CRI Online

رسوم السنة الجديدة المطبوعة على الخشب

cri       (GMT+08:00) 2013-07-19 15:39:34

يعد " الاحتفال بعيد رأس السنة الجديدة ولصق اللوحة بمناسبة رأس السنة الجديدة من تقاليد وعادات الشعب الصينى الذي يحتفل بعيد الربيع. منذ آلاف السنين، لم تحمل لوحات رأس السنة الجديدة تطلعات الناس للمستقبل فحسب ، بل تسجل أيضا التاريخ الطويلة والثقافة العريقة باعتبارها نوعا من الأشغال اليدوية الشعبية التي ترمز الى البركة والسعادة . ومن بين مختلف لوحات السنة الجديدة، تعد لوحة رأس السنة الجديدة الخشبية ببلدة جو شيان جين أروعها وأشهرها .

تقع بلدة جو شيان تشين في مدينة كايفنغ بمقاطعة خنان وسط الصين ويرجع تاريخ الصور الخشبية بمناسبة السنة الجديدة الى ما قبل أكثر من 800 سنة. وتتناول معظم موضوعات ومضامين الصور الخشبية الأوبرات التاريخية و الأسطورة الشعبية والفولكلور الشعبي ،فتتميز بالخصائص المحلية الفريدة وبساطة العادات والتقاليد القديمة.

يحتاج إنتاج الصور الخشبية بمناسبة السنة الجديدة الى مراحل مختلفة مثل الرسم والنقش والفرك و الصباغة، ويتعين أن تكون كل خطوة في غاية الدقة. وقال السيد تشانغ تين شيو أحد وراثي الصور الخشبية بمناسبة السنة الجديدة ---فن من التراث الثقافي غير المادي بمقاطعة خنان وصاحب لمحل تيان يي ده القديم :

" تستخدم الصور الخشبة بمناسبة السنة الجديدة دائما تكنولوجيا الطباعة. ومن أهم حلقة هي إنتاج اللون ونقش اللوحة بصورة دقيقة بدون أي خطأ. وغالب ما تكون اللوحات من خمس نسخ تشمل الاألوان الحمراء والصفراء والخضراء والأرجوانية، حتى تبلغ 9 أو 10 نسخ. "

تتميز الصور الخشبية بمناسبة السنة الجديدة ببلدة جو شيان تشين بألوان زاهية وفاتحة ، ولن تتلاش ألوانها رغم مرور الأيام . سبب ذلك هو استخدام الخواصب الفريدة من نوعها. في الماضي، استخدم الحرفيون الألوان المعدنية الطبيعية، والألوان النباتية . على سبيل المثال، إن اللون الأخضر للصباغ تم استخراجه من النحاس والألومنيوم ، وشرح السيد تشانغ تين شيو الأسباب قائلا:

" يمكن للوراثين على المستوى الوطني الحصول على 10 ألف يوان من إعانة مالية سنويا ، أما الوراثين على مستوى المقاطعة ، فيمكن الحصول على 8 ألاف يوان سنويا ، وفي هذه السنوات، قدمت الحكومة دعما قويا لنا ، فشهدت الصور الخشبية تطورا كبيرا . وبفضل إدراجها ضمن التراث الثقافي غير الماضي ، واختياري كوارث لهذا الفن ، فهناك كثير من الزبائن يطلبون مني إنتاج الصور الشخبية لهم . "

في عام 2010، حددت وزارة الخارجية الصينية الصور الخشبية ببلدة تشو شيان تشين كهدايا دبلوماسية تقدم الى السفارات الاجنبية الزعماء الأجانب. وبفضل هذه الفرصة السانحة ، عززت الحكومة المحلية جهودها لحماية الصور الخشبية وتطويرها . مع ترويج وتوسيع تأثيرات الثقافة الصينية، تبدأ الصور الخشبية تستقطب المزيد من الاهتمام في العالم ، وباعتباره ممثلا لفناني بلدة تشو شيان تشين، سافر تشانغ تينغ شيو الى العديد من البلدان الاجنبية ومناطق العالم للمشاركة في العروض الفنية . وقال:

" أقمنا عروضا فنية في كل من وهونغ كونغ وتايوان وماكاو ، خصوصا في هونغ كونغ، كانت العروض الفنية تصادف مهرجان المصابيح في هونغ كونغ ، فلوحة واحدة من الصور الخشبية كانت تباع ب80 يوان صيني،وحظيت باقبال عظيم من قبل السكان المحليين،علاوة على ذلك ، قد زرت اليابان في عام 2005 ، وسوف أسافر إلى ألمانيا في شهر أغسطس هذا العام ".

اعتمادا على دعم السياسات الوطنية، والجهود المبذولة من قبل الحرفيين والرعاية من مختلف الأوساط الاجتماعية ، لم يحقق هذا الفن الفريد وراثة فحسب ، بل ينال المزيد من القبول والحب من أبناء الشعب أيضا.

يعد رسم السنة الجديدة المطبوع على الخشب في محافظة تان تو الرسم الوحيد المصنوع يدويا على لوحة خشبية في مقاطعة هونان حيث يتميز بخصائص تشو نان الإقليمية. وتمتاز بلدة تان تو التي تقع في جنوب شرقي محافظة لونغ هوي بمقاطعة هونان بالعادات والتقاليد الفريدة حيث كانت شوارع، وأزقة، وقرى مشهورة بإنتاج الأوراق، والنسخ، والنحت، والمواد الصباغية، فتطورت الحرف اليدوية تطورا كبيرا بفضل التكامل الصناعي المتميز. وقد عمت عادات العبادة في تان تو في التاريخ، وتنوعت نشاطات العبادة الشعبية مع استعمال هذه الأوراق على شكل الخيول ، كل ذلك يرتبط بفن رسم السنة الجديدة المطبوعة على الخشب في المنطقة. ووفق مدونات "تاريخ محافظة لونغ هوي" يمكننا القول: إن تاريخ رسم السنة الجديدة المطبوع على الخشب في تان تون يعود إلى أكثر من 300 سنة. وقيل : إن أول معمل لصنع رسوم السنة الجديدة في المنطقة قد أسس على يد وانغ دونغ يوان (اسمه الآخر قرد وانغ) في الفترة من آواخر أسرة مينغ الملكية، وحتى أوائل أسرة كينغ الملكية حيث تم صنع "تشين شو باو"، و"واي شي قونغ"، وغيرهما من عشرات الرسوم. وفي فترة داو قوانغ من أسرة كينغ الملكية أسس هو جي فو معمل الرسوم "خاه شون تشانغ" الذي صنع "الأخوة في تاو يوان"، وغيره من الأنواع الجديدة. ولقد لاقت رسوم السنة الجديدة المطبوعة في تان تو إقبالا شديدا في الصين كلها.

وأثناء فترة تونغ تشي في مطلع القرن الـ20، بلغ فن رسم السنة الجديدة المطبوع على الخشب في تان تو ذروته حيث كان 108 معمل يصنع أكثر من 3000 رسما سنويا وقد بيعت في مقاطعات جنوبي البلاد، ودول جنوب شرقي آسيا. وبعد عام 1949 حرمت رسوم السنة الجديدة المطبوعة على الخشب لأنها تتعلق بالخرافات الإقطاعية ثم تم استئناف إنتاجها في عام 1958. ولقد دمر هذا الفن بعد عام 1966، وقد تم استئنافه مرة أخرى في عام 1979. وفي عام 1984 نالت بلدة تان تو لقب "القرية المعاصرة لفن الرسم الشعبي الصيني" من وزارة الثقافة، ونالت رسوم السنة الجديدة المطبوعة على الخشب في تان تو "الجائزة الفضية للفن الشعبي الصيني المتميز" من وزارة الثقافة أيضا. كما نالت رسوم السنة الجديدة المطبوعة على الخشب في تان تو الجائزة الذهبية للأعمال الفنية التقليدية الصينية في الدورة الأولى لمعرض الآثار المقلدة، والأعمال الفنية الشعبية.

ولقد دخل رسم السنة الجديدة المطبوع على الخشب في تان تو العالم في هذه الأيام بعد تطور خلال 300 سنة منصرمة حيث تسابقت المتاحف البريطانية، والأمريكية، واليابانية على عرضها. لكن بدأت أسواق رسوم السنة الجديدة تتقلص نظرا للأجور الزهيدة ، الأمر الذي جعل بعض الفنانين يتركون هذا الفن. فلم يبق حاليا سوى معملان يقومان بصنع رسوم السنة الجديدة المطبوعة على الخشب في تان تو ، بما فيهما معمل "جين ييو مي" الذي نستطيع أن نقول إنه توقف عن العمل تقريبا، ومعمل "قاو لا ماي" الذي يعيش عيشة صعبة لإنتاج أقل من 50 ألف رسم سنويا. ولا يرغب أحد في أسرة صاحب المعمل في حمل إرث هذا الفن. ولقد دمرت كثير من الرسوم ، أو فقدت مع فقدان بعض التقنيات ولذلك فإن هذا الفن يحتاج منا الاهتمام والعناية.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي