CRI Online

السفير المصري لدي بكين الدكتور مجدي عامر: الصين قاطرة الاقتصاد العالمي، وأثبتت بجدارة أن العالم يمكن أن يتطلع شرقاً لحل مشكلاته.

cri       (GMT+08:00) 2016-09-02 14:57:36

أجرت إذاعة الصين الدولية في بكين لقاء مع سعادة السفير المصري لدي الصين الدكتور مجدي عامر، حول انعقاد قمة مجموعة العشرين في هانغتشو يوم 4 و5 من سبتمبر 2016 ، وما يمكن أن تسفر عنه من نتائج إيجابية لصالح الجميع، حيث أكد على أن الصين تعتبر الآن بالفعل قاطرة الاقتصاد العالمي، معرباً عن تطلع مصر إلى نجاح هذه القمة المهمة.

وإلى نص الحوار :

السؤال: ما هي الاستعدادت والترتيبات التي اتخذتها مصر لإنجاح هذه القمة والمشاركة فيها بشكل إيجابي ؟

السفير: عند زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج إلي مصر في يناير من هذا العام وجه الدعوة إلي الرئيس عبد الفتاح السيسي لكي تكون مصر ضيف شرف للقمة، ومنذ قبول الدعوة بدأت الاستعدادات النشطة لحضور القمة، وشاركت مصر بفاعلية في مختلف الاجتماعات التحضيرية للقمة، وقد كان هناك حرص واضح علي المشاركة في مختلف الاجتماعات والحضور الدائم سواء علي مستوي الوزراء أو الممثل الشخصي للرئيس المصري أو أعضاء السفارة المصرية أو مجموعات الخبراء.

ففي شهر فبراير الماضي حضر وزير المالية المصري السابق هاني قدري دميان ومحافظ البنك المركزي طارق عامر اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية، الذي تمت فيه مناقشة السياسات اللازمة لإصلاح النظام المالى العالمى، والعمل علي استعادة الاستقرار المالى وتقوية دور صندوق النقد الدولى فى مساعدة الدول الأعضاء بالصندوق لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة.

وفي أواخر شهر يوليو شارك وزير المالية عمرو الجارحي في اجتماعات وزراء المالية الأخيرة في مدينة شينجدو للتمهيد للقمة.

وقد حضر الممثل الشخصى للرئيس عبدالفتاح السيسي السفير راجي الأتربي مرات عديدة للمشاركة في الاجتماعات التمهيدية للقمة، ففي الثالث من يوليو 2016، رأس الوفد المصرى فى الاجتماع رفيع المستوى، الذي عقدته المجموعة في مدينة شيامن بمقاطعة فوجيان جنوب شرقي الصين لوضع الترتيبات النهائية للقمة.

وفي ذلك الاجتماع تم طرح الرؤية المصرية حول تباطؤ أداء الاقتصاد العالمى وأساليب مواجهة مخاطر الركود ووسائل تحفيز النمو الاقتصادي العالمي، وقد لقيت المقترحات التي قدمتها مصر ترحيب وتقدير الحاضرين.

وتتفق مصر مع الصين حول ضرورة وضع الأولويات التنموية للدول النامية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا علي قائمة اهتمامات قمة العشرين، وأن تتضمن توصيات القمة مساعدة تلك الدول علي تحقيق الأهداف الدولية للتنمية المستدامة ٢٠٣٠.

كما شاركت مصر في اجتماعات وزراء تجارة دول المجموعة التي عقدت في شنغهاي، حيث حضر وزير التجارة والصناعة طارق قابيل، وخلال الاجتماعات قدم الرؤية المصرية حول كيفية تيسير وإنعاش حركة التجارة العالمية مع مراعاة المصالح المختلفة للدول، كما أكد علي اهتمام مصر بكسر حالة الجمود في مفاوضات التجارة العالمية والعمل علي فتح الأسواق أمام المنتجات من الدول النامية.

ولم تتوقف زيارات الوزراء المصريين وكبار المسئولين إلي الصين للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية للقمة، حيث حضر وزير الزراعة اجتماعات وزراء زراعة دول المجموعة في مدينة "شيان"، وحضرت وزيرة التضامن الاجتماعي اجتماعات "Women 20"، التي تناولت سبل تعزيز دور المرأة.

وأيضاً شارك ممثلون لمنظمات المجتمع المدني المصرية في "مؤتمر منظمات المجتمع المدني لمجموعة العشرين"، الذي عقد تحت عنوان "القضاء على الفقر والتنمية الخضراء وتحريك الإبداع والمساهمات الشعبية"، وكان علي رأس الوفد رئيس الوزراء المصري الأسبق عصام شرف.

ولم تتأخر مصر عن المشاركة في قمة العشرين للشباب التي عقدت في مدينة شنغهاي، والتي تعتبر إحدي الفعاليات التمهيدية للقمة.

ولا شك في أن هناك آثاراً إيجابية ستعود علي مصر من المشاركة في هذا المنتدي الدولي المهم، من بينها عرض المشروعات التنموية الكبري التي بدأت مصر في إقامتها، وتوضيح الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر في هذا المحفل الدولي، وعرض الإصلاحات المالية المالية وخطط التنمية ورؤية مصر لتحقيق أهداف التنمية وإستراتيجية التنمية المستدامة"مصر 2030".

كما أن المشاركة النشطة في فعاليات القمة وطرح الأفكار والحلول والتجارب الناجحة يساعدان علي علاج المشكلات ويعطيان الفرصة للاستفادة من تجارب الدول الأخري.

السؤال: ترأس الصين قمة مجموعة العشرين هذا العام، فما الذي تتوقعونه وتنتظرونه من هذه القمة؟ :

السفير: لقد أثبتت الصين وبجدارة أن العالم يمكن أن يتطلع شرقاً لحل مشكلاته، والمشكلات هنا لا تقتصر علي الناحية الاقتصادية فقط، فحل مشكلات الاقتصاد المتمثلة في الركود والبطالة وضعف التنمية وعدم الاستقرار المالي سيؤدي بدوره إلي حل المشكلات السياسية والأمنية أيضاً، لأنه سيساعد علي القضاء علي الأسباب الجذرية للإرهاب والهجرة غير المشروعة، وهذا هو الدور الإيجابي البناء الذي تحرص الصين دائماً علي القيام به، والذي استطاعت أن تثبت بهدوء أنه الأكثر فاعلية ونجاحاً.

ويجدر بنا هنا أن نشيد بأسلوب الصين في القيادة وفي التعاون في حل المشكلات، فهو أسلوب قائم علي التعاون المتبادل والكسب المشرك ومراعاة الظروف المختلفة لكل دولة وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخري.

ومن الجوانب الإيجابية المهمة في القمة الحالية أن الصين حرصت علي تعزيز صوت وتمثيل الدول النامية عن طريق دعوة ممثلين من دول خارج مجموعة العشرين، خاصة من الدول النامية، لأن الصين ورغم التقدم الاقتصادي الهائل الذي حققته ما زالت تعتبر نفسها دولة نامية كبري كما أنها تدرك أن النمو العالمي لا يتجزأ، وأن ضعف النمو في منطقة أو دولة من العالم سيؤثر حتماً علي بقية دول العالم، لا سيما وأن العالم الآن يزداد ترابطاً.

والحقيقة أن الصين تعتبر الآن بالفعل قاطرة الاقتصاد العالمي، وتتطلع إليها مختلف الدول لتحفيز الاقتصاد العالمي ومعالجة مشكلاته، وبالفعل تطرح الصين أفكاراَ إبداعية حول الاقتصاد الأخضر، الذي لا يركز علي التنمية والتصنيع فحسب، بل يمتد إلى الحفاظ علي البيئة، ومن بين الأفكار التي طرحتها أيضاً تحرير التجارة، والتجارة الاليكترونية.

والحقيقة أن التجربة الصينية الفريدة التي مكنت الصين من تحقيق نهضة تنموية في زمن قياسي يمكن أن تكون نموذجاً تستلهم منه الدول النامية خاصة في إفريقيا خططها الخاصة للتنمية، بمساعدة الصين وهو الدور الذي بدأت تؤديه الصين بالفعل.

السؤال: كيف ترون مجالات التعاون بين مصر والصين ؟

السفير: بدأت مصر والصين في العمل علي ترجمة التقارب السياسي الذي وصل خلال العامين الأخيرين إلي مستوي غير مسبوق، برفع العلاقات بين البلدين إلي مستوي الشراكة الإستراتيجية الشاملة، إلي تعاون اقتصادي في مختلف المجالات، ويأتي علي رأس ذلك التكامل بين قناة السويس وطريق الحرير، فمصر تقع عند التقاء طريق الحرير البحري وحزام الحرير، ومن ثم فقد كانت من أوائل الدول التي انضمت إلي مبادرة الحزام والطريق فور الإعلان عنها، وتوجد في مصر إمكانات هائلة يمكن أن تمثل إضافة إلي هذه المبادرة، ومنها التعاون مع الصين في اقامة مناطق خدمات لوجيستية في منطقة قناة السويس، والتعاون في إقامة مشروعات البنية التحتية، ومشروعات الطاقة، خاصة وأن مصر تحتاج إلي هذه المشروعات التي تقوم عليها النهضة الاقتصادية.

وهناك آفاق واسعة للتعاون بين البلدين في تنفيذ شعار القمة "نحو اقتصاد عالمي مبتكر ونشط ومترابط وشامل"،لأن الابتكار والابداع يعنيان خلق الفرص الجديدة، والنشاط يعني القضاء علي الركود والأزمات التي يعاني منها الاقتصاد حالياً، كما أن الترابط أصبح الآن واقعاً دولياً ، وما يحدث في منطقة من العالم يؤثر علي باقي المناطق، وهذا يتطلب التعاون والتنسيق من أجل حل المشكلات، كما أن النمو الاقتصادي يجب أن يكون شاملاً ولا يقتصر علي دول مجموعة العشرين فقط، وهو ما نفذته الصين عملياً عندما دعت إلي القمة هذا العام أكبر عدد من الدول النامية وهي مصر وتشاد وكازاخستان ولاوس والسنغال وتايلاند.

فقد زارت وزيرة الاستثمار المصرية داليا خورشيد الصين، حيث التقت ممثلي نحو 15 شركة صينية لعرض الفرص الاستثمارية في مصر والتسهيلات التي تقدمها الحكومة المصرية للمستثمرين، والحقيقة أن الصين رغم العلاقات الوثيقة بينها وبين مصر، فإنها تحتل المرتبة الثالثة والعشرين بين الدول المستثمرة في مصر بإجمالي استثمارات 546 مليون دولار، وهذا يعني أنه ما زال هناك مجال واسع لزيادة الاستثمارات الصينية في مصر، كما تهدف مصر إلي جعل الصين من بين أكبر عشر دول مستثمرة في مصر.

ومن أجل تحقيق هذا الهدف وزيادة الاستثمارات الصينية في مصر تم الاتفاق علي دراسة وتنفيذ 18 مشروعاً في مجالات الكهرباء والنقل والإسكان والصناعة والاتصالات، بتمويل صيني، وهناك استثمارات صناعية في مجالات الصناعات النسيجية، وتصنيع الإليكترونيات، والعلف الحيواني، والزجاج المسطح، بالإضافة إلى إنشاء مجمع للفوسفات بالوادي الجديد.

وبعض هذه المشروعات قد دخل حيز التنفيذ والبعض الآخر قيد الدراسة، كما قامت شركة جوشي لإنتاج الألياف الزجاجية بمضاعفة استثماراتها في مصر مؤخراً، وهذه الشركة تقوم بتصدير انتاجها إلي نحو 26 دولة أوروبية وعربية وإفريقية.

ومن المتوقع أن تقوم الصين بضخ استثمارات إضافية في مصر خلال العامين القادمين، وهو ما يعكس ثقة الصين في مرونة الاقتصاد المصري، وأنه سيستعيد انتعاشه في وقت قريب، وهذه الاستثمارات في مصلحة البلدين، وهي دليل علي الثقة والدعم المتبادل بينهما.

ولا تزال هناك آفاق رحبة أخري للتعاون بين البلدين.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي