CRI Online

الحديث عن محافظة فنغ يانغ بمقاطعة آنهوي الصينية

cri       (GMT+08:00) 2013-10-24 14:32:07

إذا ذكرنا محافظة فنغ يانغ بمقاطعة آنهوي، فسيخطر في بال الصينيين أولا الإمبراطور تشو يوان تشانغ الذي ولد في هذه المحافظة قبل أكثر من 600 سنة وفتح عهد أسرة مينغ الملكية. وفي بداية تأسيس المملكة، عبأ الإمبراطور تشو ملايين العاملين لبناء "مدينة تشونغ دو" في المحافظة واستغرقت عملية البناء ست سنوات.

ولكن عندما قارب تشييد مدينة تشونغ دو على الانتهاء، قرر تشو يوان تشانغ فجأة التخلي عنها. وما زالت أطلال هذه المدينة التي لم يكتمل بناؤها قائمة حتى الوقت الحالي، ويسميها الخبراء المعنيون "الطبعة الزرقاء للقصر الإمبراطوري ببكين". وأصبح ذلك تاريخا يعتز به المحليون. وقالت العجوز لي يو رو التي عاشت هنا على مدى سنين طويلة:

"تحت هذه الأطلال شوارع مبنية من الأحجار الكريمة. والمباني تحت البوابة الجنوبية كلها منقوشة بالتنانين والعنقاوات."

تضم المباني الرئيسية لمدينة تشونغ دو ثلاث مدن أي المدن الخارجية والوسطى والداخلية. وتسمى المدينة الخارجية بمدينة تشونغ دو، وتسمى المدينة الوسطى بالمدينة الإمبراطورية، أما المدينة الداخلية، فتسمى بالمدينة المحرمة. وتجاوز النطاق الكلي مدى فخامة مدينة تشونغ دو القصر الإمبراطوري ببكين من جوانب متعددة. ويقلد أسلوبها المعماري الأسلوب التقليدي ويوجد فيه أيضا إبداعات حديثة مما يجعله يحتل مكانة مهمة في تاريخ تطور الهندسة المعمارية للمدن الصينية القديمة. وأشار السيد شيا يو رون خبير تاريخ أسرة مينغ الملكية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية إلى أن ظهور طبل الزهور بفنغ يانغ له علاقة وثيقة مع هذه المدينة، وقال:

"من أجل توفير سكان العاصمة فنغ يانغ، قرر تشو يوان تشانغ تهجير السكان إلى هذه المدينة من كل أنحاء البلاد بمن فيهم الجنوبيون والشماليون وأهالي قوميات هان وهوي وياو ومن مختلف القطاعات والمجالات، وفي النهاية انتقل نحو ستمائة ألف شخص إلى العاصمة. وتعتبر هذه الهجرة هجرة كبرى في تاريخ الهجرات بالصين من حيث النطاق وعدد المهاجرين وتعدد مناشئهم. ولكن مدينة تشونغ دو لم يكتمل بناؤها في النهاية، لذلك، وفي ظل هذه الأوضاع وحتى وفاة الإمبراطور تشو يوان تشانغ، ظهرت ملامح الفقر في فنغ يانغ تدريجيا، ومنذ السنة الثانية لعهد تشنغ تونغ، انتشر التسول على نطاق واسع في فنغ يانغ، ويعود شيوع طبل الزهور بفنغ يانغ إلى عهد تشنغ تونغ."

وحكى شيا يو رون للمراسل قصة ظهور طبل الزهور بفنغ يانغ في البداية، قال إنه من أجل العودة إلى بلداتهم، كان المهاجرون يحملون طبولا أكبر من راحة الكف في أيديهم اليسرى، وعصى من الخيزران في أيديهم اليمنى لدق الطبل، وعلى ايقاعات الطبل، كانوا يغنون "أغاني فنغ يانغ" ويرقصون على جنبات الشوارع للعرض والتسول في آن واحد.

ويحب كل شخص يزور فنغ يانغ أن يشتري طبل فنغ يانغ كتذكار، ويحب أيضا الذهاب إلى مبنى تشياو بمدينة تشونغ دو في فنغ يانغ لمشاهدة مختلف الطبول الصينية بما فيها طبل الزهور المحفوظ فيه. وقالت الدليلة السياحية شيا لن:

"لدينا 11 طبلا كبيرا. الطبل في الداخل هو الطبل الرئيسي، وقطره يصل إلى مترين، وصنع من قطعة كاملة من جلد البقر، وحوله عشرة طبول ملحقة، وقطر كل منها 1.5 متر. وأدرج هذا الطبل الكبير ضمن موسوعة جنيس العالمية بتشانغهاي ليكون أكبر طبل. وفي جناحنا طبل صغير، قطره سنتيمتران فقط، وأدرج ضمن موسوعة جنيس ليكون أصغر طبل."

والآن، اتخذت حكومة فنغ يانغ من طبل الزهور بفنغ يانغ رمزا لمحافظة فنغ يانغ لتعريف الخارج بتاريخ المحافظة وثقافتها ومواردها السياحية. وأدرج طبل فنغ يانغ في يونيو عام 2006 ضمن قائمة الدفعة الأولى من التراث الثقافي الصيني غير المادي على مستوى الدولة. كما أقيم المهرجان الثقافي والسياحي الخاص بطبل الزهور بفنغ يانغ في محافظة فنغ يانغ في سبتمبر عام 2006. وقال محافظ فنغ يانغ السيد فن دي جيون:

"تتمتع محافظة فنغ يانغ بموارد سياحية جيدة، حيث تضم معبد لونغ شينغ القديم ومدينة تشونغ دو القديمة والمقبرة الامبراطورية بأسرة مينغ المشهورة، الأمر الذي شكل مفهوم ثقافة أسرة مينغ الملكية. وإلى جانب التاريخ والثقافة، لدينا مناظر طبيعية، مثلا في جنوب المحافظة يوجد كهف جيو شان باعتباره أول كهف، والوادي الكبير تحت البحر الذي يسميه المحليون بوادي زقاق الذئب الساحر باعتباره من ملامح كارست التي تشكلت قبل أربعمائة مليون سنة، كما لدينا خزان بحيرة واه نيو المشهور وقرية شياو قانغ في شرق المحافظة."

وأوضح السيد فن دي جيون أن الدوائر المعنية في الحكومة الصينية راجعت وأجازت عام 2002 قرارا حول ترميم "حديقة أطلال مدينة تشونغ دو لأسرة مينغ"، وخططت لتخصيص 86 مليون يوان صيني لترميم هذه الحديقة. وتهدف عملية الترميم هذه إلى الحفاظ على الآثار بشكل أفضل وتجسيد خطوط التصميم الأصلية واستغلال الأراضي وأطلال المدينة ومياهها بشكل معقول لتحقيق المزيد من الفوائد السياحية. وعلى أساس الالتزام بالتصميمات الأصلية ورفع جودة البيئة، تسعى الحكومة إلى تحويل الحقول الزراعية داخل المدينة الإمبراطورية إلى مشاتل أو حدائق لتعميق العلاقة بين التشجير والسياحة والبنية الأحيائية والفوائد الاقتصادية داخل المدينة الإمبراطورية.

دليل السياحة: يمكن الوصول إلى محافظة فنغ يانغ بركوب القطار أو الحافلة السياحية في مدينة خه في حاضرة مقاطعة آنهوي. والمدة المناسبة لزيارة المحافظة تتراوح بين يوم ويومين. واليوم الأول: زيارة مبنى الطبل ومعبد لونغ شينغ والمقبرة الإمبراطورية لأسرة مينغ والإقامة مساء في قرية شياو قانغ باعتبارها أول قرية في الصين تنفذ سياسة الإصلاح الريفي، وفي الليل يمكن مشاهدة عروض طبل الزهور بفنغ يانغ وتعلم دق الطبل. اليوم الثاني، زيارة كهف جيو شان ومعبد تشان كه.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي