CRI Online

مقاطعة تايوان ( الحزء الثاني والأخير)

cri       (GMT+08:00) 2014-08-22 09:56:05

ان تايوان جزء لا يتجزأ من الصين. وفي التاريخ القديم، كانت تايوان ترتبط ببر الصين الرئيسي واصبحت جزيرة بسبب غرق الارض الرابطة بينها وبين بر الصين. وتدل الاثار التي اكتشفت في تايوان على ان الثقافة ما قبل التاريخ في تايوان وفي بر الصين الرئيسي مصدرهما واحد.

وجاء في الوثائق القديمة ان سون تشوان حاكم منطقة وو أرسل في عام 230 الميلادي 10 الاف جندي من القوات البحرية بقيادة الجنرالين وي ون وتشو قه ليانغ الى تايوان الامر الذي يعتبر بداية لتنمية تايوان باستخدام سكان بر الصين الرئيسي لثقافتهم ومعارفهم المتقدمة. وفي عهد اسرة سوي الملكية الذي امتد من نهاية القرن ال6 الى بداية القرن ال7، أرسل الإمبرطور سوي يانغ دي بعثات ثلاث مرات الى تايوان للتعرف على التقاليد المختلفة وتقديم مساعدات للسكان المحليين. وخلال ال600 سنة من أسرة تانغ الملكية إلى أسرة سونغ الملكية، انتقل عدد كبير من سكان سواحل بر الصين الرئيسي خاصة في تشوانتشو وتشانغتشو بمقاطعة فوجيان الى جزيرة بنغهو وتايوان هربا من الحروب. وفي عام 1335، انشأت اسرة يوان الملكية هيئة إدارية في بنغهو لإدارة الشؤون المدنية في بنغهو وتايوان. ويعتبر ذلك بداية لإنشاء سلطات الصين هيئة سلطة في تايوان.

ومنذ أسرة مينغ الملكية، تكثفت التبادلات بين بر الصين الرئيسي وتايوان. وقاد البحار تشنغ خه اسطولا كبيرا لزيارة دول جنوب آسيا. وخلال الرحلة، توقف في تايوان حيث نقل الى السكان المحليين المنتجات الفنية والزراعية. وفي عام 1628، تعرضت مقاطعة فوجيان لجفاف خطير، ونظم تشنغ تشي لونغ المواطن في فوجيان المنكوبين للهجرة الى تايوان لاحياء الارض الموات هناك لكسب الرزق حيث دخلت تايوان فترة تطور على نطاق واسع.

بعد منتصف القرن ال16، أصبحت جزيرة تايوان الجميلة والغنية هدف المستعمرين الغربيين. حيث غزت اسبانيا والبرتغال وغيرهما من الدول القوية على التوالي تايوان لنهب مواردها او لفرض ثقافاتها وأديانها او للاحتلال باستخدام القوة. وفي عام 1642، احتلت هولندا المقر الاسباني في شمال تايوان واصبحت تايوان مستعمرة هولندية. واستغل المستعمرون الهولندون المواطنين في تايوان بشكل قاس خلال فتر الاحتلال. وحافظ المواطنون التايوانيون على مقاومتهم للمستعمرين الهولنديين. وفي عام 1662، طرد البطل القومي تشنغ تشنغ قونغ المستعمرين الهولنديين بتعاون المواطنين التايوانيين واعاد تايوان الى البلاد. وبعد وفاة تشنغ تشنغ قونغ، حكم ابنه تشينغ جينغ وحفيده تشنغ كه شوانغ تايوان ل22 سنة. وخلال فترة حكمهم لتايوان، مارسوا سياسات تشجيع انتاج السكر والملح وتطوير الصناعة والتجارة وانشاء المدارس وتعديل اسلوب الانتاج لقومية قاوشان الامر الذي دفع التطور السريع للاقتصاد والثقافة في تايوان. وتعتير تلك الفترة فترة تطور هامة في تاريخ تايوان وتسمى بفترة "مينغ تشنغ".

في عام 1683، ارسلت حكومة اسرة تشينغ الملكية قوات الى تايوان واستسلم تشنغ كه شوانغ للحكومة. وانشأت حكومة اسرة تشينغ الملكية في تايوان بلدية و3 محافظات تابعة لمقاطعة فوجيان الامر الذي رمز الى عودة تايوان من جديد الى ادارة الحكومة المركزية الصينية الموحدة وعزز التبادلات مع بر الصين الرئيسي في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة وجعل تايوان جزءا لا يتجزأ من وحدة البلاد.

 وفي عام 1885، انشأت حكومة اسرة تشينغ الملكية مقاطعة تايوان وعين ليو تشوان مينغ اول رئيس لها. وطلب ليو تشوان مينغ من سكان مقاطعتي فوجيان وقوانغدونغ الانتقال الى تايوان لتعزيز تنميتها. وانشأ ليو المصلحة العامة للاصلاح والمصلحة العامة للبريد والبرق والمصلحة العامة للسكك الحديدية ومصلحة السلاح ومصلحة التجارة ومصلحة المعادن والنفط ومصلحة قطع الاخشاب وغيرها لبناء الحصون وتقوية الشؤون الدفاعية ومد الخطوط الكهربائية وانشاء اجهزة البريد ومد خطوط السكك الحديدية وحفر المناجم وبناء السفن التجارية وتطوير الصناعة والتجارة وانشاء المدارس الصينية والغربية وتطوير الثقافة والتعليم.

وفي النصف الثاني من القرن ال19، بدأت اليابان السير في طريق الرأسمالية. وفي عام 1894، شنت اليابان الحرب على الصين والتي تسمى "حرب جيا وو".ووقعت حكومة اسرة تشينغ المهزومة في عام 1895 مع اليابان اتفاق ماقوان الذي مس سيادة البلاد وجرح كرامة الامة وتنازلت الحكومة عن تايوان وجزر بنغهو لليابان مما جعل تايوان مستعمرة يابانية وبدأت فترة احتلال اليابان التي استمرت 50 سنة. وانشأت اليابان مقر الحاكم في تايوان باعتباره اعلى سلطة لحكم تايوان وانشأت فروع الحكم في مختلف البلديات والمحافظات ومارست نظام الشرطة ونظام الحماية الجماعية بفرض حكم الاستعمار على التايوانيين. وفي الوقت نفسه، اتخذت اليابان تايوان قاعدة لتطوير الزراعة وانتاج المنتجات الزراعية الامر الذي عزز تطور قطاع التصنيع والمواصلات والنقل فيها. وخلال الحرب العالمية الثانية، بدأت اليابان تطوير الصناعات المتعلقة بالسلاح لمواكبة تنامي اطماع العسكرية اليابانية التوسعية.

 وفقا للحقائق التاريخية، اكدت المعاهدات الدولية خلال الحرب العالمية الثانية مجددا ان تايوان جزء لا يتجزأ من الاراضي الصينية. وفي الاول من ديسمبر عام 1943، وقعت الصين والولايات المتحدة وبريطانيا اعلان القاهرة الذي اكد ضرورة اعادة اليابان الاراضي الصينية المحتلة من بينها منشوريا وتايوان وجزر بنغهو الى الصين. وفي ال26 من يوليو عام 1945، اكدت معاهدة بوتسدام التي وقعت عليها الصين والولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد السوفياتي السابق اكدت مجددا ضرورة تنفيذ اعلان القاهرة. وفي ال15 من أغسطس عام 1945، اعلنت اليابان قبول بنود معاهدة بوتسدام واستسلمت بدون شرط. وفي ال25 من اكتوبر ذلك العام، اقامت الحكومة الصينية مراسم قبول استسلام القوات اليابانية في تايوان.لكن بعد استعادة تايوان، اتخذت حكومة حزب الكومينتانغ الذي كان يحكم الصين في ذلك الوقت سياسة خاطئة حيث فرض حكم استبدادي عسكري على تايوان مما عزز النزاعات بينه وبين مواطني تايوان. وفي ال28 من فبراير عام 1947، قام شعب تايوان بانتفاضة ضد سلطات حزب الكومينتانغ. واستخدم حزب الكومينتانغ قوات لاخماد الانتفاضة بشكل دموي. وتجاوز عدد الضحايا 30 الف شخص. ويسمى هذا الحادث حادث ال28 من فبراير في تاريخ تايوان.

وفي الاول من أكتوبر عام 1949، اسقط الشعب الصيني بقيادة الحزب الشيوعي الصيني حكومة حزب الكومينتانغ وأعلن اقامة الصين الجديدة. وقبل تحرير بر الصين الرئيسي، هرب جيانغ كاي شيك وبعض المسؤولين العسكريين والمدنيين الى تايوان وحافظوا على سيادة جزئية في تايوان اعتمادا على دعم الولايات المتحدة الامر الذي شكل حالة الفصل بين تايوان وبر الصين الرئيسي.

آطرحت الحكومة الصينية عام 1979 اقتراحا حول تحقيق الاتصالات البريدية والملاحية والتجارية المباشرة بين ضفتي مضيق تايوان أي "الاتصالات المباشرة الثلاثة". وخلال الثلاثين سنة الماضية، بذلت الحكومة الصينية جهودا دؤوبة لدفع تحقيقها.

 في مجال الخدمة البريدية التقليدية، وقعت جمعية بر الصين الرئيسي لدفع العلاقات عبر مضيق تايوان ومؤسسة تايوان للتبادل عبر المضيق اتفاقية، حيث اتفق الجانبان على فتح خدمة إرسال الرسائل المسجلة بين الضفتين بصورة رسمية.

وفي مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية، أسست مؤسستا الاتصالات السلكية واللاسكلية العامة في الضفتين علاقات خدمة الاتصالات المباشرة بينهما. وبعد مد الكابلات الصينية الأمريكية والصينية الأوروبية والصينية الباسيفيكية الممهدة تحت المحيطات عامي 1999 و2000، تم تمهيد سبل الاتصالات المباشرة بين الضفتين. كما فتحت خدمة الهواتف والاتصالات الرقمية والهواتف المحمولة وغيرها بين الضفتين.

 في مجال الملاحة البحرية، بدأت رحلات تجريبية في إبريل عام 1997 بين مدينتي فوتشو وشيامن ببر الصين الرئيسي وبين مدينة قاوشيونغ بتايوان. وفي أوائل عام 2001، ونظرا لحاجات مواطني جزيرتي جينمن ومازو، وبفضل الجهود المبذولة من قبل البر الرئيسي، فتحت خطوط الملاحة المباشرة بين الجزيرتين والمناطق الساحلية بمقاطعة فوجيان ببر الصين الرئيسي بشرط رفع أعلام الشركات فقط على سفن نقل الركاب والبضائع. وفي مجال الملاحة الجوية، فتحت شركة ماكاو للطيران وشركة قانغلونغ للطيران في ديسمبر عام 1995 وأغسطس عام 1996 كل التوالي خط طيران مباشرا بين مكاو وتايوان وبين هونغ كونغ وتايوان. وبذلك، تحقق الطيران غير المباشر بين بر الصين الرئيسي وتايوان عن طريق مكاو أو هونغ كونغ. وفي فترة عيد الربيع التقليدي الصيني عام 2003، ومن أجل تسهيل عودة المستثمرين ورجال الأعمال التايوانيين من البر الرئيسي إلى الجزيرة لقضاء العيد، اتخذ البر الرئيسي أسلوبا واقعيا ومرنا، ووافق على أن تستخدم ست شركات تايوان للطيران 16 طائرة مستأجرة لنقل رجال الأعمال التايوانيين من مدينة شانغهاي بالبر الرئيسي إلى مدينتي تايبيه وقاوشيونغ بتايوان عبر ماكاو أو هونغ كونغ.

 في مجال التجارة بين الضفتين، فتح بر الصين الرئيسي أسواقه أمام منتجات تايوان ابتداء من عام 1979، ومنحها الإعفاء أو التخفيض الجمركي. وكان حجم التجارة بين الضفتين عام 1978 قد بلغ 46 مليون دولار أمريكي فقط. وفي عام 2003، ازداد هذا الحجم إلى أكثر من 58.3 مليار دولار أمريكي. ووفقا لإحصاء جانب البر الرئيسي، فإن البر الرئيسي قد أصبح أكبر سوق لصادرات تايوان. وأصبحت تايوان ثاني أكبر مصدر للبر الرئيسي.

وفي مجال الاستثمار، سعت مختلف الدوائر الحكومية والمناطق في البر الرئيسي إلى تقديم خدمات ممتازة للمستثمرين التايوانيين عبر مواصلة تحسين بيئة الاستثمار، الأمر الذي دفع استثمار أبناء تايوان في البر الرئيسي. وحتى نهاية عام 2003، وافق البر الرئيسي على نحو 60 ألف مشروع استثماري للمستثمرين التايوانيين. وبلغت قيمة العقود 68 مليار دولار أمريكي، بينما وصلت القيمة المستخدمة فعليا نحو 36 مليار دولار أمريكي. وابتداء من عام 1993، أصبح البر الرئيسي الخيار الأول للمستثمرين التايوانيين. وفي مجال التبادل والتعاون المالي، فتحت البنوك التايوانية حوالي عشرة فروع أو مكاتب لها في البر الرئيسي، معظمها في بكين وشانغهاي.

لكن هذه الاتصالات الثلاثة ما زالت غير مباشرة كما يراد لها وأحادية الاتجاه ومقصورة على مناطق محدودة. وفيها العديد من لنواقص أبرزها: في مجال البريد، يتعين أن تمر الحقيبة البريدية من الضفتين بهونغ كونغ أو ماكاو لنقلها إلى الجانب الآخر. وظلت أنواع الخدمات قليلة جدا.

وفي مجال الملاحة، لا يمكن لسفن وطائرات الضفتين القيام بالملاحة أو الطيران المباشر، الأمر الذي يجبر المسافرين على الانتقال إلى سفن أو طائرات أخرى في هونغ كونغ وماكاو. أما الملاحة البحرية المباشرة التجريبية، فلا يمكنها نقل البضائع من الضفتين، بل يتعين نقلها إلى الجانب الآخر عبر اليابان أو هونغ كونغ أو منطقة ثالثة. أما في مجال الاتصالات التجارية، فإن سوق البر الرئيسي مفتوح بشكل شامل أمام المؤسسات والمنتجات التايوانية، لكن منتجات البر الرئيسي تتقابل بقيود متنوعة. إذ ما زالت الكثير من منتجات البر الرئيسي المتميزة والمطلوبة جدا من أبناء تايوان تعاني من حظر الدخول إلى تايوان. وإضافة إلى عدم السماح لمؤسسات البر الرئيسي الاستثمار في تايوان أو فتح مكاتب فيها. ومن الصعب جدا أن تقيم مؤسسات البر الرئيسي معارض تجارية في تايوان. كما يتعرض رجال الأعمال من البر الرئيسي لقيود كثيرة إذا أرادوا زيارة تايوان.

في ال12 يونيو عام 2011، أعلن السيد شاو وي تشي مدير المصلحة الوطنية الصينية للسياحة في الدورة الثالثة من منتدى المضيق الذي عقدت في مدينة شيامن بدأ مشروع "الرحلة الفردية الحرة" من بر الصين الرئيسي إلى تايوان بشكل رسمي من ال28 يونيو، وتعتبر بكين وشانغهاي وشيامن المدن التجريبية لهذا المشروع. وبعد ذلك، ازدادت دفعتان من المدن المفتوحة للسياحة في تايوان. الدفعة الأولى كما ذكرناها بكين وشانغهاي وشيامن، والدفعة الثانية: تيانجين وتشونغتشينغ ونانجينغ وهانغتشو وقوانغتشو وتشندو وجينان وشيآن وفوتشو وشنتشن. الدفعة الثالثة: سوتشو وووهان ونينغبو وتشينغداو وتشنغتشو وشنيانغ وتشانغتسو وشيجياتشوانغ وتشانغشا وكونمينغ وناننينغ وخهفي وتشوانغتشو.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي