على المستوى العالمي. أما في الصين فمن المقرر أن يقام معرض لوحات زيتية للرسامين التونسيين المشهورين ولوحات الفسيفساء التونسية الثمينة والنسخ المطابقة لغيرها من التحف التاريخية، كما سيزور فنانيون تونسيون للفسيفساء الصين لتقديم استعراض ميداني للفن الصناعي للفسيفساء. بالإضافة الى ذلك، ستتاح للمشاهدين الصينيين فرصة التمتع بعرض للموسيقى التونسية التقليدية ومشاهدة الأفلام الروائية التونسية.
تقع تونس في شمال إفريقيا، يطل الجزءان الشمالي والشرقي على البحر الأبيض المتوسط، ويقع خليج تونس بينها وبين جزيرة صقلية الإيطالية، فهي مسيطرة على نقطة الشحن البحري شرقا وغربا، ومتاخمة مع الجزائر غربا، ومع ليبيا في الجهة الجنوبية الشرقية. إن تونس من البلدان القليلة التي تجمع بين الشاطئ الرملي والصحراء والغابة الجبلية والحضارة القديمة في العالم، وهي منطقة تندمج فيها الحضارات العريقة بالثقافات المتعددة. تربط الصين وتونس عرى الصداقة التقليدية، وتتطور علاقاتهما الودية بشكل سليم ومستقر وعلى مدى طويل منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما في يناير عام 1964، مع تكثيف الاتصالات الثقافية المتبادلة في الأعوام الأخيرة. فإقامة الفعاليات الثقافية الاحتفالية بمناسبة الذكرى السنوية ال50 لتاسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين وتونس ستسهم في تعزيز تفاهم شعبي البلدين لثقافة البلد الآخر ودفع علاقات البلدين بشكل مستقر وسليم.
