دمج مبادرة "الحزام والطريق" مع "الاستراتيجية الأوراسية"

أصدر زعيما الصين وروسيا بيانا مشتركا في مطلع مايو الماضي حول ربط ودمج بين المبادرة الصينية للحزام الاقتصادي لطريق الحرير ورؤية روسية سابقة لإقامة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي. وقال الرئيس الروسي بوتين إنه يمكن للاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير التي تدعو إليها الصين أن يكمل كل منهما الآخر بشكل منسجم، ما سيسهم في تعزيز تشكيل فضاء اقتصادي مشترك في جميع أنحاء المنطقة الأوراسية في المستقبل.

ويؤكد الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزار باييف في أستانا، أن كازاخستان تدعم مبادرة "الحزام والطريق"، ومستعدة للقيام بدمج الحزام الاقتصادي لطريق الحرير مع استراتيجية التنمية الاقتصادية "الدرب المضيء".

ومن جانبه، قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو مؤخرا، أن بيلاروسيا ترغب في أن تكون منصة هامة لتحقيق هذه الرؤية، فبالإضافة إلى بناء السكك الحديدية والطرق العامة وغيرها من شبكة النقل، ستوفر أماكن للمنتجات ذات القدرة الإنتاجية التنافسية.

وقد طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال جولته في كازاخستان في سبتمبر عام 2013 مبادرة "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير"، كما طرح "طريق الحرير البحري للقرن ال21" خلال زيارته لاندونيسيا في أكتوبر عام 2013. ويعتقد الناس على نطاق واسع أن الحزام الاقتصادي لطريق الحرير سيفتح تماما الجسر الأوراسي الثاني، حيث يتم بناء ممر النقل الذي يمتد من المحيط الهادئ إلى بحر البلطيق والمحيط الهندي، ما يربط وسط آسيا مع أوروبا الغربية ومنطقة آسيا والباسفيك الشرقية بشكل وثيق.

تم تشغيل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي تأسس تحت دعم بوتين رسميا في أوائل عام 2015، ويشمل حاليا روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وأرمينيا وقرغيزستان. وتدرك دول الأعضاء الواقعة على خط "الحزام والطريق" أن الحزام الاقتصادي على طريق الحرير سيجلب رياحا قويا للتنمية، ما يمكنها من العمل مع الصين من أجل السعي لتحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك.

ودمج بين مبادرة " الحزام والطريق " و" الاستراتيجية الاوراسية" هي كلمة مفتاحية رئيسية لجولة شي الأوراسية. وإن مبادرة "الحزام والطريق" تتوافق مع استراتيجيات الدول الواقعة على خط المبادرة، الأمر الذي يدل تماما على أن الصين ستقوم بالاندماج والتعاون العميق مع أصدقائها القدماء الذين يقعون على طريق الحرير القديم.