CRI Online

الابتكار يكمن في البديهة الصينية السريعة

cri       (GMT+08:00) 2015-05-05 10:30:56

قام صحفي صيني قبل 20 سنة بدراسة أغطية الطاولات الملونة صينية الصنع في السوق الأوروبية. وحينها أخبره زبون فرنسي أنه كلما ظهر في باريس تصميم غطاء طاولة جديد، تتم طباعة هذا التصميم ثم إرساله للمصنعين في الصين، وخلال شهر واحد فقط تظهر أغطية الطاولة الجديدة المصنوعة في الصين في السوق الفرنسية.

بعد 20 سنة مضت، بدأت سلع أغطية الطاولات وغيرها من السلع المشابهة في السوق الأوروبية تصنع في الفيتنام والهند، وقد رأى الصحفي لدى زيارته للبرازيل مؤخرا وجود أغطيات طاولات مصنوعة في البيرو. لكن، سرعة تأقلم الصناعة الصينية مع تغيرات السوق لم تتراجع، وهذا يتجسد على مستوى السلع الجديدة مثل عصاى التصوير الذاتي. وقد ذكر له أحد التجار: "عصي التصوير الذاتي في البرازيل، إذا لم نقل أن حصتها تمثل 100% من السوق الصينية، فهي تمثل 99% على الأقل."

يمكننا القول إن حساسية الصناعة الصينية لـ"التغيرات المناخية " في السوق الدولية لاتزال مرهفة، تماما مثلما كانت قبل 20 سنة. حيث لا تزال الصناعة الصينية تركز" على صناعة السلع الرائجة في الأسواق". ومهما بلغت المسافات، تتمكن الصناعة الصينية دائما من التأقلم مع السوق، واستغلال الإتصالات ووسائل النقل الحديثة، لتمكين الزبائن في مختلف أنحاء العالم من الحصول على السلع التي يحبذونها.

السرعة تحتوي على الابتكار. في السابق كانت الصناعة الصينية تعتمد على التقليد، وفي الوقت الحالي أصبحت قوة تجر الاستهلاك، فهذا النوع من اكسسوارات الهواتف قد يدخل الأسواق في ذات الوقت مع ذاك الهاتف ، وتطوير هذه السلع الكمالية أدى إلى تحفيز الطلب، كما حسّن ووسع وظائف السلع الرئيسية.

السرعة تعزز الحجم. إن مواكبة تيار الاستهلاك، هو العامل الذي جعل منتجات صنع في الصين تصبح أكثر فأكثر ثراءا، وجعل قدرات التصنيع أكثر فأكثر قوة. مثلا، تحتوي عصى التصوير الذاتي على غلاف بلاستيكي، أنبوب حديدي، غلاف هاتف وتقنية البلوتوث، وغيرها من الاكسسوارات، ورغم أن هذه الاكسسورات لاتعد كثيرة، لكن العديد من الدول لايمكنها أن تعتمد على شركاتها المحلية في تصنيعها. لذا، فإن تقدم منتجات صنع في الصين مع التيار العالمي، والقيام بذلك على نطاق واسع ومنظومة متكاملة.

يتميز مستوى المواكبة لمنتجات صنع في الصين، بتقدمها المستمر وبقوة أسسها. وحتى في ظل تحول النمط الاقتصادي، وتصاعد حصة الخدمات في الناتج المحلي الإجمالي، لايزال قطاع منتجات صنع في الصين أحد المحركات الرئيسية للتنمية الصينية. ولا تزال نسبة مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي أعلى بكثير من بقية الدول الناشئة.

ما تختلف فيه الصين عن الأسواق الناشئة الأخرى، هو التقدم المستمر والمتصاعد لقطاع منتجات صنع في الصين. وقد قامت وزارة التجارة والصناعة الهندية في نوفمبر 2011 بإصدار "السياسة الوطنية للتصنيع"، حيث تخطط الهند إلى إدارة قطاع التصنيع، السياسات التجارية، تنمية الشركات الصغرى والمتوسطة والابتكار التقني وغيرها من الجوانب لدفع تنمية قطاع الصناعة. وتتطلع الهند إلى أن تبلغ مساهمة قطاع التصنيع في الناتج المحلي الإجمالي مابين 16% و25% بحلول عام 2022. لكن يبدو في الوقت الحالي أنه من الصعب تحقيق هذا الهدف.

ماهو السبب؟ يعود السبب إلى أن هذه الدول عملت بسرعة عمياء على تطوير قطاع الخدمات خلال السنوات السابقة، حيث قامت بالقفز على تراتبية الصناعات، دون أن تضع أسسا صلبة للتصنيع، ولم تنتبه إلى هذه المشكلة إلا أثناء تراجع الإنتعاش الاقتصادي. لكن، إعادة بناء قطاع التصنيع، يحتاج إلى الانطلاق من الطبقة التحتية، أي المداخيل المتدنية والقيام بالمعالجة فقط؛ أما الانطلاق من الوسط العلوي، فيصطدم بنقص اليد العاملة التقنية اللازمة. وفي هذا المستوى، تتمتع منتجات صنع في الصين بأفضلية كبيرة.

قطاع التصنيع يمثل سندا كبيرا وأساسا متينا للاقتصاد القومي، وهو من يقرر حجم النفس الكافي الذي تحتاجه أي دولة لدفع التنمية. وبالتوازي مع ضرورة توسيع حصة قطاع الخدمات في الناتج المحلي الإجمالي، يجب عدم تخفيض مستوى الابتكار والتطوير على مستوى قطاع التصنيع. وإذا أردنا أن نجعل من قطاع التصنيع رأس قطار التنمية الصينية، علينا أن نضيف باستمرار إلى هذا الرأس القوي الابتكارات الجديدة.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي