CRI Online

الأفلام الصينية تواجه تحديات

cri       (GMT+08:00) 2013-11-01 15:25:02


(( جوان يون تشانج ))

 الأفلام الصينية تواجه تحديات في فترة عطلة عيد الصفاء والنقاء ( عيد تشينج مينج ) للعام 2012، اجتذب الفيلم الجديد (( حذاء مطرز )) انتباه الكثير من المشاهدين. الفيلم مقتبس عن قصة الرعب الشهيرة (( زوج من الأحذية المطرزة ))، التي هي حافلة بالعناصر المخيفة كالشياطين والغيلان. ويأمل كثير من المشاهدين أن يظهر الفيلم الجو المرعب في القصة الأصلية مرة أخرى، وقد ادعى الطرف المنتج للفيلم أيضا انه سوف "يخلق آفاقا جديدة لأفلام الإثارة الصينية". لكن بعد المشاهدة، قال العديد من الناس إن شعورا أصابهم باللمك، لأن الفيلم بعيد عن الرعب والهول، حتى أنه كشف عن حقيقة ما يسمى بالشياطين في النهاية. وقال أحد المشاهدين:" الفيلم ليس مخيفا، لكن أذهلتني حبكته المملة والمواعظ الاخلاقية بالطريقة المضجرة في نهايته."

في السنوات الأخيرة، غلبت على الحقل السينمائي المحلي في الصين افلام من ثلاثة أنواع، هي فيلم ألعاب كونغ فو بالزي القديم، وفيلم الكوميديا الغرامية، وفيلم الإثارة المرعبة. ووفقا لإحصاءات غير مكتملة، شكلت هذه الأنواع الثلاثة أكثر من ثلثي الأفلام المعروضة في جميع دور السينما. لكن المقلق هو أن هذه الأنواع الثلاثة من الأفلام تواجه صعوبات بدرجات متفاوتة. ففي عام 2011، أصبحت أفلام ألعاب كونغ فو بالزي القديم التي كانت تدر ربحا كبيرا بخسائر شاملة في شباك التذاكر، حيث لم تستطع الأفلام من هذا النوع مثل (( الممالك المتحاربة )) و(( جوان يون تشانج )) و(( أسطورة الحية البيضاء )) أن تسترجع تكاليفها .


فيلم (( حذاء مطرز ))

وخلافا عن هزيمة الأفلام المحلية بشكل واضح، كسبت أفلام هوليوود أموالا طائلة في الصين. في فبراير عام 2012، عرض فيلم (( المهمة المستحيلة -4 )) الأمريكي في الصين وحقق أكثر من 650 مليون يوان صيني في شباك التذاكر، وهو ما يمثل خمس ايرادات شباك التذاكر في كل البلاد في الربع الأول من العام الجاري تقريبا. وبحسب إحصاء غير كامل، فقد بلغت ايرادات شباك التذاكر لمدن الصين في الربع الأول من هذا العام حوالي 3.654 مليار يوان، بزيادة 36.6%، مقارنة مع 2.675 مليار يوان في الفترة المماثلة من العام الماضي، مما سجل رقما قياسيا جديدا. لكن وراء ايرادات شباك التذاكر المتصاعدة، لوحظ رواج الأفلام الأمريكية وعجز الأفلام المحلية.

وتكمن أزمة عميقة في ظاهرة ازدهار السينما الصينية تجاه هذه المشكلة، بدأت أوساط السينما الصينية تفكر بشكل عميق. وأشارت البيانات الى أن حصة الأفلام المحلية في شباك التذاكر لكل البلاد عام 2010 ، بلغت اكثر من النصف، ولكن في النصف الثاني من عام 2011، كان هناك مجرد 3 أفلام محلية من بين العشرة أفلام التي احتلت المراكز العشرة الأولى في ترتيب اجمالي دخل شباك التذاكر. قال البعض مرتبكا: تلك الأفلام الاجنبية التي استقطبت جمهورا كبيرا ليست مواضيعها سوى القتال والصراع، فلماذا تتمتع بقوة الاقبال في شباك التذاكر ؟

يعزى سبب رئيسي الى أن تلك الأفلام الأجنبية المستوردة الى السوق الصينية مختارة بعناية ودقة، فما شاهده الجمهور الصيني من الأفلام الأجنبية له أعلى مستوى. تنتج هوليوود المئات من الأفلام كل سنة، لكن لا يدخل الى مجال رؤية المشاهدين الصينيين إلا عدد قليل جدا منها. وتنتج الصين اكثر من 500 فيلم سنويا، ويمكن للجمهور الصيني مشاهدتها في دور السينما، او من خلال التليفزيون والانترنت واماكن أخرى. فمن السهل لهم التمييز بين الجميل والقبيح. في هذا الصدد، لو تمت المقارنة بين الأفلام المحلية على المستوى المتوسط بل المستوى الأدنى والأفلام الأجنبية على المستوى الأفضل والمختارة بدقة، فمن الطبيعي أن يمل المشاهدون من الأفلام المحلية.


(( الممالك المتحاربة ))

وترجع الأسباب الأساسية لفتور الجمهور الصيني للأفلام المحلية الى ما يلي: أولا، نوعية الأفلام المحلية غير عالية. الآن تكنولوجيا الإنتاج ما بعد مرحلة التصوير متطورة، فتلجأ العديد من الأفلام الى الاعتماد البحت على التكنولوجيا في المرحلة الأخيرة من مراحل الانتاج بدلا من العمل الجاد في السيناريو وحبكة القصة والتصوير. فما تم انتاجه لا يتفق مع التقاليد والعادات الثقافية للبلاد، ولا يستهوي المشاهدين لبعده عن الحياة الواقعية.

ثانيا، تفتقر الافلام المحلية الى الابتكار الكافي. في الوقت الحاضر، تلاحظ في الصناعة السينمائية الصينية ظاهرتان: إحداهما دراسة عمياء لما يأتي في الأفلام الأجنبية من العقد الأساليب والتقنيات، حتى استقدام نجوم أجانب للعب بعض الادوار، والأخرى تلك الافلام بالزي القديم وعن مؤامرات البلاط الإمبراطوري، التي ينقصها الابتكار والخصائص الذاتية.

ثالثا، ليس الإنتاج دقيقا مقنعا. وهناك العديد من الأفلام تبدو مفتعلة ومزيفة من القصة الى الديكور. لقد أصبحت عتبة الدخول الى صرح الانتاج السينمائي منخفضة اكثر فأكثر، بحيث يمكن لأي شخص أن يقوم بصنع فيلم. فمع كثرة الانتاج من 500 الى 600 فيلم في السنة، لا نجد منها سوى عدد قليل يعد على أصابع اليد الواحدة يلقى استحسانا من النقاد والجماهير على حد سواء.

قال البروفيسور يين هونج، مدير مركز بحوث الاتصالات السينمائية والتلفزيونية في جامعة تشينج هوا:" وضع السينما الصينية معقد للغاية، والسبب الرئيسي يرجع أولا الى عدم وجود القيم المشتركة. حاليا تعيش السينما الصينية أحسن أوقاتها وأسوأ أوقاتها في آن واحد – فالقول بأحسن الأوقات لأنها لا تفتقر الى الأموال والمشاهدين، أما أسوأ الأوقات فيقصد به أنها لا تمتلك إلا الأموال." مشيرا الى أن العديد من الأفلام المحلية تبالغ في السعي وراء تحقيق الأرباح التجارية على حساب القيم الفنية والاجتماعية. وفي رأي السيد داي جين هوا، البروفيسور في كلية الأدب الصيني بجامعة بكين، أن الأفلام المحلية الكثيرة تعزل نفسها عن الواقع الاجتماعي الصيني لأن الكثير من السينمائيين الصينيين لا يذهبون الى التفاعل مع فئات المجتمع الصيني أيا كانت، فليست لديهم تجارب شخصية عن الحياة الواقعية، مما يجعل من الصعب عليهم أن يشاركوا فيما تعيشه أية فئة من فئات المجتمع ويدركوا ما تشعر به وتفكر فيه."

يعترف أحد الأشخاص ذوي الأقدمية في الأوساط السينمائية الصينية بأن الصناعة السينمائية الصينية تمر بفترة عنق الزجاجة في الوقت الحالي، حيث تواجه منافسة هوليوود الحامية من الخارج، وأذواق المشاهدين المتصاعدة من الداخل، فالتحديات أمامها كبيرة حقا. وأعرب رئيس مجموعة بونا السينمائية يوي دونج عن رأيه في مقابلة صحفية أجريت معه قائلا:" مواجهة للهجوم العنيف من قبل أفلام هوليوود، يجب على الأفلام المحلية أن تجتهد في تعزيز قوتها الداخلية وتحسين مستواها الخاص بأسرع وقت ممكن، وإلا فإننا من المحتمل حقا أن نُبتلع من غيرنا."

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي