CRI Online

زيارة مدينة ليوبانشوي بمقاطعة قويتشو جنوب غربي الصين

cri       (GMT+08:00) 2013-09-04 15:13:21

مدينة ليوبانشوي المتفردة في اسمها وثقافتها وتاريخها، تقع في غرب مقاطعة قويتشو، يتكون اسمها من المقاطع الأولى لأسماء المحافظات الثلاث الخاضعة لها، وهي ليو من محافظة ليوتشي، وبان من محافظة بانشيان، وشوي من محافظة شويتشنغ. بها مجموعات من مستحاثات الأحياء في قاع البحر ترجع إلى العصر البرمائي، وأطلال الإنسان القديم من العصر الحجري القديم، وفيها تنويعات من تضاريس الأرض الكارستية والثقافات الإقليمية القديمة الغامضة.

كهف محافظة بانشيان الكبير

يعد كهف محافظة بانشيان الكبير، الطبوغرافيا الكارسيتية الفريدة في مدينة ليوبانشوي والتي هبتها مناظر طبيعية جميلة ذات أشكال مختلفة وعالما من الكهوف.

لا يكاد يخلو جبل من كهف، ولا يوجد كهف ليس عجيبا، ومنها كهف محافظة بانشيان الكبير الذي يقع في قرية شيليبينغ بناحية دونغشيانغ في هذه المحافظة. اكتشفه فريق من علماء الآثار عام 1992، وهو أقدم أطلال مكتشفة لكهف الإنسان القديم في قويتشو. يرجع تاريخه إلى 260 ألف عام على الأقل. أدهش هذا الاكتشاف أوساط الآثار في الصين وخارجها، وأثار حماسة عالمية لبحوث الإنسان القديم في جنوب الصين. ومنذ ذلك الوقت بات هذا المكان الذي عاش فيه الإنسان القديم معروفا باعتباره أكبر أطلال للكهوف الإنسان القديم في العالم. في الكهف خمسة مستحاثات لأسنان الإنسان القديم تظهر ملامح انتقال البشر من مرحلة الإنسان القرد الواقف إلى مرحلة الإنسان القديم الذي استطاع صنع الأدوات في المرحلة الأولى.

في جنوب مركز محافظة بانشيان يقع كهف اسمه بييون، الذي يقام فيه مهرجان واندونغ في اليوم الثالث والعشرين من الشهر القمري الأول حسب التقويم الصيني القديم. هذا الكهف يتكون من كهفين، هما تياندونغ وهو عبارة عن كهف السماء الواقع في الأعلى وديدونغ ومعناه كهف الأرض في الأسفل، وهذان الكهفان متصلان ببعضهما. ويبلغ ارتفاع مدخل كهف تياندونغ الواقع في سفح الجبل أكثر من 50 مترا، وعرضه أكثر من 80 مترا، وفيه عدد كبير من النباتات المعرشة والنوازل الكارسيتية. في كهف ديدونغ عدد كبير من النوازل الكارسيتية التي يمكن الوصول إليها بالبر وبالماء، وهما طريقان متعرجان يسيران معا أحيانا وينفصلان أحيانا أخرى.

رحلة إلى بحيرة الخيزران بمقاطعة قويتشو

عندما نذكر بحيرة الخيزوران، قد يخطر في بالكم أحد مشاهد فيلم "النمر الجاثم والتنين المختبئ" حيث يتقاتل رجل ومرأة يرتديان زيا أبيض وماهران في لعبة الوو شو الصينية في بحيرة خيزرانية خضراء واسعة. وفي حلقة اليوم نعرفكم ببحيرة خيزرانية في مقاطعة قويتشو جنوب غربي الصين لنتمتع سوية بحياة هادئة ومريحة هناك.

توجد في المنطقة الجبلية بمحافظة بان بمقاطعة قويتشو غابة من الخيزران تبلغ مساحتها نحو ألفي هكتار وتسمى ب "بحيرة لاو تشانغ الخيزرانية". وينمو الخيزران هنا في جبال ترتفع نحو 1700 متر عن سطح البحر وله تاريخ يمتد لأكثر من 300 سنة. رغم أن فيلم "النمر الجاثم والتنين المختبيء" لم يختر هذا المكان للتصوير، إلا أن هذه البحيرة بيئتها نظيفة هادئة ومناخها معتدل مثل بحيرة الخيزران التي ظهرت في الفليم. الخيزران المنتشر في كل أرجاء الجبال مزدهر ومخضر. وعندما تتجول داخل هذه الغابة، ستشعر ببرودة في كل جسمك عند هبوب النسيم، ستتنشق رائحة الخيزران المنعشة.

عندما تمشي في طريق صغير بين جانبي الخيزران، يمكنك أن تجد في أي مكان الخيزران القديم الداكن الخضرة والخيزران الجديد الأخضر النقي وبراعم الخيزران الفاتحة الخضرة. واذا أمطرت السماء وأصغيت بانتباه في غابة الخيزران، فيمكنك أن تستمع إلى صوت نمو الخيزران. وتجري الجداول من المنحدرات وبين الصخور والجبال لتتكون "مياه جذور الخيزران" بعد تصفيتها من خلال طبقات التربة وجذور الخيزران والتي توجد خصيصا في بحيرة الخيزران.

تعتبر مياه جذور الخيزران ثمينة جدا في بحيرة لاو تشانغ الخيزرانية، لأن هذه المياه الممتازة الجودة والتي تحتوى على نسبة منخفضة من المعادن لها فاعلية في الوقاية من السرطان وعلاجه وكذلك في التجميل. ويقول المحليون إنه اذا استخدمت هذه المياه في صنع الشاى، فإن هذا الأخير سيصبح لذيذا، واذا استخدمت في صنع الخمر، فإن طعم الخمور سيصبح خالصا ورائحتها فواحة، واذا استخدمت في طبخ الطعام ، فإن مذاقه سيصبح لذيذا وشهيا، واذا استخدمت في صنع فول الصويا، فإن لون الأخير سيصبح أبيض مثل الحجر الكريم ونوعيته ناعمة طرية مثل الدهن ويمتاز بالصلابة. لذلك، فإن كل من يزور بحيرة الخيزران، لا بد أن يحمل معه مياه جذور الخيزران ليتذوق طعمها العذب ثم يغسل وجوههم بهذه المياه الباردة.

وخلال التجول في غابة الخيزران، وقد يحالفك الحظ وتعثر على تشو سون وهو نوع نادر من الفطر الصالح للأكل. ينمو تشو سون بين جذور الخيزران الذابلة، ولثمار تشو سون الطازجة مظلة فطر خضراء قاتمة وساق أبيض. وبسبب جمال شكله وندرته، يطلق الناس عليه أيضا اسم "زهرة الفطر" وملكة الفطر". وطعم تشو سون لذيذ جدا وملمسه ناعم ورائحته زكية، ويستخدم في تخفيف الوزن والتجميل. وبسبب الموقع الجغرافي والظروف الطبيعية، فإن نوعية تشو سون في بحيرة لاو تشانغ الخيزرانية ممتازة جدا وله ذوق لذيذ فريد اذا استخدم في طبخ الحساء.

لا يمكننا أن نجد ثمار تشو سون اللذيذة في بحيرة الخيزران فحسب، بل يمكننا أن نرى الفأر الخيزراني المحبوب، وهو نوع من الحيوانات التي تعيش بين أشجار الخيزران ولها عينان كبيران وتأكل جذور وبراعم الخيزران عندما تشعر بالجوع وتشرب مياه الجداول عندما تشعر بالعطش. وعندما يسير الزوار في الطريق، فإن الفأر الخيزراني الشقي قد يجرؤ على الخروج من حفرته لتحية الناس.

وتنتشر في غابات بحيرة لاو تشانغ الخيزرانية بعض الورشات القديمة لتصنيع الأوراق. وكان اسم "لاو تشانغ" الأصلي هو مصنع الورق القديم وجاء هذا الاسم بسبب هذه الورشات. أوراق ألياف الخيزران التي تصنعها هذه الورشات باستخدام عجينة الخيزران وبالفن اليدوي الحرفي التقليدي كانت تصدر إلى جنوب شرقي آسيا كأوراق تستخدم في الحفلات التذكارية. والآن انتخفضت كمية انتاج أوراق ألياف الخيزران اليدوية هذه، ولكن ورشاتها القديمة وفنون ومنشآت صناعتها ما زالت قائمة بشكل جيد.

والأوراق التي تصنع من الخيزران كمادة خام وبأسلوب الفن اليدوي التقليدي، يكون بيضاء ومتينة وذات رائحة منعشة. واذا زرت ورشات صناعة الورق هنا، يمكنك أيضا المشاركة بنفسك في كافة عمليات التصنيع تحت اشراف العامل لتتمتع بالجاذبية الخاصة التي تتميز بها الثقافة الصينية القديمة الخاصة بصناعة الورق.

وادي نهر بيبان الكبير

ينبع وادي نهر بيبان الكبير من نهري كولا وكهدو الواقعين في ملتقى مقاطعتي يوننان وقويتشو.

يبلغ طول الوادي أكثر من مائة كم، ويمر بمحافظة شويتشنغ ومنطقة ليوتشي الخاصة الخاضعتين لليوبانشوي. ويجمع وادي نهر بيبان الكبير غابات القمم الجبلية والكهوف الكارسيتية والأحجار الغريبة والشلالات والغطاء النباتي البدائي للغابات. لا يقل هذا الوادي في جماله وخطورته عن مضايق نهر اليانغتسي الثلاثة، ويضارع في عظمته وادي غراند كانيون الضيق في الولايات المتحدة. فيه آثار ثقافية لدولة يهلانغ مثل الرسوم الجدارية القديمة وأطلال المدينة القديمة وغيرهما ومشاهد ثقافية بشرية مثل جسر السلاسل الحديدية والنقوش على الجروف وطريق البريد القديم الخ، وهذا ما جعله منتجا هاما على الخريطة السياحية في غربي قويتشو.

فاآر وفادو هما أخطر منعطفين في نهر بيبان. ويبلغ إجمالي طولهما حوالي أربعين كيلومترا. على جانبي النهر جروف شديدة الانحدار وقمم جبلية غريبة. النهر يتجه أحيانا إلى الشرق وأحيانا إلى الغرب على شكل S حسب امتداد الجبال، ومازال فيه عدد من جسور السلاسل الحديدية المشيدة في أواخر زمن أسرة تشينغ (1616م-1911م)، وهو مزار سياحي نادر للأودية.

وعلى جانبي وادي نهر بيبان الكبير تعيش نوع من القرود المهددة بالانقراض. وهي حيوانات جميلة وغريبة خاضعة لحماية الدولة من الدرجة الأولى. في الوادي أيضا أكثر من 849 نوعا من الحيوانات والنباتات، عشرات منها محمية من الدولة من الدرجة الثانية مثل الماكاك وغيره، والنباتات الطحلبية والسرخسيات ومئات الأنواع من النباتات الطبية.

إضافة إلى الموارد الطبيعية الوفيرة، لدى مدينة ليوبانشوي أيضا موارد ثقافية غنية، حيث يعيش أبناء أكثر من ثلاثين قومية على مدى مئات السنين بين هذه الجبال الخضراء والأنهار الصافية، منها قوميات هان ومياو ويي وغيرها، ويحافظون على العادات والتقاليد المحلية، ويعيشون حياة بسيطة، حيث يعملون من شروق الشمس حتى مغيبها. ويحتفلون بكثير من أعياد القوميات المختلفة. تختلف العادات والتقاليد هنا بين القرى التي لا يفصل بينها أكثر من كيلومتر. ولديهم عيد صغير كل يوم تقريبا، وعيد كبير كل عدة أيام، ويبلغ عدد أعياد القوميات المختلفة أكثر من ألف عيد، منها نفخ مزمار لوشنغ ورقصة لينغدانغ (الجرس الصغير) وغيرهما. ولما كانت هذه الأعياد القومية تجذب السائحين من داخل الصين وخارجها، فقد أضافت ليوبانشوي إلى مشروعاتها السياحية مهرجان تياوهوا لقومية مياو الذي يقام في اليوم الخامس عشر من الشهر القمري الأول ومهرجان المشعل لقومية يي الذي يقام في اليوم الرابع والعشرين من الشهر القمري السادس ومهرجان لانغشان لقومية بويي الذي يقام في اليوم الرابع من الشهر القمري الرابع والسادس من الشهر القمري السادس حسب التقويم الصيني القديم.

هنا تتعايش العادات والتقاليد البدائية للأقليات القومية في متحف سوهقا الإيكولوجي بمنطقة ليوتشي الخاصة الذي يعتبر أول متحف إيكولوجي في آسيا، ويقع في ناحية سوهقا بمنطقة ليوتشي الخاصة التي يعيش فيها أبناء تشانغ جياو مياو، وهم أحد أفخاذ قومية مياو، الذين يعيشون منعزلين عن العالم الحديث. يبلغ عددهم أكثر من ستة آلاف فرد، وهم أحد أقل الفروع عددا من الأقليات القومية في الصين، ويعيشون في جبل داتشينغ الذي يرتفع عن مستوى سطح البحر ألفا وستمائة متر. هذه المنطقة عالية وشديدة الانحدار، مناخها بارد وأرضها فقيرة. يأكلون من زرعهم ويلبسون من نسجهم ويعيشون حياة قبلية، أهم سماتها الشجاعة والجد والذكاء. هذه المنطقة هي الوحيدة في العالم التي يوجد بها أبناء تشانغ جياو مياو، ولهذا تعتبر من المستحاثات الحية للمجتمع البدائي البشري.

زينة الرأس لأبناء تشانغ جياو مياو هي أكثر ما يجذب زوار هذا المكان. إنها بمثابة تاريخ لهم، الفتاة منهم تضع قرنا طوله حوالي نصف متر فوق رأسها، وتلف شعرها الأسود الطويل على هذا القرن الطويل، وتشكل زينة لرأسها يبلغ ارتفاعها حوالي 15 سنتيمترا، وجانباها الأيمن والأيسر تحت الأذنين وفوق الكتفين. في الأيام العادية يلبس الرجل المنديل الأسود بدلا من القرن الطويل، وتلبس المرأة القرن الطويل ولا تلف عليه شعرها. القرن الطويل يجسد عبادتهم للطبيعة، وهو رمز لهم.

مازال أبناء تشانغ جياو مياو يعيشون حياة قبلية ويحتفظون بعادات وثقافة وتقاليد قديمة. لهم حفلاتهم في الزفاف وترتيبات الجنائز وتقديم القرابين للجبل والشجر. نساؤهم بارعات ذكيات، يمارسن زراعة القنب والنسج والتطريز، ويصنعن ملابسهن بأيديهن.

بعض المزارات السياحية في ليوبانشوي:

منطقة نهر تشانغكه للمناظر الطبيعية والمواقع التاريخية تقع في منطقة ليوتشي الخاصة، وتشمل ثلاث مناطق بها 112 مزارا، منها منطقة نهر تشانغكه ذات الجروف الساحقة ومنطقة جدول هويلونغ التي تقع فيها قرى أبناء تشانغجياو وغيرها ومنطقة وساأر التي تضم مجموعة من الشلالات على شاطئ ديشوي؛ متحف سوهقا الإيكولوجي الذي يقع في ناحية سوهقا التي تبعد عن منطقة ليوتشي الخاصة ستين كيلومترا، وهي موطن أبناء تشانغجياو، وهم أحد أفخاذ قومية مياو، وبها 12 قرية لهم، أشهرها قرية لونغقا. منطقة دادونغ لبحر الخيزران في ناحية تشودونغ ولاوتشانغ وداشان بمحافظة بانشيان رئيسيا، وتنتشر فيها غابات الخيزران الدائمة الخضرة خلال الفصول الأربعة؛ منطقة المراعي الهضبية التي تقع في ملتقى ناحية سيقه وبينغدي لقومية يي بمحافظة بانشيان ومحافظة شويتشنغ الخاضعة لليوبانشوي، وتشمل عددا كبيرا من المناظر الطبيعية والمواقع التاريخية في الهضبة مثل مرعى الهضبة ووادي نهر قهسوه ومنطقة نهر شاخه للكهوف الكارسيتية الخ؛ حديقة يويشه الغابية التي تبعد عن محافظة شويتشنغ الخاضعة لليوبانشوي عشرين كيلومترا تقريبا، وكانت تسمى مزرعة يويشه للغابات سابقا، وبها عدد كبير من أشجار الصنوبر والتنوب الصيني من النباتات المحمية من الدولة على الدرجة الأولى، والديك البري الذهبي ذو البطن الأبيض، وهو من الحيوانات الخاضعة لحماية الدولة على الدرجة الثانية.

وأوبرا نوهشي المحلية في ناحية جدول تشهشي، في الفترة بين اليوم الثالث من الشهر القمري الأول واليوم الثالث من الشهر القمري الثالث حسب التقويم الصيني القديم، حيث يقدم أبناء قومية يي في ناحية تشهشي بمنطقة ليوتشي الخاصة عروضا لأوبرا نوهشي المحلية في قراهم لتقديم القرابين للآلهة، وطرد الشياطين، ويلبسون الأقنعة التي تجمع بين الآلهة والشياطين والبشر في تقديم العروض، وخلال هذه الفترة يزدحم المشاهدون في هذه القرى.

وفي الفترة بين اليوم الأول واليوم الخامس عشر من الشهر القمري الأول حسب التقويم الصيني يتجمع الآلاف من أبناء قومية مياو في قرية هواشيبان والقرى المجاورة أمام كهف تسايهوا، الذي يقع شرق القرية، ويغنون الأغاني العاطفية وينفخون مزمار لوشنغ. وهنا يتبادل عدد كبير من الشباب والشابات أحاديث الغرام.

ومهرجان تياوهوا، وهو واحد من الأعياد الكبيرة للأقليات القومية في مقاطعة قويتشو. يحتفل به أبناء قومية مياو في قرية سانكوتانغ بناحية نانكاي الواقعة في محافظة شويتشنغ كل عام في اليوم الخامس عشر من الشهر القمري الثاني حسب التقويم الصيني. خلال هذا المهرجان يتجمع عشرات الآلاف من أبناء قومية مياو في هذه القرية، ويلبسون أزهى الثياب ويغنون ويرقصون احتفالا بعيدهم

كما يحتفل أبناء قومية يي في قرية هانبينغ بناحية يويشه بمهرجان المشعل في اليوم الرابع والعشرين من الشهر القمري السادس حسب التقويم الصيني حيث يقومون بكل نشاطاتهم حول المشعل وفي ضوء القمر، ولذلك يسمى هذا المهرجان مهرجان "تحت ضوء القمر".

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي