CRI Online

التعليم المزدوج في مدارس منطقة التبت

cri       (GMT+08:00) 2014-12-11 14:26:24


تقع ولاية يوشو التبتية ذاتية الحكم في مقاطعة تشينغهاي بشمال غرب الصين حيث ينحدر 70% من السكان من قومية التبت، ولا يتلقى طلاب المدارس تعليم اللغة الأم – اللغة التبتية فحسب بل يتعلمون اللغة الصينية أيضا لأن تعلمها يفتح لهم فرصا أكثر للتواصل مع الأهالي من قومية هان.

في الساعة 10:50 صباحا في يوم الجمعة يحضر الطلاب في الفصل الثالث من الصف الخامس درسا للغة التبتية في مدرسة ابتدائية " هونغ تشي" بولاية يوشو حيث يقرأ جميع التلاميذ الذين تبلغ أعمارهم 10 أعوام ومعظمهم من قومية التبت نصا مع معلمهم بصوت عال، وتعتبر هذه المدرسة إحدى المدارس التي تتخذ طريقة التعليم باللغتين حيث يحضر التلاميذ من القوميتين ستة دروس بالغة الصينية وستة دروس بالغة التبتية على التوالي كل أسبوع ويتم تدريس مواد أخرى باللغة الصينية مثل الرياضيات والتاريخ والخغرافيا واللغة الانجليزية وغيرها.

بالنسبة للطلاب يعدّ تعلم اللغتين في نفس الوقت تحديا كبيرا وترى جوما وهي فتاة من قومية التبت أن هذه المنهجية سهلة جدا. بدأت جوما في تعلم اللغة الصينية في روضة الأطفال ويمكنها التحدث باللغتين بطلاقة وتقول إنها تتكلم باللغة التبتية مع والديها في البيت كما تتكلم باللغة الصينية مع المعلمين وزملائها من قومية هان في المدرسة وفي بعض الأحيان تتحدث باللغة الصينية مع أصدقائها من قومية التبت أيضا. وأكد المعلمة كانتشو ديجي أن اللغة التبتية هي لغة صعبة ولكن بعض الطلاب يدرسونها بشكل جيد. وإذا أراد الطلاب تعلم اللغة التبتية جيدا فلا يكفي تعلمها في المدرسة بل عليهم تعلمها في وقت الراحة. وترى أن تعلم اللغة التبتية مهم جدا وأن لكل من اللغتين فائدتها الخاصة. ولاية يوشو معظم سكانها من قومية التبت فلماذا تعلم اللغة الصينية لا غني عنه؟ قال تساى جان شان رئيس مدرسة ابتدائية " هونغ تشي" "إننا نعيش في منطقة الهضبة اذا استطاع الطلاب التحدث باللغة الصينية فيمكنهم أن يحصلوا على فرصا أكثر للخروج من بيئتهم المغلقة."

وأشار تشو مينغ بانغ نائب مدير مصلحة التعليم في ولاية يوشو إلى ضرورة تعميم اللغة الصينية، وأكد تشو أن اللغة الصينية هي وسيلة للبحث عن العمل الجيد والالتحاق بالجامعات الممتازة وخاصة خلال امتحان الالتحاق بالجامعة تعتبر اللغة الصينية مادة مهمة، مضيفا أن الهدف الآخر هو رفع مستوى التعليم للغة التبتية حيث هناك مشكلة نقص في معلمي مواد العلوم الذين يجيدون اللغتين الصينية والتبتية.

وبعد انتهاء الدوام المدرسي في الظهر، يتدفق الأطفال إلى والديهم الذين ينتظرونهم في باب المدرسة ويتبادلون الحديث باللغتين الصينية والتبتية. ويعتقد معظم الأطفال أن اللغة الصينية أسهل من اللغة التبتية. وتقول إحدى الفتيات إنها تحب اللغة الصينية واللغة الانجليزية أكثر لأن اللغة التبتية صعبة جدا، ولكن تثق بأنها ستجيدها من خلال بذل الجهود في تعلمها في البيت والمدرسة.

ويتخذ أولياء الأمور موقفا إيجابيا في تعلم اللغة الصينية لأنها تمنح أكثر الفرص في رأيهم حيث تقول امرأة من قومية التبت إنه وبالنسبة للأطفال في هذا السن وهناك كثير من الضغط لتعلم اللغتين ولكن إجادة عدة اللغات مفيدة بالنسبة لهم.

ولكن هل هناك إمكانية تهميش اللغة التبتية في حالة تعزيز تعليم اللغة الصينية على المدى الطويل؟ في الدول الأخرى توجد حالة التهميش مثلا في فرنسا استخدمت اللغة الألزاسية المشتقة من اللغة الألمانية على نطاق واسع في الثمانينات وبعد ذلك تم توريثها بين الأجيال فقط وتدل نتائج المسح التي أجريت في عام 2012 على أن هناك 12% من الشباب الذين يتراوح عمرهم بين 18-29 سنة في منطقة ألزاسيا يتكلمون هذه اللغة فقط بينما يوجد 74% من كبار السن الذين يتجاوز عمرهم 60 سنة يتكلمون هذه اللغة. فأحد هذه الأسباب يرجع لكون اللغة الفرنسية تحتل مكانة رئيسية ولا يوجد تعليم اللغة الألزاسية هذا من جهة ومن جهة أخرى، ابتعد السكان المحليين عن اللغة الألزاسية لأن هذه اللغة غشيمة وغير مفيدة في رأيهم. هل ستعاد نفس الحالة في ولاية يوشو؟

ترى المرأة السالفة الذكر أن الجميع يتكلمون باللغة الصينية في المدرسة وأنهم كأولياء أمور، لا يعارضون ذلك، لكنهم يطالبون أولادهم بالتكلم باللغة التبتية في البيت لأن القوميات التي لديها لغة مكتوبة نادرة لذا يجب على أبناء قومية التبت حماية هذه اللغة ونقلها إلى الأجيال القادمة ولكنها تشعر ببعض القلق من هذا الشأن .

نظرا لذلك أوضح نائب مدير مصلحة التعليم تشو مينغ بانغ أنه لا داعي للقلق على اللغة التبتية لأن المدرسة ظلت تعلمها كمادة رئيسية .

جاءت سيدة من قومية التبت اسمها جوما من شمال شرقي مقاطعة تشينغهاى وتسكن الآن في بكين وقالت إن عدة أجيال من أسرتها عاشت مع أهالي قومية هان، لذلك ورغم أنها تحافظ على معتقدها الديني وبعض أسلوب حياة قومية التبت ولكن لغتها الأم هي اللغة الصينية، مضيفة أن مستواها في اللغة التبتية متوسط والقراءة صعبة ولكن تعبر عن أملها في تقديم المساهمة في اللغة التبتية وثقافة التبت فيما بعد.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي