CRI Online

الحياة السعيدة في مدينة كاشغر

cri       (GMT+08:00) 2015-08-19 13:20:23

مدينة كاشغر القديمة


مدينة كاشغر مدينة جميلة وعريقة، تقع في جنوب غربي منطقة شينجيانغ ذات الحكم الذاتي لقومية الويغور شمال غربي الصين، ويرجع تاريخها قبل ألفي سنة.

وتقع مدينة كاشغر في غرب صحراء طاكلامكان في سفح جبال تيان شان في أقصى غرب الصين التابعة لمنطقة شينجيانغ. وعدد سكانها حوالي 400225 نسمة حسب إحصائيات عام 2010. وتقع المدينة على ارتفاع 1290 مترا وتبلغ مساحتها حوالي 555 كيلومترا مربعا.

ويستحيل على أي فنان تخيل جمالها. وانطلاقا من شوارع هذه المدينة الجميلة والخضراء، لاحظنا أنها مدينة تتحول بسرعة لعدد المشاريع الكثيرة والكبيرة التي يتم إنجازها. فالناس في الشوارع يلبسون ألوانا باهية وجميلة خاصة بقومية الويغور، فالنساء بفساتين مطروزة ومزخرفة بالفن الويغوري، أما الرجال فبقبعتهم الخاصة ذات الشكل المربع والتي تحمل زخارف خاصة.

فشوارعها عبارة عن أزقة طويلة وضيقة تشبه المتاهة فالمدينة القديمة مازالت تعيش على الإيقاع الويغوري العريق، فالتجارة تعتبر القلب النابض لها فتتنوع المحلات بتنوع المنتجات، ما يجعل من اختلاط رائحة الأكل الشهية ورائحة التوابل الخاصة تيقظ شهوات الأكل فتزيدك رائحة الخبز التقليدي جوعا. وكل هذا الإحساس ممزوج مع أصوات الباعة الذين ينادون من أجل بيع سلعهم وخاصة الفواكه منها بألوانها وأشكالها وأيضا رائحتها الزكية لترسم لوحة فنية فريدة من نوعها.

كاشغر تسترجع مجدها من خلال الحلم الصيني الذي سوف يسترجع لها دورها الأبدي ألا وهو مركز آسيا الوسطى.

وكتبت مدينة كاشغر بأحرف من ذهب اسمها في تاريخ و مستقبل آسيا الوسطى. وتقع كاشغر التي تعرف بالجنة وسط هذه التضاريس الصعبة والقاسية من صحراء طاكلامكان وجبال بامير وجبال تيان شان، وشكلت نقطة تلاقي كل القوافل عبر آسيا الوسطى.

وتعتبر واحة كاشغر تقاطع طريق الشمال والجنوب الذي يتخطى صحراء طاكلامكان.

وتوجد في قلب مدينة كاشغر منطقة قديمة محمية بصورة جيدة حتى الآن.

واعتبرت في القديم نقطة تلاقي الجنوب والشمال عبر طريق الحرير لأكثر من 2000 سنة وكانت كاشغر بموقعها الإستراتيجي بعد عبور صحراء طاكلامكان من الشرق وبعد الجبال الشامخة لبامير من الغرب.

نحن اليوم نحط الرحال في أحضان هذه المدينة التاريخية والتي لعبت دورا مهما عبر طريق الحرير القديم، ها هي اليوم بوابة الصين الغربية ترسم لنا مستقبلا مشرقا عبر الحلم الصيني وفكرة حزام واحد وطريق واحد.

وتستعد كاشغر اليوم للعب الدور الريادي كمنصة قوية ونقطة محورية في آسيا الوسطى من أجل التعايش السلمي والكسب المشترك.

لفهم هذا الدور الريادي لكاشغر قمنا بزيارة ميدانية للتطلع على الإمكانيات البشرية والمادية التي وضعتها الحكومة المركزية من أجل السماح للحكومة المحلية للمضي قدما لإنشاء هذا المستقبل الزاهر لكاشغر.

وكانت جامعة كاشغر تسمى بمعهد المعلمين بمنطقة كاشغر، ورغم صعوبات الظروف الطبيعية والمستوى التعليمي المنخفض مقارنة مع مدن جنوب وشرق الصين، غير أن هذه المنطقة قررت أن تنهض بهذا القطاع المهم، وذلك بتكوين الموارد البشرية والتعليم ليرتقي إلى مستوى أعلى يمكنها من لعب دورها المهم مستقبلا على مستوى الحزام والطريق وهذا ما دفع كاشغر بالاستعانة بخبرات المناطق الأخرى، وخاصة إعطاء الفرص التحفيزية للمعلمين بالارتقاء بدراستهم إلى مستويات أعلى مثل ماجيستير ودكتوراة ليكونوا في المستقبل الأساس التعليمي للمنطقة.

وكان هذا بفضل جهود حكومة المنطقة، فالجامعة اليوم يدرس بها 12000 طالب.

ومن بين الأشياء الإجابية والمهمة أيضا إنشاء مركز البحوث في اللغة الويغورية هذا العام، الذي يكون له الدور الأكاديمي للحفاظ على هذا الإرث المهم للصين وأيضا للدور الذي لعبته هذه الثقافة في آسيا الوسطى عبر التاريخ وعن دورها المستقبلي عبر الحزام والطريق.

وبعد قطاع التعليم، كان لنا موعد مع قطاعات أخرى، الاقتصاد والتجارة والبنية التحتية من خلال لقاءاتنا مع لجنة التنمية والإصلاح لمنطقة كاشغر، إدارة التجارة لمنطقة كاشغر ومنطقة كاشغر الاقتصادية الخاصة.

فمشاريع البنية التحتية في المدينة كبيرة جدا، منها اقتصادية، تجارية، سياحية وثقافية بدون ما ننسى النقل والذي يعد همزة الوصل بين الشعوب.

ها هي كاشغر تفتح ذراعيها مرة أخرى لتكون منطقة محورية للتواصل بين شعوب آسيا من أجل غد أفضل والكسب المشترك.

فمن خلال هذه اللقاءات تأكد لنا أن كاشغر بدأت مسيرتها عبر حزام واحد وطريق واحد من أجل مستقبل أفضل.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي