CRI Online

رحلة آدم وعبد الرحمن إلى شينجيانغ

cri       (GMT+08:00) 2014-08-01 15:21:07

قبل أيام نظمت إذاعة الصين الدولية بعض المراسلين الصينيين والأجانب إلى منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم لقومية الويغور.

شهد اليوم الثاني من زيارتنا لمنطقة الشينجيانغ الذاتية الحكم نشاطات مكثفة تمثلت في زيارة العديد من المنشآت الحيوية في هذه المنطقة وبالخصوص في مدينة "كول" التي تحتوي على موار طبيعية وصناعية كبيرة.

وقد شملت هذه الزيارات الميدانية مدارس ومنشآت حيوية، فكانت المحطة الأولى مدرسة مهنية متعددة التخصصات حيث تدرس عدة تخصصات مهنية من ضمنها إصلاح العربات والسيارات والكهرباء، كما زرنا مدرسة نموذجية شاملة، وبعد الإطلاع على سير الدراسة في هذه المؤسسة التعليمية، عبرت لنا مجموعة من طلبة هذه المدارس من قومية الليغور في لقاءات حوارية أجريتها أنا وزميلي آدم عن تقديرهم للمجهودات التي تبذلها هذه المدرسة من أجل الارتقاء بمستواهم مؤكدين أن هدفهم الوحيد بعد إكمالهم للدراسة هو المساهمة في تنمية منطقتهم وجعلها في المكانة التي تستحقها، وقد بدت السعادة واضحة على محياهم بعد إجراء هذا اللقاء ، ومعظم خريجي هذه المدرسة يتابع الدراسة في في جامعات عريقة في بكين وشانغ هاي وحتى في خارج الصين مثل كندا وألمانيا.

وخلال أنشطة اليوم دائما كانت محطتنا في هذا المساء هي مستشفى مدينة كول، الذي يعمل فيه مائات الأطباء من مختلف القوميات كقومية الليغور وقومية موغوليا وقومية "هان"، ويستقبل هذا المستشفى يوميا أعداد كبيرة من المرضى من مختلف القوميات، وقد أكدت لنا إحدى نزيلات المستشفى أنه وعلى الرغم من بعد منزلها من المستشفى إلا أنها قررت المتابعة فيه لمايتمتع به طاقم هذا المستشفى من مهنية عالية وبذلهم الغالي والنفيس من أجل إسعاد المريض وقد أجريت لها عملية جراحية ناجحة وقد ساعدها صندوق الضمان الصحي في التكفل بأغلبية المستلزمات كما أن إدارة المستشفى خففت عنها بعض مصروفات العلاج، وأضافت هذه النزيلة أن أمنيتها هي العودة إلى منزلها لتربية أحفادها، وقد كانت سعيدة أثناء هذا الحديث.

في اليوم الثالث من زيارتنا لمنطقة الشينجيانغ الذاتية الحكم قمنا بجولة في العديد من الورشات التنموية خصوصا في القطاع الزراعي، وكانت إحدى هذه المحطات منطقة "صحراء تكلماقان" التي كانت جرداء وتحفها الرمال وقد تحول معظمها إلى مساحات خضراء بفعل عمليات التشجير الواسعة التي يقوم بها الجنود المبعوثين وقد اطلعنا على مدى النجاح الباهر الذي تحقق في هذا المجال وخلال تجولنا في هذه الصحراء أجرينا مقابلات مع بعض الأشخاص، وقد كانت قصة أسرة فقيرة مثار اهتمامنا حيث التقينا مسن رفقة زوجته وأكدا لنا أنهما يعانيان من فقر مدقع منذ ثلاثين سنة إلا أنهما قررا المساهمة في محاربة زحف الرمال عن طريق الانخراط في حملات التشجير وأن هدفهما الوحيد هو أن تتحول هذه المنطقة من أرض صحراوية إلى مكان زراعي قابل للحياة، وحول شعورهما عن كل هذه السنوات التي قضوها في هذا العمل قالا إن هذا العمل أصبح جزءا من حياتهما وأنهما ليسا نادمين عليه لأن هدفهما أن تجد الأجيال المقبلة أرضية خضراء.

أما رئيس إحدى فرق مكافحة التصحر فقد قال لنا إنه أمضى في هذا العمل 10 سنوات متواصلة، معبرا عن شوقه لأسرته مضيفا أنه دائما تراوده نفسه ترك هذا العمل إلا أنه لم يقدر على فعل ذلك بسبب المسؤولية المتعلقة بضرورة محاربة التصحر، وأكد أن هناك نوعية فريدة من الأشجار تسمى "هويانغ" عمرها طويل يركزون على رعيها، ويقتدون من طول عمرها لكي يشجع ذلك فيهم روح الحماس لمواصلة هذا العمل.

وبالإضافة إلى حملات التشجير الواسعة التي تهدف إلى القضاء على زحف الرمال، تم أيضا زرع الكثير من النباتات الاقتصادية في المنطقة من أجل تحسين الظروف المعيشية لأهالي المنطقة كول صحراء تلقما

حيث تتواصل لليوم الرابع على التوالي الرحلة التي تنظمها إذاعة الصين الدولية لمجموعة من صحفييها إلى منطقة الشينجيانغ الذاتية الحكم، وقد شهدت أنشطة اليوم زيارة إلى متحف مدينة آرال العسكري، الذي تضم معروضاته آثارا تاريخية للقوات المسلحة.

ويحتوي هذا المتحف على عشرات من القطع العسكرية الراسخة في القدم، بالإضافة إلى مجسمات لقادة عسكريين ساهموا في تطوير وتنمية المنطقة، ومن خلال الشروح التي تلقيناها من القائمين على هذا المتحف تبين المعروضات الدور الكبير الذي لعبته هذه القوات في صد العدوان على البلاد وكذلك دورها في المساهمة في تنمية وبناء المنطقة، حيث تجد صورا كثيرة معلقة على الجدران أو مجسمة تظهر الجنود يساعدون الأهالي في مكافحة التصحر وزراعة القطن وبناء المصانع .

وقد أكد المسؤول عن المتحف أن هذه المعروضات توضح الدور البناء الذي تقوم به القوات المسلحة معتبرا أنها تركت بصمات باقية لا يمكن نسيانها، مضيفا أنها ستواصل مشوارها لتكمل المجالات التي رسمتها من قبل، وأن مدينة آرال ستساهم في بناء طريق الحرير التاريخي لترتبط بالعالم العربي وشرق آسيا.

فهذا المتحف إذن يبين أن القوات المسلحة في هذه المنطقة مؤسسة كاملة تشمل بالإضافة إلى المعدات العسكرية مجالات التجارة والصناعة والزراعة من أجل تحقيق مجتمع متناغم يجمع كل القوميات ويجعلها في تجانس شامل

لليوم الخامس على التوالي تتواصل رحلة الفريق الإعلامي لإذاعة الصين الدولية إلى منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم وقد كانت أنشطة هذا اليوم متعددة حيث زرنا مجموعة من الحدائق التي تزرع فيها كل أنواع الخضروات والفواكه وبطرق حديثة تستعمل فيها أحدث التقنيات.

وخلال زيارتنا لحديق متطورة يتم فيها زرع الفواكه و الخضروات عبر الأنابيب تلقينا شروحا مفصلة من القائمين على هذه المزرعة حيث أكدوا لنا أنهم عملوا بصفة دائمة من أجل أن تصبح الزراعة متطورة في هذه المنطقة، وانهم الآن ينتجون كما هائلا من الخضروات عن طريق الزراعة عبر الأنابيب، وأنها في غاية الجودة كما أنها تساهم في محاربة التلوث من خلال العمل بشتى الطرق الحديثة لتبقى البيئة نظيفة.

كما اطلعنا على مزارع واسعة المساحة ومتنوعة الأشكال حيث تجد مزارع للأرز وأخرى للقطن ومساحات هائلة للفواكه وأخرى للخضروات.

وأكد المسؤول عن هذه المزارع أنه ولو لا الجهود المبذولة من قبل الجنود لما تحقق هذا ، حيث كانت هذه الأراضي من قبل صحراء شاسعة تحفها الرمال من كل حدب وصوب. وتحولت هذه الصحراء إلى مساحات خضراء نزهة للناظرين.

شهد اليوم الأخير من زيارة وفد الإعلاميين من إذاعة الصين الدولية العديد من النشاطات حيث تجول الوفد في العديد من المنشآت الحيوية في مدينة ألار حيث زار مزارع متعددة وأراضي صحراوية تبين الطبيعة الجغرافية التي كانت تشهدها المنطقة.

كما زرنا جامعة تاليم التي يدرس فيها آلاف طلبة من مختلف القوميات موزعين على العديد من التخصصات لكون هذه الجامعة متعددة التخصصات.

وقد أكد لنا العديد من الطلبة الذين اجرينا معهم لقاءات أن هذه الجامعة تعتبر رائدة في مجالات العلوم المختلفة كما أنها كسرت جدار العزلة التواصلية عن سكان المنطقة حيث تفرض على طلاب الأقليات القومية دراسة اللغة الصينية الفصحى من أجل التواصل مع مؤسسات التشغيل التي تفرض معرفة اللغة الصينية خصوصا في المدن الكبيرة الموجودة خارج المنطقة مثل بكين وشانغهاي. كما أن الجامعة تلزم أيضا الطلبة المنحدرين من قومية هان تعلم اللغة الويغورية بهدف التواصل مع سكان المنطقة.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي