CRI Online

الكوفية الصينية تنافس 'رمز القضية الفلسطينية'

cri       (GMT+08:00) 2015-04-27 09:39:23

مصدر: ميدل ايست أونلاين


الكوفية الفلسطينية تحاول منافسة غزو الكوفيات المقلدة بعد ان ازدادت شعبيتها بسبب انخفاض سعرها، وتراهن على الجودة.

القدس - تحاول الكوفية الفلسطينية التقليدية منافسة غزو الكوفيات الصينية المقلدة بعد ان اصبحت ذات شعبية واسعة في العالم، وذلك انطلاقا من مصنع في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.

وقرر ياسر حرباوي من مدينة الخليل في عام 1961 صنع الكوفيات بدلا من جلبها من سوريا والاردن لبيعها.

وعند افتتاح المصنع، كان فيه عاملان فقط يحيكان الكوفيات البيضاء والسوداء، اما اليوم فان اولاده يشرفون على شركة توظف 15 شخصا وتصدر الكوفيات التي تحمل بفخر عبارة "صنع في فلسطين".

وقال جودة حرباوي الذي يدير المصنع اليوم مع شقيقه ان المصنع يبيع 30 الف كوفية سنويا مشيرا الى ان "2 و 3% منها فقط يباع في فلسطين"، بينما يتم تصدير الباقي الى ايطاليا وفرنسا والمانيا وغيرها بسبب طلبات الشراء عبر الانترنت.

ويشرح عبدالعزيز الكركي (61 عاما) الذي عمل في المصنع لمدة 45 عاما انه للمفارقة فان الفضل في انتشار الكوفية يعزى الى البريطانيين ابان الانتداب اوائل القرن العشرين.

ويقول "اصدروا مرسوما يعتبر كل من يرتدي الوشاح البدوي معارضا لهم، ومنذ ذلك الحين بدأ الجميع بارتداء هذه الكوفية".

ثم اكتسبت الكوفية زخما كبيرا مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي جعلها ملازمة له لتصبح رمزا للقضية الفلسطينية.

ولا تخلو صورة لعرفات، سواء في الامم المتحدة او غيرها من المحافل، او لدى توقيعه اتفاق السلام مع اسرائيل، من الكوفية.

ويقول حرباوي بينما تعمل الات الغزل الميكانيكية من حوله "كان عرفات يهدي كافة زواره الكوفية من عندنا واليوم يفعل الرئيس محمود عباس الامر نفسه".

وعانى المصنع في بداية العقد الماضي من بعض المصاعب، واضطر للاغلاق مع غزو الكوفيات المصنوعة في الصين التي تباع باسعار ارخص بكثير.

وما زالت الكوفيات المصنوعة في الصين تنافس الكوفيات الفلسطينية التقليدية.

وبحسب حرباوي فان الصينيين "قاموا حرفيا باغراق السوق" مؤكدا انه منافستهم مستحيلة بسبب تدني اسعار منتجاتهم.

ومن العوامل التي تعيق المنافسة في السعر ان المصنع يستورد كافة المواد الخام من الخارج، بسبب انعدام البدائل المحلية.

لكن الاخوين المشرفين على هذا المصنع الذي صمد وقت الانتفاضتين الفلسطينيتين وغيرهما من المحطات الصعبة، قررا العودة بسياسة جديدة، واعادة تشغيل المصنع بعد خمس سنوات من الاقفال.

ويوضح جودة حرباوي السياسة الجديدة للمصنع "لن نتمكن من منافسة الصينيين على السعر ولهذا قررنا المنافسة في النوعية"، و"تطويع الكوفية بما يتناسب مع الطلب العالمي".

يعمل المصنع على انتاج كوفيات باللونين الابيض والاسود، والاحمر للكوفية التقليدية الاردنية، وكوفيات بألوان مختلفة كالوردي والاخضر والبني والازرق وحتى الرمادي والاصفر.

ويمكن ارتداء الكوفيات اما كوشاح او كسترة او كحقيبة تحمل على الكتف.

واصبحت الكوفية رمزا للقضية الفلسطينية وللمتضامنين معها وجزءا من الثقافة الفلسطينية في الداخل والخارج.

وباتت ترتدى في العروض التراثية والبرامج التلفزيونية ولا يتردد المشاركون الفلسطينيون في برامج واسعة الانتشار مثل "اراب ايدول" وغيرها في ارتدائها اثناء مشاركتهم فيها.

ويؤكد ابوفهمي الكسواني، المقيم في القدس الشرقية والذي يضع كوفيته على رقبته "هذه رمز فلسطين".

وتقول ماريا التي قدمت من الاوروغواي والتي جلست في مقهى في القدس الشرقية وهي ترتدي الكوفية "لا ارتديها لأبدو انيقة بل كموقف تضامني" مع الشعب الفلسطيني.

ويشرح بسام بركات وهو تاجر يبيع الكوفيات الفلسطينية في البلدة القديمة في القدس منذ 30 عاما "لا يرغب بعض السياح في دفع مبلغ كبير ولهذا نقترح عليهم شراء كوفيات تتراوح اسعارها ما بين 25 و30 شيكلا (نحو 6 الى 7 يورو) او كوفيات ذات نوعية جيدة تتراوح اسعارها ما بين 70 و80 شيكلا (16 الى 18 يورو)، وعليهم الاختيار".

اما كوفيته الشخصية، فلا تفارق عنقه ايضا "مثل كل الفلسطينيين"، لكنها لا يمكن ان تكون الا "مصنوعة في الخليل".

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي