ملك الأغاني الشعبية بمقاطعة شانشي –الفنان وانغ شيانغ رونغ

^{ملك الأغاني الشعبية بمقاطعة شانشي –الفنان وانغ شيانغ رونغ}

إن مقاطعة شانشي بشمال غربي الصين منطقة تتجمع وتتظهر فيها الأغاني الشعبية المحلية بشكل كثيف. حيث توجد فيها أكثر من 20 نوعا من الأغاني الشعبية المختلفة ، مثل أغاني " شين تيان يو" و" شياو دياو " وأغاني النبيذة وأغاني " يو لين" وغير ذلك، ومن بينها تنتشر أغاني " شينغ تيان يو " بصورة أوسع بالمقارنة مع الأغاني الأخرى بفضل خصائصها المتميزة ، . فإن الأغاني الشعبية لمقاطعة شنشي التي يتحدث الناس عنها عادة، في الحقيقة هي أغاني " شين تيان يو" أساسيا. هي أغاني قصيرة وحرة مستندة الى مشاهد مختلفة في الحياة . مثل مشهد العمل في الحقول و رعي الأغنام في المناطق الجبلية وغير ذلك. وتبدو أيقاعات أغاني "شين تيان يو" رنانة ومرتفعة ومتميزة و غير مقيدة وملائمة للتعبير عن المشاعر العميقة إضافة الى قوافيها المنظمة والمنسقة.

ولد وانغ شيان رونغ في محافظة قو شيان بمقاطعة شانشي عام 1952 ، وكان والداه من أشهر الفنانين المحليين ، فتأثر كثيرا من الموسيقي الشعبية منذ الطفولة. ولكن من الأسف الشديد ، كان والده توفي مبكرا ،فأضطر الى التكفل بإعالة أسرته وهو في ال13 من عمره فقط، فكان يمارس رعي الأغنام، الأرض وزراعة الحقول والعمل في المناجم، حتى أنه كان يعمل كمدرس غير رسمي. وبعد تجاربه المفعمة بالسراء والضراء ، يصب وانغ شيان رونغ كل حبه العميق ازاء هذه القطعة من الأراضي الصفراء في أغاني " شين تيان يو " .

" يعيش مطربو شين تيان يو في هذه المنطقة ، فتنبع أغانيهم من الحياة المحلية الأصلية وتتأثر بالتضاريس والملامح الجغرافية والظروف المعيشية للشعب ومن رائحة التربة واللغة والثقافة والعادات والتقاليد من جيل بعد جيل . فلا نستطيع الاعتماد على النوتة الموسيقية ولا سيما الموسيقى. "

باعتباره فنانا للأغاني الشعبية ، يشعر وانغ شيانغ رونغ دائما بالقلق تجاه وضع البقاء للأغاني الشعبية وآفاق تطورها . أنه يعتقد دائماً أن الأغنية الشعبية ينبغي أن تتميز بروحها الخاص، آملا في غنائها وأدائها بشكل أفضل حتى الوصول الى درجة القمة، كما يحاول توريث قضية الأغاني الشعبية الى الأجيال القادمة لجعل المزيد من الناس يعرفون الأغاني الشعبية ويحبونها.

" يتعين علينا السير في طريق توفيقي أي جعل المطربين الذين تخرجوا من الأكاديمية الموسيقية يتعلمون من الفنانين المحليين بصورة متواضعة الأغاني الشعبية الأصلية لايجاد أشياء جوهرية في روحها ، ثم أداؤها وغناؤها حسب أساليبهم ،أعبر عن دعمي القوي للمطربين الشباب الذين يعملون على إظهار وتطوير الأغاني الشعبية بمقاطعة شانشي. ولكن عليكم ألا تنسوا أن مصدر الأغاني الشعبية هو في مقاطعة شانشي. "

في عام 1980، أختير وانغ شيانغ رونغ لتقديم العروض الفنية في قاعة الشعب الكبرى وقاعة هواي رين بجونغ نان هاي ، حيث استقبله عدد كبير من القادة الصينيين مثل دينغ شياو بينغ ووان لي ويان يي لين وغيرهم . علاوة على ذلك ، إنه كان قد شارك في المهرجانات الثقافية الدولية في الاتحاد السوفيتي السابق وفرنسا والولايات المتحدة، وسويسرا،و في عام 1992، إنه مدعو إلى اليابان لتقديم العروض الفنية .حيث أشادت وسائل الإعلام الأجنبية بعروضه الفنية قائلا إنها الموسيقي والأغاني الأصلية والحقيقية لقومية هان الصينية .

كان زار وانغ شيانغ رونغ الدول الأجنبية ، تعرف على الموسيقي المحلية الشعبية، لا سيما موسيقي أبناء القارة السمراء التي تعطيه تأثيرات صدمة حتى لمس روحه. وقال وانغ شيانغ رونغ رغم أنه لم يعيش مع السود، ولكنه يمكن الشعور بالمشاعر الحقيقية داخل قلوبهم من خلال موسيقاهم . فاعتقد وانغ أن أفضل الأغاني الشعبية تهدف الى إشعار الناس بوضع حياة عامة الناس وروحهم داخل القلب. اذ قال:

"الأغاني الشعبية الحقيقية من شمالي شنشي هي استنساخ صحيح جداً للحياة المفعمة بالحلاوة والمرارة والعواطف المختلفة ، إنها تنتشر بدون الحدود. فالسعي وراء الجمال والرحمة وطيبة القلب والأشياء الحقيقية من داخل الطبيعة البشرية مماثل بين الناس. "

بلغ وانغ شيان رونغ 60 عاما من عمره هذا العام ، الآن أنه نادراً ما يشارك في العروض الفنية ، لكنه ما زال يعمل على وراثة الأغاني الشعبية بمقاطعة شانشي وأعمال ترتيب ألحان وكلمات الأغاني الشعبية.

وقال الشيد تساو جان جونغ المدير السابق لمعهد بحوث الموسيقي التابع للاكاديمية الصينية لدراسة الفنون : "إذا كانت الأغاني الشعبية هي الذاكرة الجماعية للشعوب، والثقافة المحلية، فكان المطربون الشعبيون هم المحافظون. "

فتحدونا الثقة بان هذه الأغنية الرائعة ستورث جيلا بعد جيل على هذه القطعة من الأراضي الصفراء.