CRI Online

خبير صيني: وسط التحديات... مصر تمضى على مسار تدعيم استقرارها الداخلي وتوازن دبلوماسيتها الخارجية

cri       (GMT+08:00) 2016-11-23 19:06:35

تجتاح منطقة الشرق الأوسط أمواج من التغيير بعدما صارت أشبه بـ"حلبة مصارعة" للدول الكبرى في العالم منذ اندلاع سلسلة من الاضطرابات عام 2011. وفي ظل هذا الوضع الذي لا يتيح أمام دول المنطقة سوى مساحة ضيقة لتحقيق النهضة والتنمية، بدا جليا اهتمام القوى الإقليمية وفي مقدمتها مصر بدراسة كل خطوة تتخذها دراسة جيدة قبل أي تحرك سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي.

وبدوره، يرى الخبير الصيني المخضرم في قضايا الشرق الأوسط وو يي هونغ أن إلغاء محكمة النقض المصرية يوم الثلاثاء أحكاما بالإعدام والسجن صدرت بحق الرئيس الأسبق محمد مرسي و21 آخرين من قيادات وعناصر جماعة الإخوان المسلمين في القضية المعروفة إعلاميا بالتخابر مع حركة حماس وجهات أجنبية, هو إلغاء سيسهم في تدعيم الوضع الأمني والاقتصادي داخل البلاد في ضوء التهديدات التي تشكلها جماعة الإخوان وما يصدر عنها من أعمال عنف، لافتا إلى أن مصر تدرك جيدا أن الأمن والاستقرار يمثلان الركيزة الأساسية للنهوض بالاقتصاد ودفع عجلة التنمية.

وحول ملف الإرهاب التي يمثل ظاهرة خطيرة تهدد دول العالم أجمع، أشار وو يي هونغ إلى أهمية الدور الذي تلعبه مصر في التصدى لهذه الآفة، وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أكد خلال محاظرة ألقاها في الأكاديمية العسكرية البرتغالية بلشبونة أمس على ضرورة تعزيز التعاون الدولي لمواجهة خطر الإرهاب والتطرف.

ومن ناحية أخرى، أعرب الخبير الصيني عن اعتقاده بأن الخطوة التي اتخذها البنك المركزي المصري في مطلع الشهر الجاري بتحرير سعر صرف الجنيه، وسط هبوط الاحتياطي النقدي في البلاد وتباطؤ انتعاش الاقتصاد العالمي، تشكل خطوة لازمة وأساسية في برنامج إصلاح الاقتصاد المصري الذي كانت باكورته وضع مخطط قومي للتنمية الوطنية وإطلاق عدد من المشروعات الكبرى التي من المنتظر أن تؤتى ثمارها في المستقبل ومن أبرزها مشروعات التفريعة الجديدة لقناة السويس وتنمية محور قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة.

وبالإضافة إلى الأوضاع الداخلية, لفت وو يي هونغ إلى أن مصر تواجه فعليا وضعا إقليميا يشهد العديد من التغيرات وسط تحركات مستمرة من قبل القوتين العالميتين المتصارعتين في المنطقة، موضحا أن روسيا تسعى من جانبها إلى تعزيز تواجدها في المنطقة العربية عبر وسائل عدة من بينها البوابة السورية, مضيفا أن روسيا تريد أن تظل دائما في المنطقة ولا تبتعد عنها كما حدث من قبل، وتبدى حرصها على أن تكون حاضرة دوما في الشرق الأوسط.

وأشار الخبير المتخصص في شؤون الشرق الأوسط إلى أن الآراء تجمع على أنه في محاولة تصديها لعودة روسيا إلى الشرق الأوسط، ستدخل الولايات المتحدة تغييرات على توجهاتها بشأن المنطقة عقب فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية، متوقعا أن تسعى واشنطن جاهدة إلى الحفاظ على مصالحها في المنطقة رغم تراجع نفوذها إستراتيجيا وسط حالة الركود الاقتصادي.

ومن هنا، فإن "قرار عودة روسيا وتمسك أمريكا الشديد بنفوذها في منطقة الشرق الأوسط سيشكلان أكبر الضغوط على المنطقة والمتمثلة الآن في حالة الانقسام القائمة بين هاتين القوتين الكبريين تجاه مكافحة الإرهاب وتنافسهما على إقامة مواقع عسكرية هناك"، هكذا قال الخبير وو يي هونغ، متوقعا أن تواصل مصر مضيها على المسار الصحيح المتمثل في تدعيم استقرار أوضاعها الداخلية وتحقيق التوازن في دبلوماسيتها الخارجية.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي