CRI Online

قضاء عيد الربيع في مدينة تشينغداو والتمتع بمتعة السياحة

cri       (GMT+08:00) 2015-02-25 15:04:02


حسب التقاليد الصينية، يقوم الصينيون بزيارات تهنئة خلال فترة عيد الربيع. وفي الصباح الباكر من رأس السنة الجديدة حسب التقويم القمري الصيني، يلبس الناس صغارا وكبارا، رجالا ونساء الملابس الجديدة والجميلة ويزورون أصدقائهم أو يستقبلونهم في البيوت. ويقدم الأطفال التهنئة بالعيد لكبار أفراد العائلة الذين يقومون بدورهم بتقديم عيدية للأطفال هي عبارة عن مبلغ من المال في ظروف حمراء.

ويعد إطلاق المفرقعات عادة هامة في رأس السنة الجديدة، ويرى الناس أن صوت انفجار المفرقعات يطرد الأرواح الشريرة من البيت ويجلب السعادة والبركة للبيت.

وفي اليوم الثاني من الشهر الأول في السنة الجديدة حسب التقويم القمري، يتوجه أفراد الأسرة إلى المهرجان الخاص للاحتفال بعيد الربيع في الحدائق للتمتع بالأطعمة اللذيذة والألعاب اللطيفة والبرامج الرائعة، حيث يمكن للناس أن يشاهدوا البرامج الشعبية التقليدية المختلفة مثل "لعبة فوانيس التنين" و"رقصة الأسد".

وتجري زيارات متبادلة بين الأصدقاء والزملاء في اليوم الثالث من الشهر الأول في السنة الجديدة، ويعبر الناس عن الأمنيات والتهاني الجميلة عبر تقديم الهدايا لتعزيز العلاقات بينهم.

وتقول الحكاية الشعبية القديمة الصينية إن إله الثروة ينزل إلى الأرض في اليوم الخامس من الشهر الأول في السنة الجديدة، ويوزع حظ الثراء على الناس. وفي الماضي، كان القدماء يعدون مراسم ضخمة لاستقبال إله الثروة. وفي العصر الحديث، لم يعد الناس يقيمون مراسم استقبال إله الثروة بل غيروا ذلك بأسلوب آخر هو تمني تحقيق الثراء من خلال تناول أكلة الجياوتسي. ويشبه شكل الجياوتسي شكل نوع خاص من العملات المعدنية القديمة الصينية، ويحب الناس أكل الجياوتسي في اليوم الخامس من الشهر الأول في السنة الجديدة لأن الجياوتسي لها معنى مبارك أي جمع الأموال في السنة الجديدة.

يصادف اليوم ال15 من الشهر الأول في السنة الجديدة حسب التقويم القمري الصيني عيد "يوان شياو" ولديه اسم آخر هو عيد الفوانيس. وفي ليلة العيد، يخرج الناس إلى الشوارع لمشاهدة الفوانيس الجميلة والمتنوعة. وفي هذا اليوم، من عادة الناس أن يأكلوا طعاما خاصا اسمه" يوان شياو". ويشبه نطق "يوان شياو" نطق كلمة "لم الشمل" في اللغة الصينية، فيأكل الناس "يوان شياو" في هذا اليوم للتعبير عن اشتياقهم لأفراد الأسرة الذين لا يستطيعون العودة إلى البيت خلال فترة عيد الربيع.

تقع مدينة تشينغداو على ساحل بحر هوانغهاي وهي مدينة صغيرة تعبق بأجواء أجنبية غريبة لا تجدها في المدن الصينية الساحلية الأخرى، ولعل ذلك من مخلفات الماضي عندما كانت تحتلها ألمانيا واليابان. المدينة أيضا مفعمة بسمات بل مزايا المناطق الساحلية والفضل في ذلك يعود إلى النظرة الثاقبة والرؤية البعيدة للقائمين على أمر تشينغداو.

عدد لا يحصى من الأبنية القديمة ذات الأنماط المعمارية الأجنبية في المدينة، منها المساكن والأبنية العامة، وما زالت الأبنية الجديدة تسعى للإبقاء على هذه الأنماط التي يفخر بها أبناء المدينة.

جدير بالذكر أنه في نوفمبر عام 1897 بدأ الاحتلال الألماني بالقوة العسكرية للمدينة، ومن نوفمبر عام 1914 إلى 10 ديسمبر عام 1922 حلت اليابان محل ألمانيا، وسيطرت على تشينغداو سيطرة استعمارية وعسكرية.

المستعمرون الألمان، بعد أن احتلوا المدينة، أعادوا بنائها على الشكل الذي يلبي متطلباتهم وهدموا الأبنية التقليدية الصينية فيها، وبنوا هذه المدينة على طراز المدن الأوربية الحديثة، ومحوا ملامح الثقافة التقليدية الصينية، وخلال 17 سنة من الاحتلال الألماني تشكل للمدينة أسلوبها المعماري وملامحها الأساسية التي تركت بصماتها إلى الآن.

من أهم الأبنية في تشينغداو خلال فترة الاحتلال الألماني والتي مازالت بحالة جيدة حتى الآن:المكتب الرسمي للحاكم العام الألماني: تم بناؤه في عام 1906، وهو مشيد على طراز الأبنية الكلاسيكية الأوربية، وهذه البناية هي حاليا المقر الرسمي للمجلس المحلي لنواب الشعب والمجلس الاستشاري السياسي للشعب الصيني لمدينة تشينغداو.

منزل الحاكم العام الألماني: بنى في عام 1908، ويقع في جنوب جبل شينهاو، وهو فيلا نموذجية فاخرة على طراز الحديقة، مشيدة على الطراز المعماري الألماني، وهذه البناية تحولت إلى فندق حاليا.

محطة القطار بتشينغداو: تتكون من برج الساعة وقاعة الانتظار الكبيرة رئيسيا، وسطح برج الساعة مبني على طراز ثماني الزوايا، وتركب فيه أربع ساعات كبيرة، وبعض الأجزاء منه مازالت في حالة جيدة، أما الأجزاء الأخرى فقد أعيد بناؤها تقليدا للأصل.

كنيسة يسوع: تم بناؤها في 1910، ويبلغ ارتفاع الجزء الأساسي لها 28ر17 مترا. جدرانها الصفراء مبنية بأحجار الجرانيت، والكنيسة مشيدة بالأسلوب المعماري للقلاع الألمانية القديمة.

بالإضافة إلى ذلك توجد في تشينغداو مجموعة من الأبنية التالية المبنية منذ ثلاثينيات القرن الماضي، منها مركز العلوم والتكنولوجيا البحرية ومتحف المنتجات البحرية ومتحف المائيات ومتحف القوات البحرية. ويعد متحف المائيات بتشينغداو الذي تم بناؤه في عام 1932، أقدم متحف للمائيات في الصين.

تطل مدينة تشينغداو على بحر بوهاي شرقا وتحتضنها الجبال شمالا وجنوبا، حيث المنظر الجميل والجو المعتدل. ويوجد بها كثير من المواقع السياحية يستحق الزيارة بالإضافة إلى مشاهدة البحر وتسلق الجبل وتناول الأطعمة البحرية، منها شارع قديم يرجع تاريخه إلى مائة سنة، اسمه دار الحطب، حيث لا تتذوق فيها كل الأنواع من الأطعمة اللذيذة التقليدية فحسب، بل ستتمتع فيها أيضا بالعروض الفنية التقليدية الصينية بعد الأكل.

تقع دار الحطب في منطقة تجارية بشارع جونغ شان. قيل إنها كانت سوقا للأحطاب. وتمت تسميتها بهذا الاسم في العشرينات في القرن الماضي. كانت هذه الدار مكانا مفعما بالحركة والنشاط في تشينغ داو خلال الثلاثينات في القرن الماضي، حيث توجد فيه أنواع كثيرة من الأطعمة والألعاب، وكذلك يمكن مشاهدة الأفلام وسماع الحوار الفكاهي.

وكان ممثلون مشهورون قدموا عروضا في دار الحطب، وعروضهم الفنية الرائعة زادت من شهرة الدار ومدينة تشينغداو. وتحتوي هذه الدار الآن على الأطعمة اللذيذة والعروض الفنية والثقافات الأجنبية والثقافة التقليدية الصينية والخ.

قضى كثير من أهل تشينغ داو طفولتهم مع أكل الأطعمة الخفيفة وسماع الأوبرا المحلية والحوار الفكاهي في هذه الدار. ومن المؤكد أن كل زائر لتشينغداو يقوم بزيارة دار الحطب لتذوق الأطعمة المتميزة ويعايش عادات وتقاليد تشينغداو القديمة.

وتم القيام بإصلاح دار الحطب في عام ألفين وسبعة من أجل استقبال الأصدقاء من كل أنحاء البلاد بصورة أفضل. وتظهر هذه الدار الآن أمام الناس بصورة جديدة.

وبمناسبة حلول عيد الربيع- أهم الأعياد الصينية التقليدية، وصلت دار الحطب إلى ذروة ازدهارها في السنة، حيث توجد عروض فنية ذات خصائص تقليدية صينية على التوالي. مرحبا بكم إلى دار الحطب لقضاء العيد السعيد.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي