CRI Online

مدينة سانجيانغ: الأرواح مطمئنة بين الأنهار الثلاثة

cri       (GMT+08:00) 2015-11-12 09:15:44

تقع سانجيانغ في شمالي مقاطعة قوانغشي الذاتية الحكم لقومية تشوانغ، متاخمة لمقاطعتي هونان وقويتشو. هذه المحافظة هي ملتقى أنهار رونغجيانغ وشيونجيانغ ومياوجيانغ، ومن هنا أخذت اسمها "سانجيانغ"، الذي يعني الأنهار الثلاثة. وتأثرت هذه المحافظة بكل من أبناء قومية هان في الشمال، وجزئياً أو كلياً بالمجموعات العرقية في الجنوب.

سانجيانغ، التي يرجع تاريخها إلى أكثر من ألف سنة، وهي المحافظة الذاتية الحكم الوحيدة لأبناء قومية دونغ في مقاطعة قوانغشي، لا تزال تحافظ على الكثير من تراثها التاريخي وسمات عصور الصين المختلفة. ,في ظل بيئة تكسوها الغابات، حول أبناء دونغ سفوح الجبال إلى حقول مدرجة للشاي. وبجانب الشاي، تشتهر سانجيانغ بمهرجاناتها العديدة وبأبراج الطبول وجسور المطر والرياح. وفيها أكثر من ستين مسرحاًً تاريخياً وأكثر من مائتي برج من أبراج الطبول وأكثر من مائة وعشرين من جسور الرياح والمطر وأكثر من خمسمائة موقع تاريخي، ما يجعلها بانوراما رائعة في جنوب غربي الصين.

زائر سانجيانغ لا ينبغي أن تفوته فرصة السير على أحد جسورها القديمة وصعود أحد أبراج الطبول العالية فيها، واحتساء الشاي الذي يعد من مياه الينابيع، والتمتع بأنواع مختلفة من الطعام، والاستماع إلى الأغاني الفلكلورية المنوعة والمتعددة، فعند ذاك، يشعر المرء وكأنه دخل عالم "شانغري- لا" أو المدينة الفاضلة، حيث الرجال يحرثون الحقول، والنساء ينسجن الملابس، والحياة نقية بسيطة.

تشتهر سانجيانغ بقراها المحافظة على بيئتها الأصلية وبجسور الرياح والمطر. والمشاهد الأكثر جذباً هنا هي جسر تشنغيانغ، وقرى تشنغيانغ الثماني، وبناية عش الطيور لأبناء قومية دونغ وجزيرة دانتشو.

إن جسر تشنغيانغ، وهو أحد جسور الرياح والمطر في سانجيانغ، يقع على مسافة نحو عشرين كيلومتراً شمال مقر المحافظة. ويبلغ طول هذا الجسر 67ر77 متراً ويبلغ عرضه و75ر3 أمتار. الجسر به ممر وخمسة مقصورات مضلعة على شكل البرج مبنية على خمسة ركائز حجرية زرقاء، وتنتشر الطنوف المتدلية كأنها أجنحة. والأعمدة والطنوف مزينة بلوحات ورسوم ملونة، وقد شيد الجسر بمهارة تقليدية، إذ ربطت كل أجزائه بهيكل متماسك محكم بأسلوب النقرة واللسان. هذا الجسر الذي بني عام 1924، لا يزال ممراً يوفر فرصة لمشاهدة المارة عليه، لا سيما كبار السن، بملابسهم التقليدية والأطفال الصغار وهم يمرحون.

إن قرى تشنغيانغ الثماني، تجذب الزوار بسماتها الثقافية العرقية لأبناء قومية دونغ. وفي كل قرية جسر الرياح والمطر الخاص بها. أما أبراج الطبول فهي الأكثر تميزاً، حيث يوجد أحد عشر برجاً في هذه القرى، جنباً إلى جنب مع النواعير القديمة والمساكن التقليدية المبنية على ركائز.

إذا أخذنا في الاعتبار أن جسور الرياح والمطر، وأبراج الطبول والبنايات التقليدية، هي الطرز المعمارية الأكثر تميزاً لأبناء دونغ، فإن بناية عش الطيور هي الأكثر سحراً. في المظهر، يبدو هذا المبنى مشابهاً لإستاد عش الطائر في بكين، وأبراج "تولو" لأبناء هان في مقاطعة فوجيان. يبلغ ارتفاعه تسعة وعشرين متراً وقطره ثمانية وثمانين متراً. وترتبط جميع أجزائه الخشبية بالمفاصل والنقرة واللسان. في كل زاوية، يوجد طيور منحوتة، وهي ترمز للحظ والازدهار. وهو أيضاً منصة لعمل درامي محلي يحمل عنوان "أغنية حب لمساء سانجيانغ"، الذي يجسد تقاليد التودد والزواج الفريدة من نوعها، بما في ذلك اللباس التقليدي، والغناء بأسلوب تجاوبي، ترافقه تقنيات الصوت والضوء الحديثة.

إن جزيرة دانتشو، جزيرة صغيرة تحيط بها الجبال ونهر رونغجيانغ. تبدو الجزيرة هادئة جداً وكأنها منسية خارج إطار الزمن. كانت مقراً للمحافظة لمدة أكثر من أربعمائة عام في العصور القديمة. هنا، نجد الأقواس الشمالية القديمة، ومقر تعليمي عريق يرجع تاريخه لعدة قرون. يقطن الجزيرة حالياً أكثر من مائتي أسرة ينتمي أفرادها إلى خمس مجموعات عرقية هي: قوميات دونغ، مياو، ياو وتشوانغ وهان.

إن ركوب القارب والتجول بالجزيرة، يوفر للمرء التمتع بالهدوء تحت مظلة عالية من أشجار البانيان القديمة، وسط مساحات واسعة من غابات الأثأب وغابات الشجر القديم الذي يعود تاريخه إلى عصر الديناصورات. وتزين هذا العالم الأخضر أزهار الكاميليا الزاهية. ويضفي سور المدينة القديم مزيداً من الغموض والسحر على المنظر.

وهنا نتذكر سؤالا جاء في مقالة مشهورة، وهو: "أين يمكن أن نضع أرواحنا؟"، يبدو أن سانجيانغ هي المكان المثالي لراحة وطمأنينة الروح!

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي