CRI Online

المنطقة الطبيعية المحمية لبحيرة شينغ جين

cri       (GMT+08:00) 2015-10-23 14:32:33

تقع المنطقة الطبيعية المحمية لبحيرة شينغ جين في محافظة دونغ تشي بمقاطعة آنهوي وسط الصين، تبلغ مساحتها نحو ثلاثين ألف هكتار، إنها منطقة محمية على مستوى الدولة، وتعتبر من أهم المناطق الخاصة التي تعيش فيها الطيور المهاجرة المختلفة، ويبلغ عددها أكثر من 170 نوعا، ومعظمها تأتي للمنطقة لقضاء الشتاء والتناسل كل سنة من سيبيريا ومنغوليا وحتى أستراليا وغيرها من الدول البعيدة.

بالإضافة إلى ذلك، تعيش دائما في هذه المنطقة أكبر مجموعة للكركي المتوج الأبيض باعتباره نوعا من الحيوانات الموشكة على الانقراض في العالم، ولم يبق منه سوى سبعة آلاف طائر على مستوى العالم، لذلك، فهو يحظي بحماية من الدرجة الأولى في الصين. كما تعيش في بحيرة شينغ جين أيضا الكركي المتوج الأحمر والبجع والأوز البري وغيرها من الطيور النادرة. هناك سائق قارب مسن إسمه تشانغ آن تساي يعمل في بحيرة شينغ جين لأكثر من ثلاثين سنة، ويعرف معرفة جيدة أحوال الطيور المهاجرة، وقال لمراسل إنّ عدد الطيور المهاجرة إلى هنا كبير لا يحصى، كلما يحل فصل الربيع، تطير دائما في أجواء البحيرة مئات آلاف الطيور في مجموعات متعددة، مما يشكل مشهدا عظيما، وكل نوع منها يطير في مجموعة منفردة وبشكل مميز، ولا يختلط بالنوع الآخر، مثلا أن مجموعة الأوز البري تطير في الأجواء بشكل كلمة رين الصينية، وتطير مجموعة البجع بصفوف منتظمة جميلة، ويطير البط البري مجموعة مجموعة وبصوت عال... وإنّه يحب هذه الطيور كثيرا، لأنها صديقة للإنسان.

تنقسم المنطقة الطبيعية المحمية لبحيرة شينغ جين إلى ثلاثة أقسام: القسم المركزي الذي تعيش فيها الطيور المختلفة بشكل مركزي ويمنع تواجد المواطنين فيه، ويحظر على السياح الدخول إليه أيضا للوقاية من إزعاج حياة الطيور الطبيعية. وقسم التجارب وهو الأماكن المحيطة بالمنطقة المحمية ويقيم فيها المواطنون المحليون. أما قسم الوسط، فهو إقليم بين السابقين، ويمكن أن يتجول السياح في هذا القسم لمشاهدة الطيور ومعرفة أحوالها الطبيعية. وتقع على جوانب بحيرة شينغ جين بعض الآراضي الرطبة والمستنقعات، ويسميها المحليون "آراض خضراء" وهي أماكن مناسبة جيدة للتمتع بالطيور والمناظر الطبيعية. وبفضل قلة التلوث في البحيرة، تبدو مياهها صافية جدا وتتوفر فيها مختلف الأحياء والموارد الطبيعية، مما يوفر الأغذية الكافية لجميع الطيور. قالت السيدة ين لي التي تعمل هنا منذ سنة لدراسة أحوال الطيور إنّ مشاهد الطيور النادرة هنا تعجبها كثيرا، وذات مرة، كان نحو خمسين ألف طائر يطيرون أو يستريحون فوق مياه البحيرة حتى أنها أصبحت مملوءة بالطيور وكانت سعيدة جدا أمام هذا المشهد .

إذا، لماذا اختارت هذه المجموعة الكبيرة من الطيور المهاجرة بحيرة تشينغ جين كمقصد مفضل لها لقضاء الشتاء؟ تحدث خبير محلي عن ذلك قائلا إن هذه البحيرة من أهم الآراضي الرطبة في العالم، والصالحة لمعيشة الطيور المهاجرة، حيث توجد الآراضي الرطبة المعشوشبة الواسعة التي تنمو فيها النباتات المتنوعة والبحيرة الضحلة التي لا يتجاوز عمقها ستة أمتار، وتعيش فيها الأنواع الكافية من الأسماك والأحياء والنباتات المائية، وعلى جوانب البحيرة مستنقعات القصب الكثيف الملائمة لراحة فيها الطيور، وكل هذا يوفر الطعام الكافي والظروف المناسبة لإقامة الطيور المهاجرة في فصل الشتاء .

ليس هذا فحسب، بل إن هذه الظروف الجميلة قد أذاعت سمعة بحيرة تشينغ جين في العالم، وكلما يحل فصلا الشتاء والربيع، تصل إلى هنا أعداد كبيرة من علماء الطيور والسياح من داخل البلاد وخارجها لمشاهدة الطيور ودراستها. قال السيد تشينغ يوان تشي رئيس إدارة المنطقة المحمية إنّ السيد جيم هاريس العامل بصندوق الطبيعة الدولي وهو منظمة خاصة لحماية البيئة الطبيعية على مستوى العالم، كان أول من جاء من الخارج إلى منطقة بحيرة شينغ جين للقيام بالتفقد الميداني، وكان معجب كثيرا بمشاهد البحيرة ووجود هذا الحجم الكبير والأنواع المتعددة من الطيور هنا، وأشاد بهذه المنطقة المفضلة لحياة الطيور المهاجرة إشادة عالية بعد أن رأى في مرة واحدة أكثر من ثلاثمائة طائر من الكركي المتوج الأبيض وأكثر من مائتي طائر من أبو حديج في نفس المكان. وبعد ذلك، استقبلنا على التوالي الخبراء والمتخصصين من أستراليا وروسيا وبعض الصحفيين المحليين والأجانب للتعريف بهذه المنطقة الهادئة.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي