CRI Online

مسحراتي الزبير يحافظ على موروثه الاجتماعي

cri       (GMT+08:00) 2014-07-22 14:31:40


مسحراتي الزبير يحافظ على موروثه الاجتماعي

المسحراتي في قضاء "الزبير" (30 كم غرب مدينة البصرة) جنوب العراق ليس شخصاً واحداً يصيح بأعلى صوته لإيقاظ الصائمين، بل هو مجموعة مكونة من بضعة أفراد يقرعون الطبول وينقرون الدفوف بطريقة فلكلورية ولحن مميز على طريقة الفرق الشعبية البصرية، ويرتدون زياً يشابه ما يرتديه البحارة البصريون القدماء لانه يتكون من "الوزرة والدشداشة" فقط. يقول "سيف عبد الله" الذي يعتبر اقدم مسحراتي في المنطقة، إنه "مع مجموعته المكونة من 8 أفراد يقومون بواجبهم اليومي في ليالي شهر رمضان بالتجوال في عدد من مناطق الزبير، مثل مناطق سكة العبيد، والمنصة، وسوك الجت، وبقية المناطق التي عاشوا فيها منذ صغرهم، وهم يقرعون الطبول وينقرون الدفوف لإيقاظ الصائمين عند منتصف الليل للسحور قبل آذان الفجر".

ويضيف عبد الله "اننا نشعر بقيامنا بمهمة (المسحراتي، او ما يطلق عليه ابو طبيلة) بالارتياح لأننا نجد اهل المنطقة يستقبلوننا بانواع الطعام، ونتسحر في الطريق في ظل اجواء رمضانية، وطقوس مميزة بالرغم من الصوت العالي للطبول التي بأيدينا عند منتصف الليل"، ويبيّن أنه تعلم هذه الطريقة من الآباء والأجداد ولا تزال العبارة (يا الله، يا الله، يصايم كوم اذكر الله، وكوم تسحر بسم الله، يصايم من الشيطان احرسك واحسن الطعام اعطيتك، كوم أذكر الله) هي ذاتها يرددها كما رددها اباؤه في ليالي رمضان قديماً. من جانبه، يقول المسحراتي امجد عبد الحميد، الذي يرافق سيف في تجواله في المنطقة، إن الوقت الذي يزاولون عملهم في إيقاظ الصائمين يبدأ من الساعة الواحدة والنصف لمنتصف الليل حتى يقارب آذان الفجر في الوقت المسموح للصائم تناول الطعام.

ويضيف عبد الحميد، الذي يقرع على الطبل، أن ما يمارسه مع مجموعة ابو طبيلة في الزبير هو جزء من التمسك بالموروث الاجتماعي والتقاليد السائدة في تلك المنطقة، وهو تأدية طقوس شهر رمضان. ويشير الى أن اغلب سكان المنطقة هم غير نائمين في تلك الأوقات، لكن استقبالهم لنا وترحيبهم بالطعام كسحور لنا هو الذي يزيدنا تمسكاً وإصراراً بهذه الممارسة الرمضانية المميزة.وبدوره، يقول مختار منطقة الجمهورية الثانية في قضاء الزبير، محمد جعاز، إن المنطقة التي يتجول فيها ابو طبيلة هي من المناطق الشعبية، ولا يعيش فيها شخص غريب عنها وجميعهم متحابون ومتجاورون منذ سنين طويلة، ويوضح أن مجموعة المسحراتي هم من ابناء تلك المناطق وليس فيهم احد غريب عنهم، فهي ليست بحاجة الى حضور قوة امنية لمرافقتهم او لتأمين الطريق لهم اثناء ظروف العراق الامنية في الوقت الحالي.

ويضيف جعاز أن تلك المناطق اعتادت على تأدية طقوس رمضان من ناحية اجتماعية من خلال فتح الدواوين، وعقد الجلسات، وطرح مواضيع اجتماعية فيها تخص واقع المنطقة في ليالي رمضان، فضلاً عن الزيارات المتبادلة لأسر تلك المنطقة. ويبيّن أن مجموعة المسحراتي ستكون على موعد مع أول أوقات يوم العيد هو يوم مكافأتهم من قبل أهالي المنطقة بـ (العيدية) جزاء ما قاموا به من إيقاظ الصائمين في ليالي رمضان وبشكل متميز. ويعد قضاء الزبير، من اكبر الأقضية في المحافظة ويشتمل على منشآت حيوية وحقول نفطية، وهو يحاذي دولتي الكويت والسعودية حدودياً.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي