CRI Online

المقامات الإثنتا عشرة لقومية الويغور

cri       (GMT+08:00) 2015-07-30 10:47:27


إن "المقامات الإثنتي عشرة" هي موسيقى فلكلورية تقليدية لقومية الويغور بمنطقة شينجيانغ، وهي فن يجمع بين التقاليد الموسيقية الموجودة في مناطق شوله وتسيوتسي ويوتيان لتبرز خصائص فنون شينجيانغ المتمثلة في الجمع بين الغناء والرقص والموسيقى.

حيثما يوجد الويغور، يكون هناك مقام. وباعتباره أبرز إنجاز لأبناء قومية الويغور في فن الموسيقى، يتمتع المقام بسمعة غير قابلة للتحدي بوصفه وسيلة للثقافة الويغورية.

وكانت منظمة اليونسكو قد صنفت مقام شينجيانغ الويغوري كجزء من التراث البشري غير المادي في 25 نوفمبر في عام 2005.

كما كان المسبار القمري الصيني تشانغ آه الذي تم إطلاقه بنجاح ليدور حول القمر يوم 24 أكتوبر في عام 2007، يحمل 31 أغنية من ضمنها مختارات من "المقامات الإثنتا عشرة".

تعرف المقامات الإثنتا عشرة باسم "أم الموسيقى الويغورية "، فإن كل مجموعة مقامات تتكون من ثلاثة أجزاء: نغمة تسونغ، (مجموعة من الأغاني العاطفية، ومقطوعات آلاتية، وموسيقى غنائية يصاحبها رقص)، وداستان (السرد الموسيقي) ومشرب (سلسلة من موسيقى غنائية يصاحبها رقص)، ولكل منها 20-30 لحناً فرعياً. و يحتاج غناء مقام كامل إلي حوالي ساعتين، وتتألف مجموعة الإثني عشر مقاماً كاملة من 360 لحناً مختلفاً وتأخذ أكثر من 24 ساعة لعزفها بشكل كامل.

والمقامات الإقليمية الثلاثة الأخرى، هي مقام توربان، ومقام قومول (هامي) ومقام ودولان، تعتبر مميزة عن الإثني عشر مقاماً في هيكلها.

تعمل ووليا اسماعينووا في أستوديو تيان شان الصينية، إنها سيدة من قومية الويغور تتميز دوما بالحماس في فن المقامات. وقد قابلها مراسلنا مؤخرا ببكين.

أخرجت ووليا فيلما تلفزيونيا بعنوان "ماضي المقامات" في عام 2009. وهو الفيلم الذي يحكي تاريخ فن المقامات منذ إشرافه على الاندثار إلى إدراجه ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي العالمي، وأيضا قصص ومآثر الذين قدّموا مساهمات بارزة لإنقاذ هذا الفن.

وبصفة عامة فإن فن المقامات لقومية الويغور بشينجيانغ يشير إلى المقامات المتنوعة المنتشرة في الأماكن المأهولة بأبناء قومية الويغور بشينجيانغ. نبعت المقامات من الثقافات القومية المحلية القديمة بغرب الصين، وتأثّرت بالثقافة الإسلامية كثيرا. حيث اُستخدمت فيها مختلف الأساليب الموسيقية والأدبية والأوبرالية والرقص لعكس الحياة المميزة والأخلاقيات الرفيعة لأبناء قومية الويغور وطموحاتهم وأفراحهم وأحزانهم في قديم الزمان. لقد جمع هذا الفن بين الموسيقى التقليدية والآداب والفنون والأوبرات والرقص. ولكن عمليات الانتقال والتوارث كانت شفهية فقط وذلك ما جعلها تواجه خطر الاندثار في العصر الحديث. أخرجت ووليا الفيلم التلفزيوني "ماضي المقامات" بهدف إنقاذ المقامات لتوريث هذا الكنز الفني القومي الثمين. وتعليقا على الفيلم تقول المخرجة ووليا:

ريحانة: "قبل تصوير هذا الفيلم التلفزيوني، دعوتُ ورثة المقامات إلى جلسة في الاستوديوهات لإقامة حلقة نقاش، حيث تحدّثوا عن أسباب دراستهم للمقامات وحبّهم لها. استغرقت الجلسة فترة الصباح، وبعد الظهر وجدتهم يحملون آلاتهم الموسيقية. فسألتهم: ماذا تريدون؟ أجاب أحد الورثة: إن الجلسة بدون موسيقى مملّة، لذلك جلبنا الآلات الموسيقية لإسماعك وإمتاعك. وهكذا أقاموا حفلة موسيقية في قاعة الاجتماع."

أخبرتنا ووليا أنه مع التطور الاجتماعي والاقتصادي بالصين، تسارعت عملية التكامل الاقتصادي والتحديثات في المناطق المأهولة بأبناء الأقليات القومية. فدخلت مختلف الثقافات حياتهم، الأمر الذي أدى إلى تغيير أنماط إنتاجهم وحياتهم وتفكيرهم، وطرأت تغيرات على مفاهيم الجمال والهوايات لأبناء قومية الويغور وخاصة الشباب في العصر الحاضر، وأصبح الاعتراف بقيم الثقافات التقليدية يزداد أكثر فأكثر، فواجه فن المقامات صعوبات كبيرة في توريثه. وأوضحت ووليا قائلة:

ريحانة: "عندما كنتُ في بكين لدبلجة الفيلم، سألني الممثل: هل المقامات اسم لشخص ما؟ ما هي؟" إنهم لا يعرفون المقامات تماما. في شينجيانغ يعرف الشباب أن المقامات موسيقى قومية الويغور بشينجيانغ وكنز ثقافي قديم، ولكنهم لا يعرفون كيف تم توارثها حتى اليوم."

ترى ووليا أن الأساليب الثقافية والترفيهية المتنوعة في الوقت الحاضر تقلّل من فرص الناس للاستمتاع بفن المقامات التقليدية في هدوء والاهتمام به وأدائه والتعرّف عليه. من هذا المنطلق قررت ووليا تصوير فيلم تلفزيوني لتعريف الناس بماضي المقامات وحاضرها ومطالبتهم بحماية هذا الكنز القومي.

إن حماية ورثة هذا الفن أمر مهم جدا لحماية التراث الثقافي غير المادي. لذلك يجب تقديم منبر واسع وآفاق تطور مستدامة ومساعدات مالية كثيرة لهؤلاء الورثة. وفي نفس الوقت يجب منحهم عناية أكبر واحترام الثقافات التي يورّثونها. كل ذلك يضمن الحفاظ على حيوية فن المقامات. وبهذا الخصوص قالت المخرجة ووليا:

ريحانة: "أرى أن الحكومة تقوم بأنشطة كثيرة لتوريث فن المقامات. إن الكثير من الورثة فلاحون. والآن تمنح الدولة هؤلاء الفنانين الشعبيين ووارثي التراث الثقافي غير المادي مساعدات مالية. وهذا أمر هام جدا. زرتُ فناني المقامات في محافظة شاتشه، كانوا فلاحين، ولم تكن ظروفهم المعيشية طيبة."

وأضافت ووليا أن قسم المقامات تأسس في معهد الفنون بشينجيانغ، وعلاوة على ذلك تأسس معهد بحوث المقامات بشينجيانغ. وفي نفس الوقت توجد في شينجيانغ جامعات ومعاهد عديدة لإعداد المؤدين والعازفين للمقامات. إن المسنّ عبد الرزاق أزيز مؤيد لهذا العمل، وهو مسرور جدا لأن بعض الشباب يدرسون المقامات الآن. وقال:

"الآن يدرس العديد من الخريجين الجامعيين فن المقامات. وقد ورثه ابني مني. بل أريد توريثه ونقله للناس."

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي