CRI Online

بلدة لي ياه القديمة بغربي مقاطعة هونان

cri       (GMT+08:00) 2013-01-22 12:17:30

شارع تشونغ فو هو مركز هذه البلدة، وجسدت بنايات شارع تشونغ فو الشمالي بصورة أكثر الأسلوب المعماري لقومية تو جيا. وأشهر بناية هنا هي المصبغة الكبيرة لأسرة يانغ وتسمى ب"أكبر بيت بجنوبي الصين". وهذه المصبغة عبارة عن مبنى خشبي مؤلف من طابقين، ويمكننا أن نتصور أنها كانت منزلا لأسرة غنية من خلال النقوش الرائعة والجميلة على الأبواب والشبابيك. وحقق الأخوان الثلاثة لأسرة يانغ بجهود دؤوبة ممتلكات وفيرة لأسرتهم حيث انتشرت أعمال ورشة تصنيع الأقمشة في كل أنحاء جنوب الصين. وأطلعتنا العجوز بنغ قوي جيو البالغة من العمر 83 سنة وهي من أحفاد أسرة يانغ وما زالت تعيش هنا أطلعتنا على الأحوال المزدهرة للمصبغة في الماضي قائلة:

"كان لكل شخص ثلاث غرف أي أن مجموع غرف الأخوان الثلاثة تسع غرف، ويسكن كل واحد منهم طابقا من الطوابق الثلاثة، وتسمى هذه المصبغة تشانغ جيو جيان، وتعني باللغة الصينية تسع غرف. وكانت أعمال المصبغة تتمثل في صبغ الأقمشة للزبائن أولا، ثم قص الأقمشة وأخيرا إيصالها إلى بيوتهم. وكان الزبائن يأتون بالأقمشة البيضاء ونحن نساعدهم في صبغها بالألوان الزرقاء والخضراء والبنية، ثم نوصلها إلى بيوتهم."

وظلت بلدة لي ياه ملقبة في التاريخ ب"مدينة نان جينغ الصغيرة"، وجعل نهر يو شوي هذا المكان بلدة تجارية مزدهرة حيث يمتد كل شارع إلى الميناء وتتشابك المحلات والمتاجر على جانبي الشوارع وشيدت معظم الأبنية المحيطة بالشوارع بالخشب ونقشت الأبواب والشبابيك بمختلف الرسومات، بما فيها الزهور والأعشاب والحيوانات وغيرها رمزا للسعادة والبركة. ويفصل بين الغرف جدار مقاوم للنار للوقاية من الحرائق، ودائما ما لهذه الجدران أفاريز وعليها رسومات زهور وأعشاب وحشرات وأسماك مما يضفي عليها الفخامة والجمال. وقالت السيدة بنغ هوي فانغ التي تحب التردد إلى هذا المكان للزيارة:

"يحس الناس بقوة المشاعر التاريخية فور الدخول إلى هذا المكان، لأنه فطري وقديم نسبيا حيث يشعر الناس بقدم الزمن ويبدو لهم أنهم قد وصلوا إلى مكان آخر ويقضون وقتا مختلفا تماما عند التجول في شوارعه."

بعد المرور بهذه الشوارع القديمة والسير على الدروب المرصوفة بالبلاط الأخضر، ستصل إلى ضفة نهر يو شوي. يسمى نهر يو شوي بالنهر الأبيض، مجراه عريض وتقع على ضفتيه جبال شاهقة. وغالبا ما تسير قوارب الصيد والزوار في مياه النهر الهادئة. وقالت الآنسة وي شياو مينغ التي جاءت من مقاطعة هو بي إن التجذيف في نهر يو شوي أمر مريح جدا وخاصة عندما تقوم بالتجذيف بنفسي باستخدام المجذاف الخشبي.

"ركبت مرة قاربا أحرك مجذافه بيدي، فتملكتني مشاعر متبايبة، وصادفت زيارتي مساء حيث بدأ القمر ساطعا في السماء وتراءت لي بيوت قديمة على سفوح الجبال البعيدة، والكثير من الناس يتجولون على ضفتي النهر. والأمواج تتلاعب بالقارب، وكانت مياه نهر يو شوي صافية جدا الأمر الذي جعلني أشعر براحة تامة."


1 2 3
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي