CRI Online

((طريق الحرير)) الذي دخل الصينيون عبره للإسلام

cri       (GMT+08:00) 2015-04-16 11:06:00

نشأة الطريق

أطلق العالم الجغرافى الألمانى F.Von Richthofen عام 1877 على طريق المواصلات لتجارة الحرير فيما بين الصين فى أسرة هان وبين الجزء الجنوبي والغربى لآسيا الوسطى والهند اسم "طريق الحرير".

ويقصد به خط المواصلات البرية القديمة الممتد من الصين وعبر مناطق غرب وشمال الصين وآسيا كلها إلى المناطق القريبة من إفريقيا وأوروبا وبواسطة هذا الطريق كانت تجرى التبادلات الواسعة النطاق من حيث السياسة والاقتصاد والثقافة بين مختلف المناطق والقوميات

معبر للثقافات

يؤكد الدكتور محمد هشام النعسان أن الصين أول دولة زرعت التوت وربت ديدان القز وأنتجت المنسوجات الحريرية فى عالم العصور القديمة وتعتبر المنسوجات الحريرية الصينية من أهم المنتجات التى تقدم لشعوب العالم حتى اليوم وينتشر الحرير الصينى فى كل العالم وقد أطلق على الطريق أيضاً " طريق الأحجار الكريمة" و"طريق الفخاريات والخزفيات".

وقد بدأ الغرب يعرف الصين من انتقال الحرير الصينى عبر طريق الحرير إلى الخارج. في عهد أسرة تانغ حيث بلغت صناعة الحرير الصينية الذروة وازدادت أساليب نسجه وزخرفته.وقد ورثت المنسوجات الحريرية فى عهد أسرة مينغ تقاليد بأنواع متعددة وجمال زاهى فاجتذبت تجار مختلف بلدان العالم بنوعيتها الممتازة.

وقد مدح الشاعر الرومانى "ويجير" الحرير الصينى بأنه أجمل من الزهور وأدق من نسج العنكبوت


الخزفيات الصينية في العصر القديم

وفى العصور القديمة أصبح الحرير الصيني بضاعة ذائعة الصيت سعرها الأغلى وربحها الأكثر تدريجيا فى التجارة العالمية وإلى جانب الحرير أعجبت بلدان الغرب بخزفيات الصين ومنتجاتها ذات الجاذبية الشرقية ومع تجارة الحرير انتقل منتجات العالم إلى الصين مثل الفلفل والجزر والبصل والبطيخ ومنذ بداية عهد أسرة هان انتقلت بعض النباتات إلى الصين والأوعية الزجاجية من روما والرقص والموسيقى والأكروبات من المناطق الغربية إلى الصين أيضا.

ومنذ عهد أسرتى وى وجين حتى عهد أسرتى سوى وتانغ انتقلت الموسيقى والرقص والأطعمة والملابس ذات الميزات الخاصة من آسيا الغربية والوسطى إلى الصين مع دخول أهل "سوته " المنتمى الى سلسلة الثقافة الفارسية الى الصين بأعداد كبيرة فإن شق "طريق الحرير" وبقاءه على مدى زمن طويل قد ساهما مساهمات هامة فى تبادل الثقافة المادية والثقافة الروحية بين الصين والمناطق الغربية.

الأديان والفنون

ويشير الدكتور محمود رمضان إلى أن كثرة تبادل التجارة بين الشرق والغرب ساهم فى انتقال البوذية إلى الصين فى نهاية عهد أسرة هان الغربية (206 ق.م – 8م)، وشهد تطوراً في فترة أسرتي سوي وتانغ (581 –907م) وتغلغل بين صفوف الشعب وليس ذلك فحسب بل أسس كبار الرهبان الصينيين مدارس بوذية صينية و بفضل التأثيرات البوذية المباشرة وغير المباشرة يمكن رؤية المعابد القديمة والكهوف البوذية في مختلف مناطق الصين اليوم.


كهوف موقاو

وانتشرت الكهوف البوذية بجوانب "طريق الحرير" مثل كهوف موقاو فى دونهوان وكهوف يويلين فى آنشى وكهوف جبل مايجى فى تيانشيوى وكهوف يونقانغ فى داتونغ وكهوف لونغمن فى لوهيانغ وغيرها من الكهوف المشهورة التى تجسد اندماج الأساليب الفنية الشرقية والغربية وروح البوذية

ويتابع د. رمضان بأن طريق الحرير البحرى تشكّل منذ عهد أسرة هان وكان مصدر البضائع المنقولة إلى الخارج عبر "طريق الحرير" مثل حرير القز والمنسوجات الحريرية ويقع فى مناطق جنوب نهر اليانغتسى والمناطق الساحلية وكانت هذه المناطق قاعدة لصنع السفن أيضا فاستطاعت تموين البضائع وأدوات النقل إلى ما وراء البحار وقد شق الإمبراطور وو دي (140ق.م –87ق.م) في أسرة هان "طريق الحرير" البحري


طريق الحرير البحري

وبدأت التجارة مع روما عن طريق الهند عبر البحار وتمت إقامة العلاقات التجارية مع الخارج وزيادة الأسواق الخارجية وخطوط المواصلات البحرية وصار طريق الملاحة فى بحر الصين الجنوبي ابتداءاً من مدينة كانتون طريقا سالكا هاما لـ"طريق الحرير" البحري

وقد لعب هذا الطريق دورا هاما فى دفع تبادل المواد والثقافات بين مختلف البلدان إلى جانب نقل الحرير إلى ما وراء البحار وكانت بلدان جنوب آسيا الشرقية وآسيا الجنوبية والغربية وأوروبا ترسل رسلا إلى الصين عبر الطريق البحرى لطلب الصداقة وتجارة الحرير معها وهكذا كان الحرير كبضاعة تجارية هامة تنتقل إلى مختلف البلدان بلا انقطاع.


1 2 3
أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي