CRI Online

المضايق الثلاثة الجديدة

cri       (GMT+08:00) 2014-09-29 14:13:11

 

بعد أكثر من 10 سنوات من البناء والتشييد قد حقق مشروع المضايق الثلاثة المقام على أطول نهر في الصين ألا وهو نهر اليانغتسي أهدافه الأولى من الحجز المبدئي لسيول النهر وبدء توليد الكهرباء باستخدام المجموعة الأولى من مولدات الكهرباء مع بدء أيضا مرور السفن من البوابة الدائمة على النهر وبذلك أبدت المضايق الثلاثة ملامحها الجديدة أمام العالم.

ينبع نهر اليانغتسي من هضبة تشينغهاي – التبت الواقعة في شمال غربي الصين وتتدفق مياهه شرقا لتصب في المحيط الهادئ. ويصل طول النهر 6300 كم ويشق المجرى الأعلى منه والبالغ طوله 200 كم جبالا شاهقة وأودية عميقة تنتصب بجانبيها منحدرات جبلية عالية لتشكل كل هذه العناصر مشاهد المضايق الثلاثة العجيبة.

قام مشروع المضايق الثلاثة الحديث التشييد بقطع النهر من مجراه في الأودية وتشكيل البحيرة بداخلها وعندما تدخل المنطقة يقف أمامك سد ضخم كتنين عملاق تركب بداخله مجموعة من مولدات الكهرباء لإرسال ما يفوق مليون كيلوواط من الطاقة الكهربائية يوميا إلي المناطق في شرق الصين وجنوبها بينما تجد في الجهة الثانية من السد أكبر بحيرة اصطناعية في العالم يعمل على حجز بصورة فعالة مياه السيول القادمة من المجرى الأعلى من النهر لضمان سلامة المدن والنواحي الواقعة في المجرى الأوسط والمجرى الأسفل إضافة إلى ارتفاع سطح المياه في مجرى النهر الأعلى مما زاد من قدرة سير السفن على النهر بأضعاف حتى تتمكن السفن البالغ وزنها 10 آلاف طن أن تصل إلى مدينة تشونغ تشينغ مباشرة ومع كل ذلك ظلت سلسلة الجبال العالية التي تنتصب على جانبي النهر أطول منظر لأودية الأنهار في العالم التي تتمكن رؤيتها في رحلة نهرية كما ظلت المنطقة معلما سياحيا ينال إعجابا شديدا من قبل السياح من داخل الصين وخارجها.

ومع تنفيذ المشروع طرأت على حياة أبناء الشعب في المنطقة تغيرات جديدة بحيث ظهرت مجموعة من المدن والنواحي الحديثة البناء على جانبي النهر وانتقل أهل المناطق المغرقة تحت مياه البحيرة الاصطناعية إلى بيوتهم الجديدة كما تم استخراج ونقل التحف الأثرية في منطقة البحيرة إلى الأماكن الآمنة في حماية بالغة حتى توضع البيئة الطبيعية بالنهر ذاته وبجانبيه تحت حماية أفضل.

يعد نهر اليانغتسي نهر الأم للأمة الصينية وقد تجسدت ملامح شعبها الجديدة في مشاهد المضايق الثلاثة على هذا النهر الطويل.

إن السد الجديد المبني على جزء وادي شيلينغ بمجرى نهر اليانغتسي كأنه تنين عملاق فوق النهر.

لقد حدثت على مدى تاريخ نهر اليانغتسي كثير من كوارث الفيضانات واليوم أقيم مشروع المضايق الثلاثة ليعمل على التحكم بصورة فعالة في مياه الفيضانات القادمة من مجرى النهر الأعلى لضمان أمن وسلامة حياة أبناء الشعب في المدن والنواحي الواقعة في المجرى الأوسط والأسفل.

لقد بدأ تشغيل جسر اليانغتسي بدونغبا داخل منطقة المضايق الثلاثة بحيث يصل طول هذا الجسر الضخم المشدود من الجانبين من طراز PC وذو برجين إلى 2100 متر وارتفاع برجه الرئيسي 212 مترا ليكون ثالث أكبر الجسور من هذا النوع في منطقة آسيا بأكملها.

لقد بدأ رسميا ضمن مشروع المضايق الثلاثة تشغيل بوابة السد الدائم لمرور السفن بخمسة مستويات وذات اتجاهين في الـ8 من يوليو عام 2004 باعتبارها أكبر بوابة السد المشيّدة على الأنهار لمرور السفن على مستوى العالم.

دخل حجم مجموعة مولدات الكهرباء المركبة داخل سد المضايق الثلاثة الصفوف الأمامية بين الأجهزة المماثلة في العالم وقد بدأ تشغيل بعضها في الوقت الحاضر لتحتل المرتبة الأولى في الصين والمرتبة الثالثة في العالم من حيث قدرة توليد الكهرباء.

يعبر جسر المواصلات العملاق مضيق ووشيا فوق نهر اليانغتسي كأنه قوس قزح جميل.

لقد تحسنت أحوال الخط الملاحي في المجرى الأعلى لنهر اليانغتسي بعد بدء تخزين المياه في مشروع المضايق الثلاثة حتى زادت قدرة السير على هذا الخط بأربعة أضعاف عما في السابق مما مكن السفن الضخمة ذات 10 آلاف طن من الوزن أن تصل إلى مدينة تشونغ تشينغ مباشرة. وتوضح الصورة مدى انشغال ميناء وانتشو في مدينة تشونغ تشينغ بأعمال الشحن والتفريغ.

لقد تم تحديد منطقة المضايق الثلاثة على نهر اليانغتسي كحديقة وطنية للمعالم الجيولوجية فصارت بالتالي أكبر حديقة وطنية من نوعها في العالم.

عندما تصل الطاقة الكهربائية المولدة من محطة توليد الكهرباء بالمضايق الثلاثة ما يفوق 100 مليون كيلوواط يوميا ترسل الكهرباء دون انقطاع إلى شرق الصين ووسطها وإلى مقاطعة قوانغدونغ وغيرها من المناطق الصينية.

قام الخبراء الصينيون في مجال الآثار بإنقاذ المعالم الأثرية الواقعة في خزان المياه بسد المضايق الثلاثة من خلال التنقيب والاستخراج وسط حماية دقيقة. وفي الصورة يقوم الخبراء بالتنقيب في أنقاض المأوي للقدماء الصينيين الذين عاشوا في عصر أسرة شانغ وتشو القديمتين واللتين ترجعان إلى ما قبل 3000 سنة.

قد تم حفظ مدينة بايدي – أحد المعالم الأثرية بالمنطقة حفظا جيدا. وفي الصورة يجتمع أبناء أهل المنطقة داخل هذه المدينة القديمة للاحتفال بالأعياد الصينية التقليدية.

تحول المجرى الأعلى لنهر اليانغتسي وبعض روافده إلى بحيرات مسطحة بعد بدء تخزين المياه بمشروع المضايق الثلاثة حتى صار الانسياب مع التيارات المائية على المراكب الجلدية لعبة سياحية محببة بصورة أكثر في هذه المنطقة.

وخلال 10 سنوات من بناء المشروع قد تم انتقال بكل نجاح 820 ألف سكان في منطقة خزان المياه من المدنيين والفلاحين إلى المناطق الأخرى بما فيهم 150 ألف شخص من أهل الريف. ووصل بعض المهاجرين بالسفن إلى ميناء تايتشو بمقاطعة جيانغسو وانتقلوا إلى بيوتهم الجديدة.

وبعض المهاجرين من منطقة الخزان بالمضايق الثلاثة انتقلوا إلى الأحياء السكنية الجديدة للمدنيين في مدينة تشونغ تشينغ.

وتحاول المدن والنواحي بمنطقة المضايق الثلاثة جذب الرأسمال الخارجي لإنشاء مؤسسات إنتاجية ذات كثافة العمل في مجالات الغزل الخفيف وصناعة المأكولات والأدوية لزيادة توفير فرص العمل للمهاجرين.

وقام المهاجرون الفلاحون من منطقة الخزان بزرع البرتقال وغيره من الفواكه العالية الجودة فوق منحدرات الجبال من أجل تحقيق حياة رغيدة.

ويقوم علماء النبات القادمون من سوق أوروبا المشتركة بزراعة ورعاية بعض الأنواع من النباتات الموجودة بمنطقة المضايق الثلاثة والمشرفة على الانقراض مع نظرائهم الصينيين.

ويقوم أهل منطقة الخزان بالمضايق الثلاثة بالإسراع في بناء الممر الأخضر من خلال زراعة أشجار الفواكه فوق الجبال الجرداء لتحسين البيئة البيلوجية في المنطقة حتى بدت سلاسل الجبال بالمنطقة في مناظر خلابة.

لقد تم انشاء مجموعة جديدة من الوحدات لمعالجة مياه الصرف والملوثة في المدن والنواحي الواقعة على جانبي نهر اليانغتسي الأمر الذي قلل بكمية كبيرة حجم المياه الملوثة المنصبة في النهر وتحسنت بالتالي جودة مياه النهر الجارية في منطقة المضايق الثلاثة تحسنا ملحوظا.

وقام بعض الفنانين بتسجيل ملامح محافظة فنغجياه السابقة قبل غرقها تحت مياه خزان السد بمنطقة المضايق الثلاثة في لوحات فنية على جدار الممر الفني بالمدينة الجديدة لتبقي ذكرى الأجيال إلى الأبد.

ظهرت على شاطئ نهر اليانغتسي بخزان منطقة المضايق الثلاثة مجموعة جديدة من المدن التي أنشئت خصيصا للمواطنين المهاجرين حيث تعلو العمارات الشاهقة وحدة تلو الأخرى.

إن أعمال إنشاء متحف المضايق الثلاثة بمدينة تشونغ تشينغ تجري الآن على قدم وساق ليكون متحفا متخصصا لعرض بصورة شاملة التحف الأثرية القيمة بمنطقة المضايق الثلاثة التي تم إنقاذها وسط حماية دقيقة من جراء بناء هذا المشروع الضخم.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي