CRI Online

اكتشاف سر مباني قومية تشيانغ

cri       (GMT+08:00) 2015-07-15 14:22:45


إن قرية تاوبينغ التي تقع في المنطقة الجبلية الواقعة في غرب مقاطعة سيتشوان هي منطقة مأهولة تقطنها أقلية قومية تشيانغ. وبعد وقت طويل من الحياة البدوية، تحضر أبناء قومية تشيانغ في هذه المنطقة الجبلية، وبقوا فيها حتى الآن، حيث عاشوا هناك آلاف السنين، لكن الهدوء في القرية يخفي كارثة سبق أن شهدتها.

فقد ضرب زلزال ضخم مقاطعة سيتشوان في الـ12 من مايو في عام 2008، واستمر أكثر من دقيقتين، مما أسفر عن مقتل وفقدان أكثر من 80 ألف شخص. كانت الهزات الارتدادية عنيفة، وحتى مدينة بكين التي تبعد عن مركز الزلزال 1800 كم

شعرت به ساكنتها. وفقد أكثر من 5 ملايين شخص بيوتهم في الكارثة، وقد تعرضت بعض القرى لخسائر فادحة، بفعل هذه الكارثة مما أدى إلى نزوح جميع أبنائها. تبعد قرية تاوبينغ عن مركز الزلزال 20 كم فقط، وكادت تتلاشى كبقية القرى الأخرى في سيتشوان، لكن من الصعب تصديق أن "البرج" لقومية تشيانغ الممتد تاريخها إلى ألفي سنة، تحملت تجربة هذه الزلزال رغم الخسائر الضئيلة. سنبحث اليوم عن الأسباب.

لقد تعرضت المباني في قرية تاوبينغ لخسائر طفيفة مقارنة بالمباني الحديثة الأخرى في هذه المنطقة. لقد خطط التصميم المعماري لمباني تشيانغ بشكل علمي قادر على مقاومة الكوارث الطبيعية، لأن البيوت مرتبطة ويشد بعضها البعض. مثل القرى المأهولة الأخرى لقومية تشيانغ، بنيت قرية تاوبينغ وفق تصميم الطاوية القديم. تتمتع البيوت بثماني بوابات خارجية و31 ممرا مرتبطا في الداخل، مما شكل نظاما للدفاع القوي، حيث يسهل على الغزاة أن يضلوا طريقهم، مما يؤدي إلى تعرضهم لهجوم من قبل مقاتلي قومية تشيانغ من كل الزوايا. أبراج المراقبة التي يمكن رؤية الأعداء من خلالها، تعد المواقع الأخيرة في حال وقع هجوم من قومية تشيانغ.

في قرية تاوبينغ مجرى مائي تحت الأرض لتزويد المياه في فترات طويلة المدى خلال الطوارئ. والممرات المضللة ونظام إمداد المياه وأبراج المراقبة تشكل حصنا قويا لصد الأعداء. ولا غرابة أن الغرب يسميها بالقلعة الأوروبية.

لا يسهم تصميم القرية في ضد الأعداء فحسب، بل يساعد في امتصاص قوة الزلازل أيضا. يعتمد كل بيت على البيت المجاور له، مما يمتص قوة الزلزال. في هذه البيوت بعض الميلان يمكنها مقاومة موجة الزلازل من أي اتجاه. الجدران في قرية تاوبينغ ليست عمودية، حيث تتميز جميع المباني بقاع أوسع ورأس أضيق. تنحدر كل الجدران إلى الوسط، ويعزز هذا الشكل الهرمي مدى رسوخها لمقاومة القوة الخارجية من أي اتجاه.

ويمكن معرفة سبب مقاومة الزلزال من قاعدة المباني. الأحجار التي يستخدمها عمال البناء غير عادية. الأحجار والطين مفعمة بالبوطاس، مما عزز قوة التصاق الجدران. ونحن نتحدث عن جدار واحد فقط، لكن في هذه القرية مئات البيوت تبني بنفس الأسلوب، فيمكنكم أن تتصوروا، كم وقتا يجتهد عمال البناء فيه تحت أشعة الشمس الملهبة! إنه عمل متعب للغاية، ليس سهلا بالتأكيد. فتعجبنا انجازاتهم المعمارية.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي