CRI Online

تقرير إخباري: مواطنون أكراد يتبرعون للنازحين للتخفيف من معاناتهم

arabic.news.cn       (GMT+08:00) 2016-11-25 18:57:04
اربيل 25 نوفمبر 2016 (شينخوا) زاد انخفاض درجات الحرارة وارتفاع أعداد الفارين من بيوتهم في مدينة الموصل كبرى مدن الشمال العراقي، من معاناة هؤلاء النازحين بسبب العمليات العسكرية، لكن هناك في المقابل من يعمل على تخفيف هذه المعاناة الانسانية، متخطيا التقسيمات القومية والاثنية بين العراقيين.

ففي سوق القلعة وسط مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان تجلس سيدة كردية تبلغ من العمر (66 سنة) ونظرها ضعيف بجانب افرشة ووسائد مستعملة وتقوم باصلاح بعض عيوبها وتنادي بصوت خافت ساعد اخوانك النازحين.

وقالت هذه العجوز التي تكنى ب ام علي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "الجو بارد جدا وهناك نازحون تركوا كل شيء وهربوا للحفاظ على حياة اطفالهم، ويعيشون في ظروف صعبة جدا، لذلك قررت الوقوف معهم ومساعدتهم قدر المستطاع"، مضيفة " إنها تربح مبلغا ضئيلا جدا من اي شخص يريد ان يشتري منها حاجات للتبرع بها للنازحين ".

وأوضحت أن مواطنا كرديا اشترى منها ثمانية افرشة (مراتب) وثماني بطانيات وثماني وسائد، للتبرع بها للنازحين"، مبينة انها اخذت منه مبلغا قليلا فوق سعر التكلفة، وقالت " لو اني املك الاموال لتبرعت بالكثير من المواد للنازحين للتخفيف من معاناتهم".

واشارت الى ان العديد من المواطنين الاكراد يتبرعون بالمواد الغذائية والمدافيء ويرسلونها إلى النازحين لمساعدتهم لتجاوز المحنة التي سببها تنظيم داعش الارهابي لهم.

من جانبه، قال التاجر الكردي دانة علي " إن ارتفاع اعداد النازحين من الموصل وانخفاض درجات الحرارة زاد من الاقبال على شراء المفروشات، من قبل المنظمات الانسانية واهل الخير للتبرع بها للنازحين لانهم بحاجة إلى المساعدة ".

وتابع "قبل يومين حضر مواطنا كرديا واشترى 300 (مرتبة) و300 بطانية و300 وسادة ونقلها إلى مخيم حسن شامي (35 كلم) غرب اربيل للتبرع بها للنازحين"، لافتا إلى أن المتبرع كان يشعر بالالم والحسرة على النازحين.

وأفاد بأن العديد من المواطنين سواء الاكراد او العرب المقيمين في اربيل يحضرون إلى السوق لشراء المفروشات والاغطية والتبرع بها للنازحين، مشيرا إلى أن أكثر شخص اشترى منه للتبرع للنازحين هو من القومية العربية حيث اشترى 500 بطانية و500 (مرتبة) و500 وسادة.

ونفى علي ان يكون التجار قد رفعوا اسعار المفروشات والاغطية قائلا " نحن لا نستغل محنة البسطاء بل نساعدهم لاننا نعرف ان ظروفهم صعبة للغاية"، مبينا أن قلة الافرشة (المراتب) في السوق هو نتيجة توقف بعض معامل انتاج الاسفنج بسبب قلة المواد الاولية التي تصنع منها هذه المراتب.

إلى ذلك، قال امين صباح احد العاملين في المنظمات الانسانية التي تساعد النازحين في مخيم الخازر (30 كلم) غرب اربيل "نحتاج إلى بطانيات وافرشة للنازحين لان اعدادهم تزداد يوميا، ودرجات الحرارة بدأت بالانخفاض "، مضيفا إن هناك العديد من الاشخاص يتبرعون بالمفروشات ويجلبونها إلى المخيمات ليوزعها بانفسهم على النازحين.

وذكر صباح أن بعض المتبرعين يجلبون هذه الافرشة والبطانيات الى اقاربهم ومعارفهم، والبعض الاخر يتبرع بها حبا في عمل الخير ومساعدة الفقراء من النازحين الذين خرجوا من منازلهم بملابسهم التي يرتدونها وتركوا كل شيء بسبب التنظيم المتطرف.

يذكر ان قلة المساعدات الانسانية الموزعة على النازحين ادت إلى قيام عشرات الباعة الجائلين بالانتقال إلى قرب مخيمات اللاجئين لبيعهم ما يحتاجونه وخاصة العوائل التي لديها بعض الاموال.

وتتوقع المنظمات الدولية نزوح اكثر من مليون شخص خلال العمليات العسكرية الجارية الان لتحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش الارهابي الذي سيطر عليها في يونيو 2014 في وقت ما يزال أكثر من مليون مدني في المدينة حيث تسود مخاوف من استخدامهم دروعا بشرية من قبل التنظيم.

وكانت القوات العراقية بدأت في 17 اكتوبر الماضي عملية عسكرية واسعة بمساندة ودعم قوات البيشمركة والتحالف الدولي، والحشد الشعبي اسفرت حتى الان عن استعادة اكثر من 150 قرية ومنطقة وخمس بلدات ومدينة فضلا عن حوالى 20 حيا من الجانب الشرقي لمدينة الموصل، وقد ادت هذه العمليات إلى نزوح أكثر من 70 الف شخص لحد الان، فيما لايزال الالاف منهم عالقون وخاصة غرب الموصل. /نهاية الخبر/

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي