CRI Online

مقالة خاصة: إلى متى ستستمر المعركة ضد داعش في العراق؟

cri       (GMT+08:00) 2017-02-22 18:34:05

استعادت القوات العراقية عدة قرى في الجانب الغربي للموصل واقتربت من مطار الموصل منذ إعلانها قبل ثلاثة أيام بدء عملية تحرير الجزء الغربي من مدينة الموصل التي تعد آخر معاقل تنظيم (داعش) في العراق، وهي عملية يقول خبراء ومحللون إنها ستكون شرسة وعنيفة للغاية، ويتبادر معها إلى الأذهان سؤال يقول "إلى متى ستستمر المعركة ضد داعش في العراق؟"

إن الموصل التي تعد ثاني أكبر المدن العراقية وسيطر عليها داعش عام 2014 يقسمها نهر دجلة إلى قسمين شرقي وغربي.. وتحمل استعادة الجانب الغربي منها من قبضة داعش معنى خاصا، فبعد استرجاع القوات العراقية المشتركة في يناير الماضي الجانب الشرقي من الموصل، صار غربي الموصل آخر مكان يتمركز فيه إرهابيو داعش بالعراق وبالتالي باتت استعادته تشكل مسألة حاسمة للقضاء على إرهابيي داعش في العراق، حيث يشير المحللون إلى أنه حال السيطرة على الموصل ومحافظة نينوى بالكامل، فسيعني ذلك تدمير ثمانين في المائة من قدرات داعش في العراق، وبعدها ستدخل عملية مكافحة الإرهاب في هذا البلد مرحلة "التصفية التكتيكية".

بيد أن الخبراء العسكريين يرون أن هذه المعركة تحديدا ستواجه على الأرجح تحديات أكبر من عملية تحرير شرقي الموصل في ظل ضيق طرقات الأحياء السكنية غربي الموصل وكثافة مبانيها وتواجد أعداد أكبر من المدنيين فيها على نحو يقف حائلا أمام دخول الدبابات والمدرعات الثقيلة إليها، ومعها قد يتعذر تفادى نشوب حرب شوارع.

ويتفق وو سي كه المبعوث الصيني الخاص السابق للشرق الأوسط مع هذه الرؤية،قائلا إن اختباء مسلحي داعش بين المدنيين داخل المدينة واستخدامهم في بعض الأحيان للسكان الأبرياء كدروع بشرية يعرقل من تحركات القوات الحكومية غربي الموصل ويزيد من صعوبة استعادتها لهذا الجانب ويؤخر حسم المعركة لبعض الوقت.

وشدد وو على ضرورة اتخاذ إجراءات للوصول بالخسائر البشرية إلى الحد الأدني، حيث تشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن هناك ما يتراوح بين 750 و800 ألف مدني يعيشون داخل غربي الموصل ويعانون نقصا في الغذاء والدواء.

وشاطره الرأى مو شياو مينغ المدرس في قسم الدراسات العسكرية بالمعهد السياسي لجيش التحرير الشعبي الصيني بمدينة شيآن، لافتا إلى أن المعركة في غربي الموصل ستكون أصعب منها في شرقها لأن الإرهابيين داخل المدينة يعتمدون على الأنفاق والجدران الخرسانية والتحصينات الأخرى للتصدى للقوات الحكومية. وتابع بقوله "في حرب الشوارع، يخشى عدم القدرة على تفادي سقوط أعداد كبيرة من الضحايا مع التقدم في شوارع زرعها مسلحو داعش بالألغام والمتفجرات وفي ظل مواجهة دروع بشرية أحيانا".

ورغم الصعوبات التي تواجهها العملية العسكرية الميدانية، إلا أن الحكومة العراقية ماضية في عزمها على تحرير الموصل حيث تحظى في ذلك بمساندة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وكذا من روسيا وإيران، هكذا ذكر وو مضيفا أن استعادة الحكومة العراقية للموصل بشكل كامل وطرد داعش منها هو ما يريده الشعب العراقي.

وفي هذا الصدد، قال مو إن العراق سيتمكن من إلحاق الهزيمة بداعش واستعادة السيطرة على الموصل في نهاية المطاف. وستصبح معركة تحرير الموصل معلما مهما في معركة مكافحة الإرهاب بالشرق الأوسط وستسرع إعادة تشكيل ملامح المنطقة.

"ومع أن داعش سيفقد إذا ما تم دحره في الموصل قاعدة لجبى الضرائب والحصول على ثروات مثل النفط وغيره من الموارد، إلا أنه قد يتعذر القضاء عليه بشكل كامل فور استعادة الموصل"، هكذا جاءت وجهة نظر المحلل العراقي إبراهيم العامري التي أيدها المحللون حيث رأوا أن مساحة شاسعة من الصحاري والمناطق الجبلية شمال غربي العراق على الحدود مع سوريا مازالت تحت سيطرة هذا التنظيم والحكومة العراقية لا تستطيع استعادة السيطرة على تلك المنطقة في غضون فترة زمنية قصيرة. ومن ثم، قد يعود داعش مجددا إلى نمط توسيع نفوذه الذي كان يتبعه قبل عام 2014 والمتمثل في ممارسة العمل السري عبر شن هجمات إرهابية ليهدد الأمن على الصعيدين الدولي والإقليمي.

وحذر مو من اختيار داعش للرقة السورية مقرا له بعد طرده من الموصل وحشد فلوله من ليبيا والعراق وحذوه حذو تنظيم القاعدة ليعود مسلحوه إلى أوروبا وشمال إفريقيا وشرق وجنوب آسيا ويصبحوا بمثابة تهديد كبير للأمن العالمي.

ومن ناحية أخرى، يخشى المحللون من ألا يتحقق اتفاق - حال تحرير الموصل- بين الأطراف العراقية حول الإدارة المقبلة لهذه المنطقة التي لها خصوصيتها وتتألف من مكونات عرقية ودينية متنوعة ومن أن تظل الفوضى التي تشكل التربة الخصبة لداعش قائمة هناك،ولهذا يأملون في أن تقود الحكومة العراقية عملية مصالحة سياسية تضمن قيام مختلف الأطراف بإعلاء المصلحة الوطنية وأخذ حماية المنطقة واستقرارها بعين الاعتبار.

وأجمع المحللون على أن إزالة التربة الخصبة التي ينمو ويتفشى فيها تنظيم داعش مرهون أيضا بوضع نهاية لسياسة "الحرب بالوكالة".

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي