CRI Online

التجول في بلدة جبنشي في مدينة كونشان بمقاطعة جيانغسو

cri       (GMT+08:00) 2015-10-16 10:40:27

تقع بلدة جينشي في مدينة كونشان بمقاطعة جيانغسو. تستغرق المسافة بالقطار من مدينة شانغهاي إلى مدينة كونشان نصف ساعة فقط، ويمكن ركوب حافلة عامة من كونشان للوصول إلى جينشي. إن أبناء شانغهاي دائماً يفضلون زيارة جينشي بسياراتهم الخاصة، حيث يمكن الوصول إليها عبر طريق هونينغ (شانغهاي- نينغبوه) السريع.

بلدة جينشي غير بعيدة عن بلدة تشوتشوانغ ومدينة ووتشي وغيرهما من البلدات المائية المشهورة في الصين، ولكنها تتمتع بالهدوء والطبيعية الفريدة.

تعتبر بلدة جينشي بلدة مائية حقيقية، حيث تحيط بها بحيرة ديانشان من الشرق وبحيرة تشنغهو من الغرب، وبحيرة ووباو من الجنوب، وبحيرة بيليان وبحيرة فانتشينغ من الشمال.

وبسبب كثرة أنهارها وبحيراتها، يصل عدد الجسور إلى ستة وثلاثين جسراً في جينشي التي لا تتجاوز مساحتها كيلومتراً مربعاً. هذا يعني أن كثافة الجسور في جينشي أعلى من مدينة سوتشو المشهورة بحدائقها. بنيت معظم الجسور في جينشي في فترة أسرتي مينغ وتشينغ (1368 – 1911م)، ويرجع تاريخها إلى مئات السنين، وما زالت محتفظة بأشكالها الأصلية وبنقوشها ورسومها الدقيقة، مما يثير إعجاب الزوار المفتونين بالعمارة الكلاسيكية الصينية ومحبي الفنون.

تقع الجسور ذات الأنماط المعمارية المختلفة على ضفاف الأنهار، الأمر الذي يشكل ثقافة الجسور المميزة في جينشي التي يمكن أن نسميها بالمتحف الحي للجسور القديمة. وأشهر جسر في جينشي هو الجسر الطويل ذو العشر محفر وهو أيضاً الطريق الوحيد إلى بلدة جينشي. بُني هذا الجسر القديم في فترة أسرة مينغ، ويشكل مع بركة اللوتس القديمة ومقصورة ونشينغ وممر متعرج وحديقة تاويوان منطقة اللوتس السياحية. على الجسر تسعة أعمدة وعشرة محفر، ويبلغ طوله اثنين وخمسين متراً، والمسافة بين تماثيل الأسد الحجرية على الجسر عشرة أمتار، فيشكل الجسر صورة بدائية بسيطة وفريدة من نوعها. عندما يسير الزوار على الجسر، يجدون النباتات المائية القريبة تتهز مع النسيم، والزوارق السياحية ترسو بجانب الشاطئ. ويعتبر هذا الجسر أفضل مكان للتمتع بمشهد البحيرة والقمر في بلدة جينشي.

يمر الناس فوق الجسر وتمر الزوارق من تحته، ولهذا أصبح ركوب الزورق للتمتع بالمشهد برنامجاً لا غنى عنه في زيارة بلدة جينشي. ولكن معظم الذين يركبون الزوارق على سطح النهر صيادون محليون لأن عدد الزوار هنا قليل. يكثر عدد الزوار في عطلة نهاية الأسبوع فيزداد عدد الزوارق ويزدحم النهر بها حتى أصبحت المسافة بين زورقين أقل من ذراع أحياناً.

يرجع تاريخ بلدة جينشي إلى أكثر من ألفي سنة. وفقاً للكتب التاريخية، بعد أن أسس الإمبراطور شياو تسونغ عاصمة مُلكه في لينآن في فترة أسرة سونغ الجنوبية (1127 – 1279 م)، دُفنت واحدة من محظياته في جزيرة صغيرة ببحيرة ووباو في بلدة جينشي، لأن تلك المحظية واسمها تشن، كانت تحب المناظر المائية في جينشي حباً جماً، فأمر الإمبراطور شياو تسونغ ببناء معبد على ضفة بحيرة ووباو إحياء لذكرى محظيته، وبتغيير اسم جينشي ‪إلى "تشينمو"(مقبرة تشن) الذي دام لمدة أكثر من ثمانمائة سنة، قبل أن تستعيد البلدة اسم جينشي في عام 1993‬‬‬‬‬‬‬‬

وبعد آلاف السنين، يمكن للزوار أن يركبوا الزوارق للوصول إلى هذه الجزيرة الصغيرة حيث تمثال المحظية تشن وشاهدة قبرها، وأعشاب متنوعة في الطريق. ويدهش الزوار تغير التاريخ السريع فيما يتمتعون بمناظر البحيرة ويتحدثون عن قصة المحظية تشن وتاريخ المعبد.

بلدة جينشي ذات التاريخ العريق، بها كثير من المتاحف الخاصة. معظم البنايات الكبيرة على الطرق الرئيسية في بلدة جينشي متاحف، ومنها متحف الصين للآجر والقرميد القديم ذو الأهمية الثقافية العميقة والوافرة والقيمة التاريخية لمقتنياته، ومتحف أدوات "الرمال الأرجواني"، ومتحف الآثار القديمة، ومتحف العملات، ومتحف تشانغ شينغ للفنون، ومتحف أعمال النحت على جذور الأشجار، ومتحف الفلك الصيني، ومتحف الصخور الغريبة بالصين، ومتحف شخصيات جينشي البارزة، ومتحف شييوان، ومتحف جينشي لفن حفر الأختام، وغيرها من المتاحف المختلفة التي تحوي كنوزاً تعجب هواة جمع التحف القديمة.

زيارة البلدات المائية لا تترك انطباعات عميقة في أذهان زوارها إلا إذا استغلوا أوقات المساء والصباح الباكر الذي يعد الوقت الأفضل للتمتع بهذه البلدات.

بعد غروب الشمس، تتلفح الأرض بستار الليل القاتم، وتضئ الفوانيس المعلقة الممرات الطويلة في بلدة جينشي، ويغني المحليون أوبرا كونتشيوي هناك. وفي هذه الأجواء المفعمة بأوبرا كونتشيوي وأضواء الفوانيس، يتناول الزوار العشاء في الممر الطويل فوق الماء.

إن الأسماك النهرية هي المواد الرئيسية لمطبخ جينشي، ومن أشهر الأسماك النهرية في جينشي سمك بايوي وسمك بايسي والجمبري النهري المخمر. بالإضافة إلى ذلك، من الأطباق الخاصة لبلدة جينشي اللحم المحمر بالصويا والخضراوات المميزة في البلدات المائية.

بعد العشاء، يمكن للزوار أن يشربوا الشاي ويتبادلوا أطراف الحديث ويأكلوا بعض الحلويات المشهورة والصويا المبخرة باليانسون، ما يجعلهم ينسون القلق والإزعاج في حياة المدينة ويخففون من ضغوطهم تحت ضوء القمر الجميل.

قبل سنوات، جاء السيد وو شياو بينغ إلى بلدة جينشي وأغرته هذه البلدة المائية الهادئة فأقام فيها وفتح مقهى للشاي على ضفة النهر باسم "مقهى جيوو"، وهو المقهى الوحيد الذي يُفتح في الليل، فيجذب الزوار من أنحاء الصين لشرب الشاي وتجاذب أطراف الحديث فيه، ويكتب الزوار آراءهم وانطباعاتهم في دفتر سميك بالمقهى.

وبعد النوم الجميل، يمكن للزوار أن يتجولوا في البلدة للتمتع بمناظرها في الصباح الباكر، حيث يتمشون في الضباب ويرون البنايات والغابات التي ارتشفت الرطوبة خلال الليلة السابقة. يبدو أن اللون الأخضر الرمادي القاتم للبنايات واللون الأصفر والأخضر لأوراق الأشجار واللون القرمزي للفوانيس تلوح وتختفي في الضباب، فتشكل منظراً جميلاً للغاية.

أحبائي، إن أبناء جينشي حالياً يرددون بيتاً من قصيدة للشاعر الألماني يوهان كريستيان فردريش هولدرلين، يقول: "يعيش الإنسان في الأرض بنفحات شاعرية"، فيتعايش الإنسان والبيئة في تناغم، ويتمتع الإنسان بالحياة ويشرف الإنسان على البيئة، وتستفيد البيئة الإيكولوجية من الإنسان وتفيد الإنسان، أليست هذه هي السعادة التي يسعى إليها أبناء المدن في أحلامهم؟

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي