الصين تعلق آمالا على نمو الاستهلاك والخدمات 

مع استمرار انخفاض الطلب على الصادرات وهدوء قطاع العقارات، تتوقع الصين أن يساهم الاستهلاك وقطاع الخدمات في إنعاش النمو الاقتصادي الضعيف .

وتعد موجة الشراء على مستوى البلاد في عيد العزاب (11 نوفمبر) بمثابة دليل قوي على قوة الإنفاق في البلد الذي يتجاوز تعداد سكانه المليار نسمة.

وأعلن موقع "علي بابا" للتجارة الالكترونية تحقيق مبيعات بقيمة 91.2 مليار يوان (14.3 مليار دولار أمريكي) وأن ذلك يرجع جزئيا لإنفاق عدد من المستهلكين في الريف.

وقام موقع "علي بابا" بإنشاء أكثر من 8 آلاف محطة تسوق الكتروني في القرى على مستوى البلاد، وهو ما ساعد الآلاف على المشاركة في المبيعات للمرة الأولى. وتجاوز حجم المبيعات 100 مليون يوان خلال ساعة و47 دقيقة فقط.

وكان وو ماو شيان الذي يمتلك متجرا للبقالة في مقاطعة قويتشو أحد هؤلاء المشترين الريفيين. وأنفق 800 يوان لشراء خمسة معاطف شتوية لأفراد أسرته من صفحة (تي مول) للتسوق الالكتروني التابعة لموقع علي بابا.

وعلى بعد آلاف الكيلو مترات، قام شيا كاي وهو مزارع أصبح رجل أعمال في محافظة سوينينغ بمقاطعة جيانغسو شرق الصين ببيع أثاث بقيمة 700 ألف يوان خلال يوم واحد باستخدام متجرين على صفحة (تي مول) وأربعة صفحات أخرى على موقع جيه دي.كوم وهو منافس هام لموقع علي بابا.

وحتى نهاية عام ،2014 كان لدى قرابة 30% من سكان الريف في الصين البالغ عددهم 620 مليون نسمة اتصال انترنت. ويتزايد عدد مستخدمي الانترنت في الريف المتواصلين مع المدن بفضل انتشار الانترنت الخلوي.

ومن أجل دخول هذا السوق المربح مبكرا، تخطط شركة "علي بابا" لاستثمار 10 مليار يوان من أجل إنشاء 100 ألف مركز خدمة في القرى خلال فترة تتراوح بين ثلاثة وخمسة أعوام قادمة، ويهدف معظمها لتعليم القرويين كيفية استخدام الانترنت بالشكل الأمثل. في الوقت نفسه، سيقوم موقع جيه دي.كوم بتعيين 100 ألف قروي كمندوبين لتوسيع نطاق أعمالهم في 100 ألف قرية خلال عام.

يعد العمل على إنعاش الاستهلاك في الريف أحد أساليب الحكومة الصينية لمواجهة تباطؤ الاقتصاد. وحقق الاقتصاد الصيني نموا بنسبة 6.9% على أساس سنوي خلال الربع الثالث من عام 2015 وهو أدنى معدل منذ الربع الثاني لعام 2009.

وتتوقع الصين معدل نمو سنوي بنسبة 6.5% كي تنجح الصين في بناء "مجتمع يتميز بالرخاء على نحو معتدل" بحلول عام 2020. ويشكك الكثير في قدرة الصين على تحقيق ذلك.

وقال كه لي شينغ الأستاذ في أكاديمية بودونغ للقيادة التنفيذية إنه "على الرغم من تباطؤ الاقتصاد الصيني، تشهد البنية الاقتصادية تحسنا مع وجود الاستهلاك والخدمات كمحركين جديدين للنمو بدلا من الاستثمار".

وبعد ثمانية أعوام من الخسائر، من المتوقع أن يحقق موقع تشوباجيه.كوم، أكبر موقع صيني للخدمات أرباحا خلال العام الحالي.

وقال تشو مينغ يوه الرئيس التنفيذي للموقع الذي تلقى تمويل بقيمة 2.6 مليار يوان في يونيو الماضي إنه "جاء ربيع تجارة الخدمات مع ازدهار القطاع الخاص وارتفاع معدل انتشار الانترنت وزيادة اجمالي الناتج المحلي لكل فرد".

يذكر أن الشركة التي تقدر قيمتها حاليا بأكثر من 10 مليار يوان هي سوق الكترونية تجمع أكثر من 10 مليون من موفري الخدمات خاصة المصممين والمعلنين ويتداول بها نحو 3 مليون شركة صغيرة بميزانية محدودة.

وقال تشو إن أرباح عام 2015 قد تبلغ أربعة أضعاف لعام 2014 التي بلغت 200 مليون يوان، مضيفا أن" نحن لسنا مجرد منصة للتداول وإنما رعاة للشركات المبتدئة التي تنشأ من تزايد الصفقات عبر الموقع".

وقال إن مع أعمال تسجيل العلامة التجارية الجديدة والطباعة والتمويل، من المتوقع أن تحقق الشركة أرباحاً بقيمة مليار يوان في عام 2016.

وقال تشو إن عام 2015 مجرد بداية.

وشهد قطاع الخدمات زيادة طفيفة في النشاط خلال شهر نوفمبر الماضي وفقا لإحصائية أجرتها مؤسسة ماركيت لخدمات المعلومات المالية وأشرفت عليها مؤسسة تسايشين ميديا.

ووصل مؤشر مدراء الشراء لمؤسسة تسايشين للخدمات العامة إلى 51.2 نقطة خلال شهر نوفمبر الماضي، وتؤكد القراءة فوق 50 نقطة حدوث توسع وفقا للإحصائية المعلنة.

في الوقت نفسه قال كه لي شينغ إن زيادة الحضرنة من المتوقع أن تخلق قوة جديدة للاستهلاك مما سيؤدي لإنعاش النمو.

وفي الوقت الراهن يوجد في الصين 750 مليون شخص يسكنون في المدن، ومن بينهم 250 مليون شخص من العمال المهاجرين الذين لا يحصلون على حقوق متساوية في التعليم والتوظيف والضمان الإجتماعي والرعاية الطبية والإسكان.

وتخطط الحكومة المركزية لمساعدة 100 مليون مهاجر على الاستقرار في المدن والحصول على خدمات عامة متساوية بحلول عام 2020، وهو ما سيؤدي بدوره لاتساع الاستهلاك واستقرار أسواق العقارات وتحسين استثمارات البنية التحتية الحضرية والخدمات العامة.