CRI Online

جولة قصيرة في تشوجيا جياو

cri       (GMT+08:00) 2013-11-08 09:53:54

حينما يفكر أغلب الناس أن البلدات المائية القديمة في المجريين الأوسط والأسفل لنهر اليانغتسي فإنما يتذكرون تشوتشوانغ. قليلون هم الذين يعرفون تشوجياجياو، وهذا أمر يبعث على الخجل. تشو جيا جياو تقع على ضفاف بحيرة ديانشان في الضاحية الغربية لشانغهاي، مساحتها 138 كيلومترا مربعا، بما في ذلك البلدة القديمة التي تبلغ مساحتها 207 كيلومترات مربعة، أي ثلاثة أضعاف مساحة بلدة تشوتشوانغ القديمة. شهدت تشوجياجياو أول ازدهار لها في عهد الامبراطور وان لي لأسرة مينغ (1368-1644). آنذاك ازهدرت التجارة. وفي عهد أسرة تشينغ ( 1644-1911)، شاع قول مفاده: " ألف متجر تصطف في شارع قصير". إن تشوتشوانغ التي تعود إلى 900 عام مثيرة وبهية، ولكن تشوجياجياو العائدة إلى ألف عام أكثر بهاء.

تشوقت لزيارة تشو جيا جياو منذ سنوات طويلة. وازدادت هذه الرغبة مع مرور الزمن. لذلك، وتحت شمس الظهيرة الحارقة في نهاية الأسبوع في أوائل الصيف ركبت وعدد من أصحابي حافلة ( 7 يوان لكل راكب) في قطاع يانآن على طريق تشنعدو الشمالي القديم. وبعد أن سارت الحافلة أكثر من ساعة على طريق شانغهاي- تشينغبو العام، توقفت في تشوجياجياو.

وحالما نزلنا من الحافلة، اشترينا خريطة سياحية لتشوجياجياو. بثلاثة يوانات لتكون مرشدتنا في هذه الجولة.

أمضينا ساعة من الزمن نتنزه في البلدة القديمة، نفكر كيف نتناول شاي الصباح في اليوم التالي. كان علينا أيضا أن نختار مكانا لتناول الطعام ولقضاء الليل.

خلال بحثنا عن مكان نقيم فيه، وجدنا مطعما. مطعم تشونغ لونغ تشياوتو يقع في شارع شيجينغ بالقرب من دار ضيافة حديقة كيتشي. كل الأطباق يعدها الزوج. هنا ليس فقط شعرنا بمناخ الريف، بل أحسسنا بدفء البيت. جلسنا في المطعم قرب نهر صغير نتنفس هواء الليل النقي، وتذوقنا الأطباق اللذيذة الريفية النكهة. لقد شعرنا براحة تامة. طلبنا قائمة طويلة من الأطباق بما في ذلك السمك المحمر والقواقع المحمرة وسمك الراعي والخضروات البرية الباردة وشرائح اللحم مع حساء جبنة الصويا. وقد التهمناها جميعا مما أذهل وأبهج الزوجين.

لما كانت مساحة تشوجياجياو محدودة، لم تسمح الحكومة المحلية بإنشاء دور ضيافة خاصة في البلدة القديمة نفسها. لذلك هناك اختيارات محدودة للإقامة. دار الضيافة التي اخترناها تدعى حديقة كيتشي، أكبر حديقة في البلدة. تقع في الركن الشمالي الغربي لتشوجياجياو. وكانت ذات يوم تدعى (( حديقة عائلة ما )). المضيف هو: ماون تشينغ سماها كيتشي ( القراء والزراعة ). واليوم أصبحت دار ضيافة تقدم حجرات أنيقة ونظيفة، بيئة هادئة وأثاث بأسلوب قديم.

إلى جوار دار الضيافة توجد مدرسة. موسيقى التمرينات الصباحية ايقظتنا في الساعة الخامسة والدقيقة 45 صباحا. وتحت ضوء الشمس المشرقة دخلنا إلى حديقة كيتشي نتمشى. وباعتبارنا ضيوفا دخلنا مجانا. كان نصف الحديقة فقط في حالة جيدة، ولكننا أحسسنا بالذوق الثقافي لأصحابها. لابد لكل من يزور تشوجيا جياو أن يزور الحديقة لما فيها من مجموعات من أعمال حقيقية للفنانين الموهوبين تانغ بو هو وتشوتشي شان لعهد أسرة مينغ وللتصاميم الفنية للموقع عموما.

بعد أن تمشينا في داخل الحديقة وصلنا إلى المقهى الأول لجنوب الصين. مقهى في الشارع الشمالي الذي يتردد عليه كبار السن وقت الشاي جزء مهم من حياتهم اليومية. هنا، الكبار يحتسون الشاى، يلعبون الشطرنج، يتحادثون بابتسامات تدل على الرضا. إنهم ودودون للغاية معنا نحن الزوار كما لو كنا جيرانا مألوفين إلى جانب الشاي، تناولنا وجبات ليست مرتفعة الأسعار: معجنات أرز باللحم والكستناء وشعيرية بطعم المخللات وشرائح اللحم. اخترنا منضدة تطل على شباك لمحنا من خلاله مشاهد مراكب النقل تتهادي في النهر، وزوارق الصيادين راسية على الشاطئ المقابل قرب السوق، وقوارب النزهة يجذفها أصحابها. شعرنا ونحن نقارن هذه المشاهد مع مشاهد الصباح الشائعة في المدن الصينية الحديثة والمزدحمة كأننا في أرض أزهار الخوخ.

قطعنا الشوارع مشيا على الأقدام فشاهدنا البيوت العتيقة وأهاليها الذين يعيشون وراء أبواب ونوافذ حديثة التصامين والألوان. حياتهم زاخرة بالسلام وتغمرها فتنة البلدة العريقة.

البلدة تتكون من جدولين بينهما نهر أكبر. المساكن مبنية على شاطيء النهر تواجه الشارع وظهرها إلى الماء. كل عتبة نافذة وركن بيت تزينه الزخارف الوردية في كامل تفتحها. في الأزقة الضيقة، تتبادل العجائز، وكثير منهن محنيات الظهر، الأحاديث عن شؤونهن اليومية.

لمحنا من خلال الأبواب الخشبية شبه المغلقة- ربات البيوت منشغلات في المطابخ، يحضرن وجبات الطعام. تتسلل الروائح الشهية من أطباقهن إلى الشوارع. والباعة المتجولون يتنقلون من زقاق إلى آخر، يبيعون مأكولات خفيفة محلية مثل معجنات الأرز باللحم والكستناء، واللحم المسلوق بالبامبو وسمك الراعي المحمر مع كعك الأرز الغروي. ولقد سال لعابنا عند مرورهم بالقرب منا.

أروع موقع منظري في تشوجياجياو هو جسر فانغ شنغ ( تحرير الحيوانات المأسورة ). هذا الجسر القوسي الحجري بني في أواسط عهد أسرة تشينغ، ويعتبر معلما للبناء في تشوجياجياو. إذا وقف الإنسان على الجسر فإنه سيشاهد منظرا بانوراميا للبلدة بكاملها. هذا الجسر يميز تشوجياجياو عن البلدات المائية القديمة الأخرى حيث لا أنهار واسعة ولا جسور فخمة. إن تشوجياجياو وفيها جسر فانغ شنغ تتميز بلمسات باهرة إضافة إلى ما تتميز به من الأطعمة الشهية.

أقامت البلدة 36 جسرا من تصاميم مختلفة في الأزمنة القديمة ، لكن ليس هناك سوى ما يقرب من 20 جسرا من الجسور القوسية الحجرية والجسور ذات البلاطات الحجرية والجسور المشيدة بالقرميد والخشب والعائدة لأسرتي مينغ وتشينغ وقد تم المحافظة عليها بشكل جيد. ومازال هناك الكثير من الفتنة في تلك الجسور وإن الماء يجري عبر هذه البلدة ليعطيها اسم "فينيسيا الصين".

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي