CRI Online

بينغياو القديمة.. أروع ما ظللته السماء

cri       (GMT+08:00) 2015-08-28 08:59:25


تقع شانشي بمنطقة المجرى الأوسط للنهر الأصفر، إلى الشرق من هضبة التراب الأصفر. تضاريسها معقدة، وملامحها الطوبوغرافية متنوعة، ومناخها معتدل، والفصول الأربعة فيها واضحة، بها كثير من المناظر الطبيعية البديعة، أبرزها جبل ووتاي، الأشهر بين جبال البوذية الأربعة في الصين. وفي شانشي، التي تفتقر إلى الموارد المائية، عدد كبير من البحيرات، وخلال السنوات الأخيرة أقيم بها كثير من خزانات المياه والبحيرات الاصطناعية، وأبرزها شلال هوكو، المشهور بضخامته، وشلال ناينغتسيقوان، المعروف بجماله.

شانشي ذات تاريخ عريق وثقافة رائعة، وهي من المهود الهامة لثقافة النهر الأصفر، وبها عدد كبير من المواقع الأثرية والتاريخية المشهورة، من بينها 271 موقعاً أثرياً محمياً على مستوى الدولة، وبفضلها تحتل شانشي المركز الأول في هذا المجال في الصين، ومنها أيضاً موقعان مدرجان في قائمة التراث الثقافي العالمي، وهما كهوف يونقانغ بمدينة داتونغ، ومدينة بينغياو القديمة. وتضم شانشي خمس مدن مشهورة للثقافة التاريخية في الصين. في هذه المقاطعة المميزة عدد كبير من البنايات ذات الهيكل الخشبي مشيدة قبل القرن الثالث عشر، ويحتل عدد البنايات منها 70% من نوعها في الصين، ولذلك تعتبر شانشي متحفاً لفن العمارة الصيني القديم. وتعتبر شانشي أشهر مكان للثقافة البوذية الصينية القديمة، وأبرز معالمها هو جبل ووتاي.

في شانشي ظهرت أولى الأعمال المصرفية بالصين، والمساكن الكبيرة المشهورة للتجار. ويعتبر مصرف ريتشنغتشانغ من أفضل ما خلفه التاريخ في هذا المجال. وتعتبر شانشي موطن أسلاف الأمة الصينية أيضاً، ومنها خرجت أسماء عدد كبير من الأسر الصينية، وينتشر أبناؤها داخل الصين وخارجها، ومنهم عدد كبير من المشاهير، ويقول العامة في الصين: إذا سألتني أين مسقط رأسي، أجيبك إنه في مكان اسمه داهوايشو بمحافظة هونغتونغ في شانشي.

وتعتبر شانشي بحر الأغاني الشعبية وموطن الرقص الشعبي، فلكل مكان بها أغنيات ورقصات شعبية فريدة، وبالإضافة إلى ذلك تجذب شانشي السائحين بمنتجاتها من الخمور والخل والحبوب، إضافة إلى القمح والرز والأشغال الفنية الرائعة. وقد جاءت شانشي في مقدمة المقاصد السياحية بالصين وفقاً لمسح أجري للموارد السياحية على المستوى الوطني قبل عدة سنوات، وهذا دليل على ثرائها بالموارد المختلفة.

تنتشر الموارد السياحية في كل أنحاء شانشي، وهي موارد ثمينة تلعب دوراً هاماً في تنمية الاقتصاد الإقليمي، وتعكف حكومة شانشي خلال السنوات الأخيرة على إعادة هيكلة الصناعات، وتركز على تحويل نمط النمو الاقتصادي من النمط التقليدي إلى نمط حديث، كما تعمل على دمج صناعات السياحة والكيماويات للفحم والمواد وإنتاج التجهيزات معاً بحيث تصبح من ركائز الصناعات في شانشي.

تعتبر شانشي مقاطعة ذات حضارة زراعية عريقة، وينتشر بها عدد كبير من القرى على شاطئ النهر الأصفر وبين جبل تايهانغ، وتجمع هذه القرى بين القديم والحديث، وبها تراث ثقافي وافر وكثير من العادات والتقاليد والمسرحيات والرقصات واللغات العامية والإنتاج والبنايات والقرى والمساكن القديمة والمناظر الطبيعية الجميلة والآثار والمواقع التاريخية المشهورة والمعابد والآثار الثورية الخ، وتتميز بملامح معمارية فريدة وقيمة تاريخية هامة. تلك كلها موارد تعطي شانشي تفوقاً في مجال السياحة الريفية.

تقع مدينة بينغياو القديمة على مسافة مائة كيلومتر جنوب مدينة تاييوان – عاصمة مقاطعة شانشي. بدأ بناء هذه المدينة القديمة في فترة الملك شيوان وانغ (827 – 782 ق.م) في أسرة تشو الغربية، وتوسع بناؤها في أسرة مينغ (1368 – 1644م) وأسرة تشينغ (1616 – 1911م)، عمرها ألفان وثمانمائة سنة.

تبلغ مساحة مدينة بينغياو القديمة 25ر2 كيلومتر مربع، وهي تحتفظ بملامحها التاريخية في أسرة مينغ وأسرة تشينغ. في المدينة أكثر من مائة شارع وزقاق، ومازال بها المتاجر والدكاكين على جانبي الشوارع في البنايات التي بنيت في الفترة من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر. أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) مدينة بينغياو القديمة في قائمة التراث العالمي عام 1997. في حيثياتها قالت لجنة التراث العالمي عنها: بينغياو نموذج بارز كمدينة قديمة لقومية هان الصينية في عصور أسرتي مينغ وتشينغ، وتحتفظ بكل ما تتميز به المدن الصينية، وهي بمثابة سلسلة كاملة من الرسوم التي تعرض صورة المجتمع الصيني في ذلك الوقت؛ الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتطور الديني، فهي من أهم التراث الثقافي العالمي. وكتب الخبير تيان تشونغ دان الذي أرسلته اليونسكو لاستطلاع مدينة بينغياو القديمة في عام 1997 "مدينة بينغياو القديمة أروع ما ظللته السماء".

بينغياو القديمة مدينة صغيرة يحوطها سور ضخم مرتفع لحمايتها. خارج السور توجد المدينة الجديدة. في عام 1370 في أسرة مينغ جرى توسيع بنائها، حيث أعيد تشييد سورها بالأحجار والطوب بدلاً من التراب المدكوك. يبلغ ارتفاع السور حوالي 12 متر، وطوله 4ر6 كيلومترات. عليه ثلاثة آلاف شرفة و72 حصن مراقبة في إشارة رمزية لتلاميذ كونفوشيوس الثلاثة آلاف وللاثنين والسبعين النابغين منهم. في نهاية أسرة تشينغ بنيت قاعة كويشينغ بالقطاع الجنوبي الشرقي للسور، وهذا دليل حي على تأثير الفكر الكونفوشي في كافة مجالات الحياة الاجتماعية الصينية.


1 2
أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي