CRI Online

أزقة بكين التقليدية

cri       (GMT+08:00) 2013-05-27 16:25:59

مستمعينا الأعزاء أهلا ومرحبا بكم إلى حلقة جديدة من برنامجنا الأسبوعي " التجول في الصين" معكم في برنامج اليوم غزوان وفي الجزء الأول من برنامج اليوم سنستحبكم في زيارة مدينة تيانجين المجاورة للعاصمة بكين ومقاهي الشاى المتميزة ومنزل الخزف العجيب في المدينة وثمّ نقدم لكم بعض المعلومات عن أزقة بكين التقليدية التي تعد من التراث الثقافي النفيس للأمة الصينية وحتى الثقافة الشرقية.

تعد تيانجين من أكبر مدن في الصين إدرايا وتعتبر "تيانجين" إحدى البلديات المركزية الأربع في البلاد. تقع مدينة تيانجين في شمال الصين، تبعد عن بكين 120 كيلومترا تقريبا وتعد مدينة صناعية وتجارية هامة وهي ميناء هام لخدمات النقل البحري والتجارة الخارجية.

مقاهى الشاى المتميزة فى مدينة تيانجين

مما لا شك فيه أن مقاهى الشاى فى تيانجين ستترك انطباعا عميقا لدى جميع الناس الذين قد يزورون هذه المدينة. تسمى مدينة تيانجين ب" موطن فن الغناء وسرد القصص التقليدي الصيني فى شمالي الصين"، ومن الممكن أن تتأكد من ذلك فى أى مقهى الشاى هناك. ويفضل أبناء تيانجين وخاصة الشباب التوجه إلى مقاهى الشاى فى أوقات الفراغ لتذوق الشاى والاستماع إلى الحوارات الفكاهية مع أصدقائهم، لذا قد جذبت مقاهى الشاى هذه العديد من السياح لزيارتها والسيد كا تشيو من مدينة ونتشو بمقاطعة تشهجيانغ وصل إلى مدينة تيانجين فى عام 2002 ، ولديه أوقات فراغ كثيرة فى نهاية الأسبوع، لذا نصحه بعض أصدقائه بالاستماع إلى الحوارات الفكاهية التقليدية الصينية فى مقاهى الشاى بالمدينة، وأعجبته كثيرا. والآن يستطيع التكلم باللغة العامية فى تيانجين، ويعتقد أنها لطيفة جدا، ومن الصعب أن تجد كلمات لطيفة مثلها فى المدن الأخرى. وزاره العديد من أصدقائي وزملائي خلال السنوات الأخيرة، وصحبهم إلى مقاهى الشاى بالمدينة للاستماع إلى الحوارات الفكاهية بدلا من إقامة مأدبة فى المطاعم، وقد اعجبهم ذلك كثيرا أيضا.

يقع مقهى " تشيان شيانغ يي " فى شارع قو يي بحي نان كاي فى مدينة تيانجين، وكان فى الأصل متجرا للحرير يعود تاريخه إلى حوالي 80 سنة. ومن الممكن أن تجلس فى أى مقعد بهذا المقهى كما تشاء وتتذوق الشاى وتستمع إلى عروض الغناء وسرد القصص لقضاء أوقات الفراغ بشكل رائع بتكلفة عشرة يوانات صينية فقط ( حوالي أقل من دولارين أمريكيين )، لذا قد لا تجد مكانا شاغرا هناك فى نهاية الأسبوع.

ولد الممثل السيد يانغ وي فى أسرة عريقة فى فن الحوارات الفكاهية التقليدية الصينية، وأبوه يانغ شاو هوا وأخوه الصغير يانغ يي يعتبران من ممثلي الحوارات الفكاهية المشهورين فى الصين، بينما تلقى عروض يانغ وي فى مقاهى الشاى إقبالا واسعا من قبل المشاهدين فى مدينة تيانجين أيضا مع ازدهار عروض الحوارات الفكاهية فى مقاهى الشاى بهذه المنطقة، وحول الجاذبية الخاصة لعروض الحوارات الفكاهية فى مقاهى الشاى، قال السيد يانغ وي إنّه يعتقد أن الجاذبية الخاصة للحوارات الفكاهية فى مقاهى الشاى هى التواصل المباشر بين الممثلين والمشاهدين، على سبيل المثال، من الممكن أن يعرف المشاهدون جيدا بعض الحوارات، فيجب علي الممثلين تغيير بعض العبارات والكلمات لإرضاء المشاهدين، حينما يقدمون عروضهم فى مقاهى الشاى.

أحبائي المستمعين، إن مدينة تيانجين مدينة قديمة يرجع تاريخها إلى ما قبل 600 سنة، وهى مدينة ساحلية هامة فى الصين أيضا. وأرسى تقدم تيانجين فى الملاحة أساسا لثقافة الميناء المتميزة هناك. إن الفئات الاجتماعية المتعددة والخلفية الثقافية المتبانية وحياة الناس المختلفة كل هذه تقدم مصدرا ثريا لفن الغناء وسرد القصص الشعبية فى تيانجين وتسهم فى تطوره. وفى الوقت الحاضر، يمكنكم الاستماع إلى الحوارات الفكاهية الشعبية الأصيلة فى مقاهى الشاى بتيانجين، وقال مدير وكالة " العطلة النموذجية" للسفريات السيد تشانغ تشي بونغ إنّه توجد في بكين العديد من الحدائق الامبراطورية وأوبرا بكين، وفى مدينتي سوتشو وهانغتشو جبال ومياه ساحرة والغناء القصصي بلهجة سوتشو، أما فى تيانجين، فتوجد فيها بعض العمارات القديمة والفنون الشعبية التقليدية الصينية وخاصة الحوارات الفكاهية وثقافة مقاهى الشاى المتميزة، وسيقص ممثلو الحوارات الفكاهية لكم التاريخ والتغيرات والقصص فى هذه المدينة، وهى أحمل من شرح الدليل السياحي بلا شك.

وفى مدينة تيانجين، تقدم كل يوم الكثير من عروض الغناء وسرد القصص فى مقهى " يان لا " للشاى الذى سبق أن عرض فيه الفنان الصيني الكبير الراحل ما سان لي الحوارات الفكاهية، وفى مسرح الأوبرا الصيني العريق ومقهى " تشونغ هوا تشيوى يوان" بحى المدينة القديم ومقاهى الشاى بشارع " جين جيا " وغيرها من الأماكن. رغم أن الوسائل الترفيهية تزداد مع تقدم المجتمع، لكن عروض الغناء وسرد القصص التقليدية الحية لن تتأثر بما توفره شبكة الانترنت وبرامج الفيديو.

إن ثقافة مقاهى الشاى شائعة جدا فى مدينة تيانجين، وتوجد الكثير من مقاهى الشاى هناك منها : مقهى " يان لا " ومقهى " تشيان شيانغ يي ون يوان " ومقهى " مينغ ليو " وغيرها، وبالإضافة إلى ذلك، من الممكن أن تتمتع بعروض الحوارات الفكاهية التقليدية الصينية فى مسرح السواحل ومسرح " تيان هوا جينغ " ومسرح الأوبرا الصيني الكبير، وتبلغ تكلفة الشاى والاستماع إلى عروض الغناء وسرد القصص المحلية حوالي عشرات يوانات صينية فقط.

بالإضافة إلى مقاهى الشاى المتميزة فهناك عديد من الأماكن السياحية والآثار التاريخية بمدينة تيانجين وعلى سبيل المثال منطقة سياحية بطراز إيطالي وفرنسي والمنزل القديم للفنان الصيني الكبير تساو يوى ومنزل القديم لرائد الإصلاح ليانغ تشى تشاو في نهاية فترة آخر الأسرة الملكية الصينية تشينغ والمنزل القديم لليوان شي كاي الذي أراد إعادة الحكم الامبراطوري والمعسكر الإيطالي القديم ومنزل الخزف المتميز.

ينبغى على السياح أيضا زيارة المواقع السياحية العشرة الأخرى التي تجسد تاريخ العصر الحديث الصيني على طول الخط السياحي في منطقة الشوارع الخمسة الكبرى بالمدينة، ذلك لأن مدينة تيانجين كانت منبع العديد من القطاعات الصينية في العصر الحديث، بما فيها قطاعات التعليم والصناعة العسكرية والسكك الحديدية والاتصالات البريدية والصناعة الكيماوية، كما شهدت المدينة العديد من الأحداث التاريخية الصينية الهامة في العصر الحديث.

تتضمن المواقع السياحية العشرة المنفتحة للخارج مقر ولي العهد الامبراطوري تشينغ وانغ والمسكن القديم لقو وي جون كبير الدبلوماسيين الصينيين في العصر الحديث، ومتحفا حول تيانجين في العصر الحديث ومبنى التحف القديمة بشارع تشونغتشينغ وحديقة رون يوان بشارع دا لي بالاضافة إلى المساكن القديمة لبعض المشاهير الصينيين في العصر الحديث.

مستمعينا الأعزاء فيما يلي نقدم لكم معلومات مفصلة عن منزل الخزف المتميز بمدينة تيانجين:

زانج ليانزى يبلغ من العمر 50 عاما يقوم بجمع الخزف، أمضى أربع سنوات فى تزيين منزل قديم بملايين بقايا الخزف القديم وطن من البلورات الطبيعية، وهو ما يعرف حاليا بمنزل الخزف.

يوجد منزل الخزف فى مدينة تيانجين بالصين، وتم افتتاحه فى 2 سبتمبر عام 2007 للجمهور، ويرجع تاريخ هذا المنزل لمائة عام، حيث كان منزل وزير المالية المركزية فى عهد أسرة تشينغ الملكية ولاحقا تم تحويله إلى أحد البنوك بعد تأسيس الصين الجديدة عام 1949.

ولكن بعد نقل البنك إلى مكان آخر تم ترك المنزل مهمل لعدة سنوات حتى جاء جامع الخزف "زانج ليانزى" وقام بشراء المنزل بميلغ وصل إلى مليون يوان أو ما يعادل 160 ألف دولار، وأمضى الأربع سنوات التالية لشراء المنزل فى تزيينه وتحويله إلى صرح فريد من نوعه، حيث قام بتزينه بخذف يرجع تاريخه إلى أسرة تانغ (من عام 618 – 907)، وصولا لأسرة تشينغ من عام (1644- 1911)، وهو ما جعله المنزل الأكثر مشاهدة فى مدينة تيانجين وجعل المدينة الأكثر جذبا للسياح.

والمنزل مغطى بحوالى 400 مليون قطعة من الخزف القديم و16 الف قطعة من الأطقم الصينى القديم و300 قطعة من الرخام الأبيض المنحوت و20 طنا من البلورات الطبيعية و80 فى المائة من الخزف المستخدم فى تزيين المنزل من التحف القديمة التالفة، ولكن معظمها يبدو سليم فى مظهره، وقد قام بتركيبها وخلطها بطريقة لا تظهر العيوب والفناء مغطى بحوالى 3 آلاف مزهرية، ويقال أن التكلفة وصلت إلى ما يقرب من 2 مليار يوان أو ما يعادل 315 مليون دولار، قد قام بدفعها زانج وهو رجل أعمال ناجح فى الصين.

(فاصل موسيقي قصير)

أعزائي المستمعين، يوجد مثل في بكين يقول إن من لم يدخل أزقة بكين، من الصعب عليه معرفة بكين، ومن لم يدخل أزقة بكين، لا معنى لزيارته لبكين." وتتشابك أزقة كبيرة وصغيرة في بكين مثل شرابين دم منتشرة في كل أنحاء المدينة، وذلك يعتبر أحد الخصائص المعمارية لمدينة بكين. واذا أراد السياح خارج المدينة أن يلمسوا عن قرب ثقافة وأوضاع الحياة في بكين، فلا بد من أن يزوروا أزقة بكين القديمة. ونصحبكم الآن في فقرة "محطات اليوم" في زيارة أزقة بكين.

هذه الأزقة ظهرت بعد تحديد بكين عاصمة لأسرة يوان الملكية في القرن الثالث عشر الميلادي، وكان الحكام في ذلك الوقت من قومية منغوليا، وتنتمي كلمة "الأزقة" إلى اللغة المنغولية وتسمى ب"هوتو" بمعنى "البئر" في اللغة المنغولية، وفي البداية كانت الأزقة في بكين موزعة حسب مواقع الآبار، لأن الناس في ذلك الوقت أكدوا على ضرورة ضمان وجود بئر في كل زقاق. وبعد مئات السنين من التنمية والتطور، لقد أصبحت الأزقة كلمة معمارية تعني الشوارع الصغيرة في المدن شمال الصين. وعادة ما تمتد الأزقة في بكين من الشرق إلى الغرب، وعرضها لا يتجاوز تسعة أمتار. وفي الماضي، كادت المباني بجانبي الأزقة أن تكون دورا رباعية.

يمكن القول إن عدد أزقة بكين لا يحصى، وهناك مثل يقول إن الأزقة المشهورة يبلغ عددها ثلاثمائة وستين زقاقا، أما الأزقة المجهولة فعددها مثل صوف البقر. وكان عدد أزقة بكين قد وصل إلى أكثر من 6000 زقاق. ويبدو أن كل الأزقة لونها واحد وهو رمادي وأشكالها متماثلة، ولكن في الحقيقية أن لكل زقاق معني أو قصة خاصة به. وقال السيد لي مينغ ده عالم العادات والتقاليد الشعبية إنه يمكن الشعور بحياة الأزقة في ذلك الوقت من أسمائها المختلفة والمميزة، وعبرت بعض أسماء الأزقة عن أمنيات أبناء الشعب مثلا يسمى زقاق ب" أعماق الأزهار"، ويوحى من اسمه فقط بشكل جميل. وبعض الأماكن كان يسكن فيه شخص مشهور أو له تأثير، فيحتفظ اسم الزقاق المسمى باسم هذا الشخص إلى وقتنا الحاضر.

وأضاف السيد لي مينغ ده أنه يوجد في بكين زقاق يسمى بزقاق "عصا خيذران"، لأن شكله مثل عصا خيذران. ويسمى زقاق بزقاق "الحزام اليشمي" لأن شكله مثل الحزام اليشمي الذي كان يرتديه المسؤولون القدماء. كما يسمى زقاق بشارع غليون الميل، لأن هذا المكان كان يباع فيه الغليون.

وقد أصبحت هذه الأزقة أو الشوارع القديمة والصغيرة المميزة الموجودة في بكين فقط وسيلة لتجسيد ثقافة بكين، وأعجبت جاذبيتها الخاصة الناس من كل أنحاء العالم. وأشار السيد كوانغ هان الرسام الصيني المشهور برسوماته عن الأزقة إلى أنه ولد وترعرع في جنوب الصين، ولكنه أصبح مدمنا لأزقة بكين فور وصوله إلى هذه المدينة. وقال إنّ أزقة بكين هي نفسها فن وتبقى على مدى مئات السنين مثل مسن صقلته تجارب الحياة وتغطي وجهه التجاعيد. وتتمتع الأزقة بخصائص وإحساس بالوقت والمكان.

والأزقة في بكين الجديرة بالزيارة أكثر من غيرها هي أزقة قرب بحيرة شي تشا هاي. تقع بحيرة شي تشا هاي وسط المدينة وتتكون من ثلاث بحيرات هي البحيرة الأمامية والبحيرة الخلفية والبحيرة الغربية، ويبنى جسر حجري صغير عند ملتقى البحيرتين الأمامية والخلفية اسمه "ين ديان". والمناظر قرب جسر ين ديان جميلة جدا، ويعتبر الصعود على هذا الجسر والوقوف عليه لمشاهدة المناظر المجاورة أمرا مريحا ومفرحا، وفي جو صاف، يمكنك أن ترى إطار الجبال البعيدة. ويوجد قرب بحيرة شي تشا هاي العديد من الأزقة والدور الرباعية التي حوفظ عليها بشكل جيد، بما فيها بعض مساكن الشخصيات المشهورة وعدد من الحدائق الخاصة مثل مقر الملك قونغ وانغ الذي يستحق الزيارة.

وخلال السنوات الأخيرة ومع تطور بناء المدينة، تزايد عدد البنايات والعمارات والضخمة داخل بكين ، وقل عدد الأزقة. وبدأت حكومة مدينة بكين حماية بعض الأزقة المتميزة. ومن أجل إطلاع الناس على حياة البكينيين القدماء، أصدرت مصلحة السياحة ببكين مشروع "التجول في الأزقة" حيث يمكن للسياح أن يتجولوا في الأزقة على متن الدراجات الثلاثية ويدخلوا الدور الرباعية حيث يشربون كوبا من الشاى ويستمعون إلى مقطوعة من قصص البكينيين القدماء للإحساس بحياتهم.

ويعتبر التجول في أزقة منطقة بحيرة شي تشا هاي من خلال ركوب الدراجات الثلاثية مشروعا يحبه كثيرا السياح الأجانب والسياح الصينيون في المدن الأخرى.

دليل سياحي: توجد في بكين شركات سياحية خاصة بتنظيم أعمال "التجول في الأزقة". وتضم مضامين هذه الأعمال قيادة دليل الضيوف لزيارة برج الطبل والجرس للإطلاع على كافة ملامح بكين ودخول الأزقة وركوب الدراجات الثلاثية لزيارة الأزقة وبيوت الشخصيات المشهورة ومقرات الملوك المشهورة وزيارة منازل المواطنين في الدور الرباعية لمعرفة حياة الصينيين العاديين. ويتراوح ما يدفعه كل شخص متقابل كل خدمة ما بين 100 و200 يوان صيني.

مستمعينا الأعزاء، استمعتم في الدقائق الماضية من إذاعة الصين الدولية إلى برنامج "التجول في الصين" من اعداد نادر وتقديم غزوان وشكرا على حسن متابعتكم. وللمزيد من المعلومات حول السياحة في الصين، تفضلوا بتصفح موقعنا على الانترنت على العنوان التالي www.cri.com.cn أو arabic.cri.cn

وبهذا نأتي إلى نهاية حلقة اليوم من برنامجنا الأسبوعي" التجول في الصين" حتى نلتقى معكم مرة أخرى في حلقة جديدة من البرنامج في الأسبوع القادم لكم منا أطيب التمنيات وأرق التحيات.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي