CRI Online

زيارة مدينتي يانغتشو وهانغتشو في فصل الربيع

cri       (GMT+08:00) 2015-03-20 10:14:08


إن مدينة يانغتشو مدينة قديمة يرجع تاريخها إلى ما قبل 2400 سنة، وموقعها الجغرافي وسط مقاطعة جيانغسو شرقي الصين، وتطل على نهر اليانغتسي جنوبا وتتصل بنهر هواي خه شمالا، وتخترقها القناة الصينية الكبرى "دا يون خه" التي تمتد من شمال الصين إلى جنوبها وتم شقها قبل ألفي سنة من وسطها، وأطلق المحليون عليه النهر الأم لمدينة يانغتشو. لذلك، تكون مدينة يانغتشو غنية بموارد المياه منذ القدم وكأنها لؤلؤة لامعة ملصقة في دلتا نهر اليانغتسي المتطورة. وتحت إدارتها المباشرة في الوقت الحالي ثلاثة أحياء بلدية وثلاث بلدات ومحافظة باو يينغ، ويصل عدد سكان كلها إلى أكثر من أربعة ملايين نسمة يعيشون على نحو عشرة آلاف كيلومتر مربع.

تعد يانغتشو مدينة قديمة ذات مناظر طبيعية خلابة، ويوجد فيها الكثير من الآثار والمواقع التاريخية، ومنها نهر دا يون خه القديم ومقابر أباطرة أسرتي هان وسوي الملكيتين الصينيتين وأطلال القصور الإمبراطورية لأسرتي تانغ وسون الصينيتين والحدائق الطبيعية والشخصية لكبار أسرتي مينغ وتشينغ القديمتين وغيرها. وكل ذلك يجذب عددا كبيرا من الزوار إليها يوميا. ومن أشهرها البحيرة الغربية الضيقة باعتبارها بطاقة رمزية للمدينة ومعبد دا مينغ القديم وحديقة قه يوان وحديقة خه يوان وأطلال مدينة تانغ القديمة ومقبرة بهاء الدين القديمة التي كلها من الآثار القيمة المحمية على مستوى الدولة.

وجدير بالذكر أن هناك شارعا قديما في قلب المدينة اسمه شارع ون تشانغ تتركز فيه مجموعة كبيرة من البنايات القديمة من مختلف المراحل التاريخية الصينية. ويقول محليون إن "التجول في شارع ون تشانغ يعني التجول من العهود الصينية القديمة لأسر تانغ وسون ويوان ومينغ وتشينغ إلى اليوم". لذلك، أدرجت مدينة يانغتشو ضمن قائمة المجموعة الأولى للمدن السياحية البارزة لعموم الصين عام 1998.

تقع البحيرة الغربية الضيقة شمال غربي المدينة، شكلها ضيق طويل يبلغ طولها أكثر من أربعة كيلومترات، كما هي متعرجة كأنها لوحة طبيعية صينية طويلة مرسومة عليها التلال والحدائق والجسور والقصور التقليدية الصينية والبرج الأبيض والممر الصيني الملون وغيرها على التوالي. وبني على وسط البحيرة الغربية الضيقة جسر على الطراز المعماري التقليدي المميز يتكون من 15 فتحة كأنه شريط وسط جميل للبحيرة، ومبني فوقه خمسة جواسق تقليدية صينية، فسماه الناس اسم "جسر الجواسق الخمسة". وكلما حل عيد البدر في الشهر الثامن حسب التقويم القمري الصيني، يمكن أن يرى الناس من كل فتحة للجسر بدرا ينعكس في مياه البحيرة. وهكذا، ويقابل 15 بدرا مائيا البدر الكبير اللامع الذي يضئ في السماء، ويشكل مشهدا خياليا جميلا مثيرا للإعجاب.

كما تتمتع مدينة يانغتشو بشبكة النقل والمواصلات الممتازة بريا ومائيا، ولا تحتاج المسافة إليها من مدينة شانغهاي بالسيارة سوى أكثر من ساعتين فقط، وبالقطار من بكين إليها بعد أكثر من عشر ساعات. ولمدينة يانغتشو أيضا ميناء يانغتشو المفتوح الجيد على مستوى الدولة، ويمكن أن ترسو فيه سفن الشحن الكبيرة ذات حمولة خمسين ألف طن. وبسبب بيئتها الاستثمارية الممتازة ومنشآتها الأساسية المتكاملة تعتبر يانغتشو أيضا مدينة صينية مقبولة لدى المستثمرين الأجانب. ويوجد فيها أكثر من1500 مؤسسة أجنبية أو بالتمويل الأجنبي. وحاليا، تتقدم مدينة يانغتشو تقدما سريعا على طريق التنمية والتحديث، وفي الوقت نفسه، تحافظ على ثقافتها القديمة وآثارها القيمة وملامحها الطبيعية بصورة جيدة.

إن مدينة هانغتشو مدينة سياحية مشهورة في الصين، وتقع في قلبها البحيرة الغربية الجميلة التي تعتبر مزارا يتعين على السياح زيارته بعد وصولهم إلى المدينة، لذلك يتجول كل يوم حول البحيرة عدد كبير من الزوار. ولكن، لا يعرف معظم الناس أنه في مكان قريب لا تتجاوز مسافته عن مدينة هانغشو خمسة كيلومترات، توجد حديقة شي شي الجميلة على مستوى الدولة، حيث الأرض رطبة واسعة تحافظ على طبيعتها بشكل جيد رغم أنها قريبة من المدينة.

ما إن دخلنا الحديقة حتى شعرنا بأن الهواء رطب ونقي، وتبدو أمام أنظارنا صورة جميلة مميزة بالمناظر الطبيعية الخاصة بجنوبي الصين، وتنمو فيها غابة البامبو الخضراء والأشجار الكثيفة والنباتات المختلفة، وبنيت بعض الجسور الحجرية الصغيرة من الطراز التقليدي وتنتشر هنا وهناك برك المياه المتعددة.

ويقال إن هذه الأرض الجميلة كانت مكانا منعزلا عن الخارج وغالبا ما زارها بعض الأدباء القدماء في عهد أسرتي مينغ وتشينغ الملكيتين الصينيتين قبل أكثر من ثلاثمائة سنة للإقامة وتعميق الدراسات الأدبية. لذا، وحتى اليوم، مازال في الحديقة بعض الآثار القديمة المحفوظة كمعبد شيو شيوي ومعبد بوآن وقصر مي جو وقاعة شي شي وغيرها من البنايات التاريخية التي كان يرتادها الأدباء والمثقفون القدماء للاجتماع وإقامة الندوات والجلسات الأدبية، مما ترك مجموعة كبيرة من المحاضرات والقصائد والمؤلفات.

ظلت هذه الأرض الرطبة محافظة على طبيعتها خلال السنين الماضية، ومن أجل حمايتها بشكل أفضل واستفادة المزيد منها، بدأت الحكومة تنفذ مشروع البناء الشامل لها على مراحل مختلفة منذ عام 2003، وأصبحت حاليا حديقة طبيعية واسعة، وتتجاوز مساحة هذه الأرض الرطبة عشرة كيلومترات مربعة، مما يوفر بيئة أحيائية رائعة. وبالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء وإعادة بناء بعض المواقع التاريخية والطبيعية والمزارات الخاصة لاستقبال السياح إليها.

هناك ممر طويل مغلق مبني بالزجاج، طوله 137 مترا وعرضه 3 أمتار وعمقه تحت الأرض من متر إلى ثلاثة أمتار، وتنمو على جانبيه أنواع من النباتات المائية المختلفة، يمكن للناس أن يتجولوا من داخل هذا الممر الطويل الزجاجي إلى تحت الأرض الرطبة للتمتع بجذور النباتات المائية وبعض الأحياء المائية التي تعيش فيها.

وتماشيا مع زيادة عدد السياح إلى الحديقة، بدأت الإدارة المحلية تقلق إزاء تلوث البيئة، فبدأت تركز قوتها لتشديد المراقبة على ذلك. ومن أجل حماية هذه الأرض الطبيعية عملت الإدارة المحلية بجهد لزيادة أنواع النباتات من 220 نوعا إلى 262 نوعا لتحقيق تعددها والمحافظة عليها. والآن تصل أنواع الأسماك والأحياء المائية إلى خمسين نوعا إلى جانب 126 نوعا من الطيور التي تعيش في الغابة.

تعتبر مدينة هانغتشو مدينة جميلة المناظر وغنية بالثروات. وقد كانت عاصمة الصين في عهد أسرة سونغ الجنوبية الملكية، كما كانت ميناء تجاريا دوليا هاما في التاريخ. ويقع مسجد العنقاء في هذه المدينة الجميلة.

جدير بالذكر أن هذا المسجد يسمى بـ"مسجد العنقاء" لأن منظره يشبه عنقاء ناشرة جناحيها. قيل إن بوابة المسجد التي يقع عليها برج مشاهدة الهلال يشبه رأس العنقاء، وأن الممر المؤدي من البوابة إلى الداخل يشبه عنقها، وأن صفي الأشجار الهرمة المتسامقة على يمين المسجد ويساره يشبهان جناحين لها، وأن المباني المتوزعة في قلب المسجد تشبه بدنها، وأن دغلة من البامبو خلف قاعة الصلاة تشبه ذيلها. أما البئران أمام قاعة الصلاة فتشبهان عيني العنقاء.

وتمتد مباني المسجد الرئيسية: هي البوابة وقاعة الصلاة وقاعة الدعوة على خطه المحوري من الشرق إلى الغرب. أما قاعة الصلاة فمسقطها غير منتظم وهي مبنية من الطوب وخالية من العوارض ومطلية جدرانها بالكلس الأبيض ومزخرفة بالنقوش الجميلة. وترى على كلا الجمالونين اثنين من الأبواب ذات الخطوط القوسية الانسيابية. أما الجدران الخلفية للقاعة، فليس لها أبواب، ولكنكم ترون في الأجزاء العليا من الجدران اثنتين من النوافذ. كما ترى افاريز بارزة على أعالي الجدران، وصفوفا منتظمة من القرميد على سطح القاعة. ومن الواضح ان ظهور هذه المباني على السقف متأثر بأسلوب العمارة الإسلامي دون شك.

وكانت بوابة المسجد منتشرة بالنقوش الطوبية الجميلة. وعلى كلا جانبيها برج لمشاهدة الهلال. ويبلغ ارتفاعه عشرات الأمتار. وكان هذا البرج في غاية من الروعة.

وكانت حكومة الصين الجديدة في الأيام الأولي بعد تأسيسها قد جددت المسجد إلى حد كبير لحرمانه من الترميم مدة طويلة. فقد لجأ المسلمون هناك سنة 1953 إلى ترميمه على نطاق واسع، فتجددت ملامحه كل الجدة. ودخل هذا المسجد العريق في قائمة أهم الآثار المحمية على نطاق البلاد.

ويعتبر مسجد العنقاء بمدينة هانغتشو أحدا من المساجد الصينية الأربعة الكبرى.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي